مؤتمر سوتشي

اختتم مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي الروسية أعماله، الليلة الماضية بالاتفاق على تشكيل "لجنة لصياغة إصلاح دستوري"، للإسهام في تسوية سياسية للأزمة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة.

واكد البيان الختامي أن الاتفاق النهائي على ولاية وصلاحيات ولائحة إجراءات ومعايير اختيار أعضاء اللجنة "الخاصة بالإصلاح الدستوري" سيتم عبر العملية، التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف محادثات السلام.

وأكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينيتييف، أن المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني السوري بسوتشي تبنوا 3 وثائق، مشيرا إلى أن العمل بها سيستمر في إطار جنيف.

واوضح إنه تم الاتفاق على تشكيل اللجنة الدستورية من الأطراف السورية المشاركة في المؤتمر، وحتى من قوى المعارضة التي لم تشارك في المؤتمر.

وبشأن المشاركة في مؤتمر سوتشي، قال المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا: "حاولنا أن تمثل قوائم المدعوين جميع شرائح المجتمع السوري، بما فيها معارضة الخارج والحكومة".

وتابع لافرنتييف: "شارك في المؤتمر نحو 1390 مشاركا، و34 مراقبا دوليا، 19 منهم من الأمم المتحدة، إضافة إلى مراقبين من بريطانيا وفرنسا وعددهم كان قليلا".

واعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي نجح كالخطوة الأولى نحو التسوية، فيما ذكر أن اللجنة الدستورية المشكلة ستعمل في إطار عملية جنيف.

وشدد لافروف على أن "تشكيل اللجنة الدستورية، سيحال إلى الأمم المتحدة بالتوافق مع قرار 2254"، لافتا إلى أن "تنظيم عمل هذه الهيئة الجديدة، التي ستقوم بإعداد الدستور السوري، سيجري في جنيف".

من جهته قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إن المؤتمرين اتفقوا على "تشكيل لجنة دستورية، تتألف من وفد الحكومة ووفد معارضة واسع التمثيل، لصياغة إصلاح دستوري، بهدف الإسهام في التسوية السياسية، تحت رعاية الأمم المتحدة، وفقا لقرار مجلس الأمن 2254".

وأضاف دي ميستورا خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الذي عقد ليوم واحد، أن أي لجنة دستورية "ينبغي أن تتألف على الأقل من الحكومة وممثلي المعارضة في المحادثات بين السوريين بجنيف والخبراء والمجتمع المدني والمستقلين وزعماء القبائل والنساء، وسيتم الحرص على ضمان التمثيل الكافي للقادة الإثنيين والدينيين في سوريا".

وشارك في مؤتمر الحوار السوري مئات من السوريين، معظمهم موالين لنظام بشار الأسد، إضافة إلى أحزاب ومجموعات معارضة، بينها معارضة الداخل.

بينما رفضت العشرات من فصائل المعارضة المقاتلة وكذلك هيئة المفاوضات التابعة لقوى الثورة والمعارضة السورية، حضور المؤتمر، وسط اتهامات لروسيا بالانحياز التام للنظام السوري.

كما غابت عن المؤتمر الروسي كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، التي تتهم نظام الأسد بعدم الجدية في مسار جنيف، الذي عقدت أحدث جولاته في فيينا، الأسبوع الماضي.