الكرة العراقية

أكد اللاعب الدولي السابق نعيم صدام إن العمل داخل اتحاد كرة القدم لا يخلو من محطّات الفشل مثلما يسجّل النجاح عندما تخلص بشكل واضح في خدمة المِفصَل الذي تتولّى مسؤوليته ، وبرغم أن الظروف المحيطة باللجنة التنفيذية للاتحاد الحالي والسابق لم تعينه على النجاح إلا أن ذلك لن يعفي المقصرين من المساءلة عن ضُعف الدوري وإهمال المنتخبات وقاعدة الفئات لكونها عناوين مهمة للنهوض باللعبة متى ما تم التخطيط لها بصورة صحيحة.

وقال نعيم في:"كانت لدينا رؤية ستراتيجية لمدة أربع سنوات منذ حزيران عام 2011 في عهد رئيس الاتحاد السابق ناجح حمود لتقليص الدوري من 28 إلى 16 فريقاً ، وبرغم الضغوطات التي واجهتنا في السنة الأولى إلا أننا واصلنا العمل وقرّرنا نزول ستة فرق ثم أربعة في الموسم التالي حتى استقر الدوري على 16 فريقاً في موسم 2013-2014، لكن بعد خروجنا من الاتحاد وفوز الإدارة الحالية أعادت التنافس الى 22 فريقاً وكما يعلم الجميع الأعباء الكبيرة التي يخلّفها وجود هذا العدد في المسابقة ، لذلك نشعر إننا اجتهدنا وفق رؤيتنا لمستقبل الكرة العراقية وللأسف لم نكمل المهمة".

وأضاف :"إن جود تيار إصلاحي بقيادة اللاعب الدولي السابق عدنان درجال ومعه أكثر من نجم كروي خدم اللعبة في العقود الماضية لا يعني أنهم ماضون لمحاربة اعضاء الاتحاد الحالي ، لكن لديهم مشروع يلبي طموحات الشارع الرياضي الذي يطالب بنتائج استثنائية وتطوير المنتخبات وجعل الدوري الممتاز من أبرز الدوريات في المنطقة ، من هذا المنطلق يسعى درجال واللاعبين الدوليين والأكاديميين الداعمين لمشروعه الى إنقاذ الكرة من وضعها غير الطبيعي".

غياب التسويق

وأوضح :"لم نكن نتمنّى المضي في اتجاه المحاكم الدولية والمحلية لولا أن الأخوة في اتحاد الكرة هُم من دفعونا لهذا الاتجاه ، وكانت قناعات الكابتن درجال والمتضامنين معه تؤمن بانتشال الكرة العراقية من مآسي إفلاسها المالي نتيجة غياب التسويق مثلاً أحد أهم مفاتيح تحسين مدخولاتها ، بالإضافة إلى معالجة الإرباك في رعاية المنتخبات وقلّة الاهتمام بالمواهب وقبل كل هذا مراجعة السلوكيات في علاقات الرياضيين ودور الشباب الحيوي في تسلّم مقدّرات مستقبل اللعبة من خلال إعداد جيل واعٍ بأعمار حقيقية يُؤخَذ بأيديهم إلى منصّات المجد".

نماذج من المشاكل

ويرى نعيم :"عندما يؤمِّن الاتحاد الوطني موارده من استثمارات محلية وخارجية يمكنه تدريجياً من الاستغناء عن دعم الدولة ، فقد عانت الكرة سنين طوال من تأجيل الدوري ودخوله في فصل الصيف اللهّاب وعدم فصل لاعبي المنتخبات الوطنية وما لذلك من تأثير في عدم تأهيل لاعبين جُدد ، فضلاً عن استيلاء اعضاء الاتحاد على اللجان كُلّها دون منح الفرصة لأصحاب الخبرة في إدارتها باستقلالية تامة بعيداً عن المصالح الانتخابية التي جاءت ببعض الاشخاص لتكملة العدد فيها ، هذه نماذج من المشاكل التي يجد لها الكابتن درجال الحلول اللازمة في حال تواجد بصفة رسمية داخل أروقة الاتحاد".

همّنا مع الشارع

وعن موقف مجموعة الاصلاح أزاء ما صرّح به رئيس الاتحاد بأن الاتحاد ماضٍ بإكمال دورته حتى عام 2023 ، قال :"نحن نمتهن كرة القدم ولسنا تجاراً ننشغل ببضائعنا ، همّنا مثل همّ الشارع الرياضي أن نجد كرتنا تسابق الزمن في تطوير منظومتها ، ولا ندّخر وسيلة ما في التعبير عن معارضتنا أي إجراء يضرّ بمصلحة اللعبة ، بينما لن نتردّد في مباركة أي مقترح كالذي طرحه رئيس لجنة المسابقات علي جبار باعتماد دوري عام وليس دوري مجموعتين هذا الموسم ، كلنا أشدْنا بخطوته الإيجابية ، وبموازاة خطّي الانتقاد والتعضيد ، لن ننسى قضيّتنا في المحاكم لردّ الاعتبار على ما واجهناه في انتخابات 31 أيار 2018 وبيان الخروق المرتكبة في العمل بهدف الاصلاح وليس استهداف الاشخاص".

وأكد عضو الاتحاد الأسبق :"إن معارضتنا للاتحاد اصلاحية وليست عدائية أو انتقامية وعلاقتنا مع جميع الاعضاء ودّية ، ونتحدث معهم ونواجههم في الأخطاء ، وسيكون هناك اجتماعاً مهماً للاتحاد مع الجمعية العمومية يوم الثامن عشر من كانون الثاني الحالي وعدد كبير من أعضاء الجمعية يتواصلون معنا ويؤيّدون منهجنا وهو ما يشعرنا بالتفاؤل للرهان على وعي العمومية بنيّات حسنة ولا نخاتل معها بدافع التآمر ، وهنا أؤكد عدم وجود اتفاق مسبق على سحب الثقة من اللجنة التنفيذية للاتحاد وكل من سيحضر الاجتماع يعرف حجمه ومسؤوليته"!

التقرير المالي

وأشار نعيم ، إلى أنه :"كان من المفترض أن يجتمع الاتحاد يوم الخامس عشر من تشرين الثاني كل سنة لمناقشة التقريرين المالي والإداري ، وهذه أول سنة يبادر لعقد اجتماع في مطلعها ، ولا أعتقد أن الخروقات التي يتضمّنها التقرير المالي ستمرّ بسهولة. الكابتن درجال عمل على توثيق كل صغيرة وكبيرة ممّا كان يجري في الاجتماعات السنوية النادرة للجمعية للعمومية عبر لقاءاته مع أغلب اعضاء الجمعية سعياً منه للإصلاح ، وسيكون موضوع توسِعة الجمعية أهم المشاريع الملحّة في أجندتنا".

جلسة حوار

وذكر أنه :"من المُعيب علينا كلاعبي كرة قدم أن نصل بمشاكلنا الى المحاكم ، ولو تخلّى بعض العاملين في الاتحاد عن مصالحهم واستجابوا لنداء عدنان درجال وأبدوا الرغبة الصادقة في إصلاح شامل لكرتنا لتنازل طواعية عن جميع القضايا ومنها سجن الموظفين د.صباح محمد رضا وستار زوير ، وكذلك موضوع استقدام عبدالخالق مسعود وعلي جبار الى المحكمة في موضوع التلاعب بنسخة النظام الداخلي ، وأجد نفسي متفائلاً لإقامة جلسة حوار قريبة تجمع المهمّشين والمحرومين المختلفين حول آليات قيادة اللعبة مع رئيس وأعضاء الاتحاد بهدف حسم جميع المشكلات إذا ما صدقت نيّات الجميع".

عقوبة درجال

وتساءل نعيم:" أليس غريباً أن يُلقى باللوم على عدنان درجال عندما أقدم على رفع شكوى الى المحكمة لتبرِئة اسمه وعائلته وتأريخه من تهمة الاتحاد له بتزويره كتاب الخبرة من نادي الوكرة القطري ولا أحد يوجّه سؤالاً الى الاتحاد ماذا كنت تبغي من ارسال عقوبة درجال لمدة ثماني سنوات الى محكمة كاس الدولية؟ هل كان المطلوب من درجال أن يسكت أزاء هكذا جُرم يُقزّم من شخصيته ويشوّهها أمام المحكمة الدولية؟ أم يطرق باب القضاء؟ هذا ما فعله وبرّأته المحكمة التي حمّلتْ الموظفين مسؤولية توقيع كتاب إتهامه بالتزوير".

تزوير الأعمار

وأشار الى أن :"واحدة من المشاكل التي يجب القضاء عليها هي تزوير اعمار اللاعبين تلك المعضلة المتجذّرة ، فقبل عام 2003 كانت الدولة هي المسؤولة عن تقديم كتاب رسمي للاتحاد يتضمّن المشاركة بالبطولة بالأعمار المزوّرة المؤشرة أزاء كل اسم ، أي العملية كانت تدار مركزياً والاجيال السابقة تشهد بذلك ، أعني من شارك في بطولات السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات حتى ما قبل عام 2003 ، الآن عائلة اللاعب تنسّق مع الضابط والمدرب والإداري وعضو الاتحاد لتمرير بيانات مزوّرة تسمح له باللعب في منتخب الفئة المناسب له ، وأرى أن الصحيح تشكيل لجنة فحص بأشخاص مخلصين يدققون كل الوثائق ولا يتبرّأ الاتحاد من مسؤوليته ، وللتأريخ أقول إن جميع البطولات التي انتزعنا ألقابها بعد عام 2003 لم تكن بجدارة بدليل إننا طوال سبعة عشر عاماً فشلنا في تأكيد حضورنا على مستوى الكبار سوى مرتين في نهائيات آسيا 2007 و2015".

حِكمة حمود

وأختتم نعيم صدام حديثه :"أود الإشارة إلى موقف جرى في تشرين الثاني لعام 2013 عند صدور قرار محكمة كاس الدولية بحل الاتحاد وإلغاء انتخاباته التي جرت في 18 حزيران 2011 ، طلب بعض الاعضاء من رئيس الاتحاد ناجح حمود أن يذهب بالقرار للاستئناف في المحكمة الاتحادية ولن تحسم القضية قبل سنة في أقل تقدير لنكمل دورتنا البالغة ثلاث سنوات ، لكن حمود رفض الفكرة ، وقال طالما أن الدولة مع إعادة الانتخابات فليس من الحكمة أن نقف ضد توجّهها ، وأذعن الجميع لقرار كاس وتم إعادة الانتخابات ، فالمصلحة العليا تقتضي منك أن تضحّي بالموقع للمحافظة على مصلحة الرياضة من ضرر المهاترات وتعرّض سمعتها الدولية للسوء".

قد يهمك ايضا   سبورتنج براجا يستعيد نغمة الانتصارات في الدوري البرتغالي 

غيابات كثيرة في قائمة ريال مدريد ضد خيتافي في الدوري