واشنطن - العرب اليوم
أكدت الكاتبة الأميركية ترودي روبين أن «صفقة القرن التي يزعم الرئيس دونالد ترامب أنها ستجلب السلام للشرق الأوسط مصيرها الفشل ما لم تضمن سيادة للفلسطينيين في دولة مستقبلية».
واستهلت «روبين» مقالها في صحيفة «فيلادلفيا إنكوايرر» بالإشارة إلى أن فريق ترامب بقيادة صهره، جاريد كوشنر، ما فتئوا يتعهدون بالكشف عن خطتهم قريبا، غير أن فحواها تكشفّتْ بالفعل عبر سلسلة من التدابير العقابية التي اتخذتها واشنطن مؤخرًا ضد الفلسطينيين فيما يبدو محاولة لإرغامهم على التخلي عما نصّ عليه اتفاق أوسلو 1993 من قيام دولة فلسطينية.
وقالت الكاتبة الأميركية إن دبلوماسية ترامب القسرية، والمرفوضة من جانب القادة الفلسطينيين، تتجاهل حقيقة قام عليها اتفاق أوسلو من أن استبعاد سيادة الفلسطينيين يعني منح هيمنة دائمة ليهود إسرائيل على أغلبية منزوعة الامتيازات من العرب الفلسطينيين على نحو يُمهّد الطريق لـ«دولة فصل عنصري».
لكن فريق ترامب يبدو، بحسب صاحبة المقال، عازما على تقويض كافة وعود اتفاق أوسلو، ورسْم إطار للسلام مشابه لمطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وأشارت «روبين» إلى قول خبير المفاوضات الشرق أوسطية المخضرم، ديفيد ميلر، إن «ترامب يستهدف تقويض 3 عناصر أساسية نص عليها اتفاق أوسلو هي: القدس، وقضية اللاجئين، وتقسيم الأرض لدولتين».
ولفتت الكاتبة إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت اتخاذ ترامب عددا من الخطوات الأحادية الجانب على تلك الأصعدة الثلاثة بداية بالقدس، حيث أعلن ترامب القدس عاصمة أبدية لإسرائيل على نحو يتعذر معه قيام عاصمة فلسطينية في المدينة المقدسة.
وعلى صعيد قضية اللاجئين، فإن ترامب يحاول حصر تعريف اللاجئين الفلسطينيين على أولئك النازحين أو المُهجّرين بين عامي 1947 و1948 فقط دون حساب أبنائهم وأحفادهم، وقد أغلق ترامب باب مساعدة الولايات المتحدة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وهي خطوات تعني وضْع نهاية للنقاش حول أي حق لعودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين، بحسب الكاتبة.
أما على صعيد حل الدولتين، بحسب الكاتبة، فإن تعريف اتفاق أوسلو لهذا الحل هو مثار الاعتراض الأساسي للبيت الأبيض في ظل ترامب؛ فيما يبدو «كوشنر» مؤيدًا للطرح الذي عرضه نتنياهو حول «دولة منقوصة» يحظى فيها الفلسطينيون بحكم ذاتي محلي على نسبة 40% من الضفة الغربية على مناطق منفصلة عن بعضها البعض على نحو يستحيل معه حصول معنى السيادة للفلسطينيين في الضفة، على أن تكون غزة صوريًا تحت سيطرة قيادة فلسطينية، بينما تكون لإسرائيل السيطرة الفعلية على الأمن وعلى معظم الأرض والبحر والجو والطاقة والتجارة.
وأكدت الكاتبة أن فكرة هذه الدولة المنقوصة التي يتبناها نتنياهو ويؤيدها كوشنر تُرّسخ لهيمنة إسرائيلية على أغلبية فلسطينية عربية محرومة في المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط.