بيروت - العراق اليوم
أكد رياض سلامة، حاكم مصرف لبنان المركزي، الخميس، أن البنوك اللبنانية غير القادرة على زيادة رأس المال بنسبة 20% بحلول نهاية فبراير/ شباط 2021، سيتعين عليها الخروج من السوق، موضحًا في تصريحات لوكالة "رويترز" أن تلك البنوك ستترك السوق بأن تعطي أسهمها إلى البنك المركزي.
وأضاف حاكم مصرف لبنان بأنه "لا يستطيع التكهن بعدد البنوك التي ستغادر"، قائلًا: "نأمل أن تتمكن جميع البنوك من استيفاء المعيار... لكن بعد فبراير/ شباط، سيتعين على من يعجزون عن ذلك أن يخرجوا من السوق... الودائع ستصان لأن البنك لن يكون في وضع إفلاس"، موضحًا أن احتياطيات البنك المركزي من العملة الصعبة تبلغ 19.5 مليار دولار والاحتياطيات الإلزامية 17.5 مليار دولار.
وتحول البنوك اللبنانية، التي تشتد حاجتها للسيولة بين المدخرين وودائعهم الدولارية، وتكاد تمنع تحويل الأموال إلى الخارج بشكل كامل منذ أواخر العام الماضي وسط انهيار مالي غير مسبوق، حيث كان قد تخلف لبنان، الذي ينوء بأحد أضخم أعباء الدين العام في العالم، عن سداد ديونه بالعملة الصعبة في مارس/ آذار، متذرعا بتدني الاحتياطيات إلى مستويات حرجة.
وتصاعدت معدلات التضخم والفقر إذ محت الأزمة قيمة العملة المحلية في السوق غير الرسمية، ورغم نفاد الدولار، استمر سعر الربط الرسمي البالغ 1507.5 ليرة لبنانية للدولار متاحا لواردات الوقود والقمح والدواء.
وأبلغ سلامة "رويترز" أنه لا يستطيع القول إلى متى يمكن للبنك المركزي أن يواصل دعم الواردات الضرورية في ظل "تناقص الاحتياطيات"، قائلًا: "لسنا على وشك تعويم العملة وبالتالي نتعايش حاليا مع سعري الصرف هذين."
وتفاقمت المتاعب من جراء انفجار مرفأ بيروت هذا الشهر، الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 180 شخصا ودمر قطاعات واسعة من المدينة، ناهيك عن تفشي كوفيد-19، حيث كان لبنان بدأ محادثات مع صندوق النقد الدولي في مايو/أيار، لكنها تعثرت في غياب الإصلاح ووسط خلاف بين الحكومة والقطاع المصرفي والسياسيين بشأن حجم الخسائر المالية الضخمة.
وقال سلامة إن مصلحة لبنان تقتضي المضي قدما في المفاوضات لمحاولة الحصول على برنامج من الصندوق، مؤكدًا أن البنك المركزي يريد من البنوك المحلية أن تعيد الرسملة وأن تعزز السيولة لدى بنوك المراسلة في الخارج، التي لا توجد لها أموال كافية معها.
وقد يهمك ايضا
شركات خارجية مملوكة لحاكم مصرف لبنان المركزي تملك أصولا بحوالي 100 مليون دولار