عمان - إيمان يوسف
كشفت الإعلامية الأردنية "عطاف الروضان"، عن أهمية مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الاجتماعية الجماهيرية في دعم النساء وإبراز إنتاجهن وأعمالهن، مشيرة إلى الأثر الإيجابي لتلك المواقع الداعم لعمل المرأة وحضورها وتأثيرها في المجتمع بعيدًا عن الحالات السلبية التي استخدمت فيها كقيد وباب جديد للعنف تجاه المرأة "كحالات التحرش والابتزاز الإلكتروني" الموثقة لدى الجهات المختصة، لافتة إلى أن هناك آليات وقوانين فاعلة في الأردن للحد منها.
وشددت الروضان، في حوار خاص لـ"العرب اليوم"، على الشكل الذي تظهر فيها تلك النساء- حتى النساء في بيوتهن اللواتي يعتنين بأطفالهن- على مواقع التواصل الاجتماعي وإظهارهن كأمثلة وقصص نجاح تشجع الفتيات اليافعات على أن يحذون حذو تلك النماذج النسائية الناجحة التي تظهرها مواقع التواصل، وتظهر عملها وتأثيرها وصورتها الإيجابية المشرقة للمرأة، منوهة أنه لا بد من الاعتراف أن أي شخص في أي مهنة كانت، وفي أي مجال عمل، هو عمليًا ليس موجودًا بالشكل الأمثل على خريطة الفضاء العام إن لم يكن موجودًا على صفحات مواقع التواصل المتنوعة.
وتابعت الروضان: "فكل حركة متابعة ومرصودة وتصل إلى كل مكان وإلى كل شخص يحمل بيده هاتفًا ذكيًا أي كان مكان تواجده، بعكس وسائل الإعلام التقليدية :التلفاز، الراديو، الجريدة، التي تتطلب تفرغًا إلى حد ما لمتابعتها، بالإضافة إلى فجوة زمنية تفصل ما بين الفعالية وصياغة الخبر عنه وإعداد تقرير متخصص ثم نشره لاحقًا في تلك الوسائل التقليدية التي أثبتت الدراسات العالمية تراجعها الفعلي أمام سرعة الوصول وكثافة التغطية في وسائل التواصل، وهذه الميزة إذا كانت مطلوبة بشكل كبير لمختلف المهن والخدمات، فهي مطلوبة أكثر للمؤثرين الاجتماعيين والناشطين والإعلاميين الذين يعملون على توصيل الأفكار والتأثير الإيجابي في المجتمعات التي ينتمون إليها.
وأكدت الروضان: "لذلك يجب أن تستخدم بذكاء ومهنية لا تقل عن تلك التي تحكم وسائل الإعلام التقليدية لكي يتحقق الهدف المأمول، بعكس الحاصل في بعض الحالات عمليًا، قائلة عن تجربتها كعاملة وناشطة ومدربة في المدن الأردنية المختلفة على الإعلام والتنمية: "إن اتخاذي لتدريب الشباب والشابات في المحافظات هدفًا عمليًا في حياتي المهنية نابع من أمرين: الأول أنني أعرف ظروف القاطنين في المحافظات بالتفصيل وأشعر تمامًا بما يشعرون وأعرف مشاكلهم آمالهم وطموحاتهم، وبالتالي قد أكون قادرة بشكل أكبر على مساعدتهم، والثاني أنني أنا شخصيًا تلقيت دعمًا ومساندة من كثيرين وكثيرات في المهنة، ولكي أكون صادقة مع نفسي وعملي لا بد لي من تمرير الخبرة ومشاركتها بالقدر الأكبر ومع الجميع"، مضيفة "أن تدريب النساء كان بمثابة هدف ورسالة وطموح شخصي سعيت وما زلت أسعى لتحقيقه".
وتفخر الروضان بالأثر الذي تركه التدريب بالإعلام والتنمية على السيدات بمختلف ظروفهن وأكبر مثال مشروع "هنا الزرقاء"، والذي قام بتدريب سيدات الزرقاء على العمل الصحافي وإعداد تقارير معمقة عن المحافظة على مدار ثلاثة أعوام ونصف، بثت عبر برنامج إذاعي على راديو البلد، وجريدة شهرية، وموقع إلكتروني وساهم المشروع بتمكينهن اقتصاديًا، كصحافيات يتلقين أجرًا، يساعدن أسرهن ومجتمعاتهن، فأصبح صوتهن مسموعًا، وتقاريرهن متابعة، ويعملن بمهنية عالية بشهادة كل من قابلهن من مسؤولين ومواطنين في الزرقاء، كما أن بعض السيدات أكملن تعليمهن، وأخريات يعملن كإعلاميات في مؤسسات مختلفة، وبعضهن ناشطات اجتماعيات في محافظة الزرقاء.
وبينت الروضان: "كلما تعاملت مع أي سيدة في أي محافظة في مختلف مناطق المملكة، أتذكر مدى صعوبة الطريق الذي نقلني كفتاة أردنية من إحدى قرى المفرق، إلى وعورة العمل الإعلامي وخاصة المجتمعي الذي ليس سهلًا على أي إعلامي الخوض فيها لما فيه من تحديات كبيرة فكيف لفتاة لم تدرس الإعلام أصلًا وتجاوزت عقبات اجتماعية وثقافية للعمل في حقل مرفوض إلى حد ما، اليوم أرى نفسي فيها وأحاول دعمها بقدر استطاعتي، فبعد كل التعب والتحدي أصبحت تلك الفتاة التي أبدى مجتمعها تحفظًا على العمل الإعلامي يعتبرها اليوم نموذجًا".
وشددت الروضان، على عدم وجود ما يهين المرأة أو يعنفها في موروثنا الديني أو الاجتماعي أو العشائري، أو يهضمها حقوقها، بل على العكس كل الشواهد تشير إلى عكس ذلك، متساءلة "لماذا يعاني مجتمعنا من ردة في مجال حقوق حقوق المرأة بشكل خاص وحقوق الإنسان بشكل عام، لماذا لا نعود للتسامح والرضا والهدوء الذي يدفعنا جميعًا نحو الأفضل؟"، معتبرة أن تجربة التقديم الإذاعي الأقرب إلى قلبها، كونها بدأت بها، وما زالت إلى حد ما على تواصل مع المستمعين من وقت لوقت، بحسب جدول المهام والمشاريع الإعلامية الموجودة في دائرة المشاريع في شبكة الإعلام المجتمعي التي تتابع عملها، مؤكدة بأن الأثير يقربها من أبنائها الذين يتابعونها عندما تقدم البرنامج الصباحي، وهم في طريقهم للمدرسة.