باريس ـ العرب اليوم
انتقد رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرانسوا فيون الذي يعد الأكثر حظا لخوض الانتخابات الرئاسية كمرشح يمين الوسط، سياسة باريس تجاه روسيا، واصفا إياها بالسخيفة.
وجاءت انتقادات فيون خلال مناظرة متلفزة مع خصمه آلان جوبيه قبيل الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية ليمين الوسط، المقررة يوم الأحد المقبل (27 نوفمبر/تشرين الثاني). وأظهر استطلاع لآراء مشاهدي التلفزيون الذي تبع المناظرة، مساء الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني، أن فيون، الذي سبق له أن تقدم بقدر كبير، في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية، كان "أكثر إقناعا" خلال المناظرة.
وكانت العلاقات مع روسيا من أهم المواضيع التي طرحت خلال المناقشة المكرسة لمواضيع السياسية الخارجة، والتي تستغرق عدة دقائق فقط خلال المناظرة، حيث ركز المرشحان بالدرجة الأولى على القضايا الداخلية. وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا تعد من الدول الأكثر تضررا بسبب العقوبات التي فرضها الغرب ضد روسيا، وبسبب العقوبات المضادة من قبل روسيا، وذلك نظرا للعلاقات التجارية المتينة التي تربط بين البلدين تقليديا.
وقال فيون خلال المناظرة: "السياسية التي يمارسها فرانسوا هولاند تجاه روسيا منذ 4 سنوات ونصف، تعد سخيفة، وهي تدفع بروسيا إلى القسوة والانعزال وردود الأفعال ذات الطابع القومي المتشدد". وأعاد إلى الأذهان أن الحديث يدور عن أكبر بلد في العالم ودولة نووية، مشددا على أنه لا يمكن معاملة مثل هذا البلد بهذه الطريقة.
واعتبر فيون أن على موسكو وباريس الجلوس إلى طاولة المفاوضات وإعادة بناء العلاقات المفقودة.
وشدد قائلا: "في مجال السياسة الخارجية، سأعمل لكي تدافع فرنسا عن مصالحها. بلا شك، لا يصب في مصلحة فرنسا أن تنتقل إلى حلف آخر، ولا يجوز تصوير هذا الموقف بصورة كاريكاتيرية. إننا شركاء للولايات المتحدة ونشاطرها القيم الأساسية التي لا تشاطرنا روسيا، كما أننا حلفاء لواشنطن في مجال الأمن، ولا نضع هذه العلاقة في خانة الشك".
بدوره قال جوبيه إنه، في حال فوزه بالرئاسة، سيعمل على استعادة دور باريس الرائد، لكي لا تجد بلاده نفسها أمام الخيار بين واشنطن وموسكو.
وذكر بأن فرنسا ستبقى حليفا مخلصا للولايات المتحدة، لكنه أشار إلى أن واشنطن تدافع دائما عن مصالحها في عدد من المسائل، بما في ذلك التجارة والأمن والاستراتيجية الجيوسياسية، وعلى الفرنسيين أن يحذو حذو الأمريكيين في هذا السياق.
وفي الوقت نفسه، استغل جوبيه موضوع روسيا، ليهاجم خصمه، وذكر ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن فيون، عندما وصفه بأنه سياسي نزيه يعمل بمنتهى المهنية. وقال جوبيه في معرض تعليقه على تصريحات بوتين: "أنها أول مرة يختار الرئيس الروسي فيها مرشحه (في الانتخابات الفرنسية).وتسبب ذلك لدي بنوع من الصدمة".
بدوره قال فيون، ردا على سؤال صحفي عما إذا كان يشعر بالحرج بسبب إشادة الرئيس الروسي له: "قدم بوتين مجاملات بحق آلان جوبيه أيضا". وذكر بأنه سبق له أن عمل مع بوتين، عندما كان كلاهما يشغلان منصب رئيس الوزراء في بلديهما. وشدد قائلا: "هذه هي العلاقة الوحيدة التي جمعت بيننا".
يذكر أن بوتين قد ثمن عاليا تصريحات فيون وجوبية حول حسن العلاقات مع روسيا.
وقال بوتين، في تصريحات صحفية، الأربعاء الماضي: "بلا شك، نرحب بتصريحات كلا المرشحين حول عزمهما إعادة العلاقات الروسية الفرنسية إلى سابق عهدها".
هذا وأظهر مسح على الإنترنت أجرته مؤسسة ألاب للاستطلاعات وشمل 908 أشخاص شاهدوا المناظرة، أن 71% من الناخبين المنتمين للتيار المحافظ ويمين الوسط اعتبروا أن فيون كان أكثر إقناعا من جوبيه.
وكان فيون متقدما أيضا بين جميع المشاهدين بغض النظر عن انتمائهم السياسي لكن بهامش أقل بلغ 57 % مقابل 41 % لجوبيه؟
يذكر أن فيون البالغ من العمر 62 عاما، تقدم في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية لحزب "الجمهوريون" وحلفائه، والتي جرت في فرنسا يوم الأحد الماضي، بحصوله على 44.1% من الأصوات، فيما جاء الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في المركز الثالث ولم يتمكن من الوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات. وأقر ساركوزي بهزيمته، وأعلن عن تأييده لترشيح فيون.
وبذلك ترشح فيون وآلان جوبيه (الذي نال 28.5% من الأصوات في الجولة الأولى من التصويت) في الجولة الثانية من الانتخابات.
هذا ومن المتوقع أن تجري الانتخابات الرئاسية في فرنسا في أبريل/نيسان أو مايو/أيار المقبلين.