القاهرة ـ شيماء مكاوي
كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، واستشاري طب الأطفال، وزميل معهد الطفولة، الدكتور مجدي بدران، عن أهمية "اليوم العالمي للتسامح". وقال: "في عام 1996، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم الدولي للتسامح، في 16 نوفمبر / تشرين الثاني، من خلال القيام بأنشطة ملائمة، توجه نحو كل من المؤسسات التعليمية، وعامة الجمهور، وجاء هذا الإجراء في أعقاب إعلان الجمعية العامة، في عام 1993، كون عام 1995 سنة الأمم المتحدة للتسامح , مع التزام الدول الأعضاء، والحكومات، بالعمل على النهوض برفاهية الإنسان، وحريته، وتقدمه في كل مكان، وتشجيع التسامح، والاحترام، والحوار، والتعاون بين مختلف الثقافات، والحضارات، والشعوب".
وأوضح "بدران"، في مقابلة مع "العرب اليوم"، أن التوتر يبطئ التواصل بين مراكز المخ، وأن الدراسات الحديثة تبين أنه يبطئ سرعة التواصل بين الأعصاب، ويقلل من أحجام الأعصاب، مما يمهد الطريق إلى تلفها، أو فقدانها، ويبدو هذا بوضوح في الناجين من الحوادث، والكوارث الطبيعية، كالفيضانات، والزلازل، بعد التعرض لمواقف فظيعة ومخيفة، كما يولد التوتر "كيمياء الغضب"، التي ترفع ضغط الدم، وتُسرِّع ضربات القلب، وتسد الشهية، وترفع مستوى السكر في الدم، وتخفض المناعة.
وأضاف أن التوتر يرفع معدلات العدوى بالميكروبات، ويضاعف معدلات الإصابة بالبرد، فالذين يعانون من الإحباط، وتنتابهم حالات الغضب والعصبية، يكونون أكثر عرضة للبرد، مبينًا أن الإصابة بالبرد تزداد في العطلات الأسبوعية، وذلك بسبب التوتر الناتج عن عناء العمل، طوال الأسبوع.
وأضاف "بدران" أن التوتر يزيد من "الأرتيكاريا"، وحساسية الجلد، و يزيد من حالات الربو، ويسبب الكبت العاطفي، والأزمات التنفسية، وزيادة شدة النوبات المتكررة، التي يعانى منها الأطفال المصابون بحساسية الصدر، كما تبين أن 16% من المراهقين، المصابين بحساسية الشعب الهوائية، يعانون من التوتر أو الاكتئاب، مقارنة بـ9 %، لدى المراهقين الطبيعيين، فضلاً عن أنه يؤدي إلى اضطراب الشهية، لكن التوتر الشديد ربما يؤدي إلى زيادة الشهية بشكل واضح، وبالتالي يسبب أمراض السمنة، والسكري.
وأكد أن الاتزان النفسي هو عنوان الصحة والمناعة والنجاح، حيث ترتبط الصحة النفسية بالسلوك، فالذين يفتقدون الاتزان النفسي هم ضحايا، للفشل، والإدمان، والعنف، وارتكاب الجرائم، و انتشار أمراض نقص المناعة. واضاف: "نحن بحاجة إلى ترسانة من الأجسام المضادة النفسية، أقوى من حاجتنا إلى المضادات الحيوية، فضلاً عن التفكير الإيجابي، والثقة في النفس، والثبات، والاتزان الانفعالي، والقدرة على السيطرة على النفس، و ديمومة النمو النفسي، وتحدي المعوقات، والعلاقات الإجتماعية الناجحة، وتحديد الأهداف، وترتيب الأولويات، واكتشاف الأخطار، وحل المشكلات،
والتطوير، واكتساب المهارات، والتثقيف المستمر، والاسترخاء، والتغذية الجيدة، المتوازنة في الكم والنوع".
وأكمل بالقول: "لا يأس مع الحياة، ولا تبكي على الأطلال، فاليوم راحل، والأمل في المستقبل، استمتع بأن تشغل نفسك في كل لحظة، إعمل حتى لو لم تكسب, فالعمل شرف، و قيمته أعلى و أغلى من النقود، والله هو من خلقك، وهو من منحك طاقات كثيرة، ونعم لا تعد ولا تحصى، وعليك أن تفجر طاقاتك، لتنعم بنعمه".
واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية التسامح، والتعاطف، والتعاون، ونبذ الكراهية، مضيفًا بالقول: "لا تغضب، إذا غضبت ستخسر أكثر ممن سبب غضبك، فلا تساعده على هدمك, وتسامحك يحصنك ضد طلقات الغضب، وانشر الابتسام والضحك، فهما سريعا العدوى للآخرين، والقناعة تجهض كيمياء التوتر، والفكاهة تنعش المخ"، مشددًا على ضرورة الاسترخاء، والتعمق في الإيمان، والحصول على قسط وافر من النوم، وممارسة الرياضة، خاصة المشي، وتنظيم الوقت.