الدكتور مجدي بدران

كشف استشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس الدكتور مجدي بدران أن الطعمية وجبة شعبية ترفع، فهي تتكون من البروتين ومعادن الحديد والكالسيوم  والماغنيسيوم والزنك و فيتامين أ , وفيتامين سي، وتعتبر الطعمية مصدرًا رخيصًا للبروتين والألياف الغذائية والنشويات والحديد، وفيتامين ب والبوتاسيوم والماغنيسيوم.

وأضاف بدران في حوار  إلى "العرب اليوم" أن البقول غنية بمضادات الأكسدة وتناول البقول يقلل من معدلات السرطانات خاصة سرطان القولون، وتحول البكتيريا الصديقة ألياف البقول إلى حمض البيوتيريك الذي يحافظ على سلامة خلايا القولون، والتجارب المعملية بينت أنه يمنع تكاثر خلايا القولون المسرطنة ويدفعها إلى الانتحار المبرمج ، وبينت دراسة حديثة أن النساء اللاتي تحرصّن على تناول البقول ذات معدلات إصابة أقل بسرطان الثدي، والبقول ترفع المناعة وتقلل من أمراض القلب .

ونصح بدران بنقع البقول لثمانية ساعات لأنه يفيد في التخلص من السموم و مضادات الإنزيمات التي تنشأ من التجفيف والتخزين، وتزداد كمية الألياف في البقول بعد النقع والطبخ ، و يقلل من غازات البطن، وتسهيل هضمها والاستفادة من مكوناتها, حيث تحتوي الطعمية على البقدونس، والشبت، والكزبرة الخضراء، أما عن الفوائد الصحية فهي رافعة للمناعة غنية بالألياف الغذائية بها مضادات للأكسدة خاصة الأبيجينين, إضافة إلى الكلورفيل، وأكدت أحدث الأبحاث أن البقدونس أفضل مصدر للأبيجينين.

ويكافح الأبيجينين سرطانات البروستاتا والجهاز الهضمي وسرطان البروستاتا، ويكبح نمو الخلايا السرطانية، ويحرض الخلايا السرطانية على الانتحار المبرمج، ويعوق نمو الأوعية الدموية التي تغذي الأنسجة السرطانية، ويغير العلاقة بين الخلايا السرطانية والخلايا المجاورة في البيئة المحيطة، ويخفض مستوى الجلوكوز داخل الخلايا السرطانية بالحد من دخول الجلوكوز إليها، كما يمنع تغيير طبيعة وهيكلة الأغشية الهلامية التي تحيط بالخلايا المسرطنة، إضافة إلى منع تقدم الخلايا السرطانية بوقفه عمل جزيئات الاتصاق بالخلايا التي تسهل للخلايا السرطانية الانتشار للخلايا المجاورة، بجانب معارضته عمل الكيمياء والتواصل عبر مسارات الإشارات التي تجيده الخلايا السرطانية لخداع الخلايا المجاورة السليمة.

وأوضح بدران أن الأبيجينين يخفف من أعراض الالتهاب الرئوي، ويخفض مستوى مضادات الأجسام المناعية "IgE" التي تزيد مع الحساسيات, وكذلك التفاعلات الكيمائية المرتبطة بظهور أعراض الحساسيات، فهو مضاد للالتهابات , ومضاد للتقلصات، ويوقف إنتاج حمض اليوريك مما يعني غياب النقرس، و يحمي الشفرات الوراثية من التدمير، ويؤخر الشيخوخة والأمراض المزمنة .

وبالنسبة إلى المكون الثومي من الفصيلة الثومية أكد أن الطعمية تحتوي على الكرات، والثوم  والبصل والبصل الأخضر، والفوائد الصحية، وتوفر الألياف الغذائية التي ترفع المناعة وتقلل من الحساسية، وترفع المناعة المخاطية المعنية بسلامة الجهاز التنفسي، والبصل الأخضر ، ومصدر ممتاز لفيتامين سي , فيتامين ك، و مصدر جيد لفيتامين أ, ومنجم لمعادن الكالسيوم , البوتاسيوم, المنجنيز, الحديد و الماغنيسيوم, الفوسفور, الزنك, النحاس.

ويوفر فيتامين ب في صورة الثيامين, فيتامين ب 6, حمض الفوليك، ويزيد من البكتيريا الصديقة غني بالسكريات القصيرة، والكيورسيتين من أسرار البصل المناعية فهو مضاد قوي للأكسدة ويحمي من الملوثات الخارجية والجزيئات الضارة التي تتكون داخل الجسم ، و يحافظ على سلامه الخلايا وحيوية الانسجة، ويمنع التدمير الذى يحدث مع الالتهابات والسرطانات و الملوثات البيئية، ومانع للسرطانات فهو يمنع نشأه الخلايا السرطانية وتكاثرها ويقتلها بكفاءة وله القدرة على شل الخلايا السرطانية وظيفيًا، ويقلل من سرطان الرئة، و مضاد للحساسية ويمنع إفراز الهيستامين، كما يفيد في معالجة الربو.

وأوضح الدكتور بدران أنه يوجد 19 مضاد للأكسدة في الثوم ، مفيدة في مكافحة نزلات البرد، و مهدئ للكحة، والثوم الطازج يحتوى على مادة الأليسين التي تعمل كمضاد حيوي طبيعي , ومضاد للفطريات, ومضاد للفيروسات, وطارد للبلغم، و يقي من السرطانات، وإلى جانب ذلك هناك إضافات أخرى على الطعمية مثل السمسم، وملح الطعام، والبيض، وتوابل متنوعة توفر الألياف الغذائية وترفع المناعة مثل فلفل أسود، كمون، وشطة، وكزبرة جافة، وزعتر ناشف، وجنزبيل جاف، وقرفة، وريحان جاف، ونعناع جاف.

وتابع: "هناك بعض المحاذير من تناول الطعمية لذا يجب الاعتدال في تناولها مع الإقلال من الأطعمة المقلية في اليوم نفسه، حيث تزيد الأطعمة المقلية من الدهون والكوليستيرول، والوزن، والسمنة، وأمراض القلب، وتحتوي الطعمية على 333 سعر حراري لكل 100 غرام ، والأفضل صنعها في البيت أو قليها على الأقل، و تؤكل طازجة بجانب السلاطة الخضراء الطازجة متعددة الألوان، والإقلال من البيض المستخدم لتجنب السمنة، والإقلال من الملح المستخدم, والأفضل للملح الغني باليود, وأغلب الملح المستخدم في الطعمية المجهزة خارج البيت غير معلوم المصدر ".

وأردف: "زيت القلي يستخدم مرة واحدة, عندما يستخدم زيت القلي لأكثر من مرة، يتحول عند برودته إلى مستعمرات للبكتيريا التي تتغذى على جزيئات الأطعمة المتبقية من الأطعمة التي سبق غليها، والزيوت التي تستخدم باستمرار، ولا تحفظ في الثلاجة ، تصبح ذات أوساط لا هوائية تجتذب ميكروبات ذات قدرة على إنتاج سموم قوية، وهذا يتكرر مع غلي الزيت ، ويحدث مع الوجبات السريعة الغربية، والطعمية الجاهزة، والبقلاوة، والقطايف، وبلح الشام، والسامبوسة".

وأكد بدران أن التغيرات الكيميائية التي تحدث نتيجة تكسير الزيت أثناء الغليان، وتأكسده ينتج عنها مواد مؤكسدة تعتبر شوارد حرة ضارة بالصحة العامة، تزيد من معدلات السرطانات وأمراض القلب وتنقص المناعة وتزيد من الحساسية التنفسية الشاملة وضيق المجاري الهوائية، كما تحدث الأضرار بالتناول أو حتى بالاستنشاق، و تزداد المخاطر مع تكرار الغلي، مما يعني تكرار الأكسدة، و زيادة درجة حرارة الغليان، والتعرض إلى الضوء والأكسجين كما هو الحال في المحال التي تقلي الطعمية في الشوارع خارج المحال، والرطوبة، ولزوجة الزيت، ووجود رغاوى في الزيت، و بواقي أطعمة عالقة في الزيت، ورواسب في قاع أو جدران الوعاء المستخدم في القلي، وهذه سمة غالبة في أغلب أواني القلي خارج المنازل، وإضافة الملح لزيت القلي، مما يقلل من درجة الحرارة التي ينتج عندها أدخنة الزيت، والقلي الزائد بدعوى الوصول للقرمشة.

ودعا بدران إلى الحذر عند تغير لون أو طعم أو رائحة الزيت، وعدم قلي الطعام في زيت سبق استخدامه، مع تجنب خلط زيت جديد مع زيت استخدم في القلي من قبل، و ألا تتعدى درجة الحرارة المستخدمة 180 درجة مئوية، وألا تتناول طعمية تم قليها في زيت مدخن، وإزالة الأطعمة المحروقة من زيت القلي فور رؤيتها، وعدم تناولها، و يفضل تناولها مع الخبز البلدي الغني بالردة، ولكن خبز الطعمية في الفرن أكثر صحة مع قليل من الزيت.