اسلام اباد -العرب اليوم
هاجم عبد الباقي، إخوته الذكور الأربعة، عبد الغني وعبد الستار وعبد الرحمن وعبد الكريم، ومعهم أبوه دوست محمد، البالغ 70 سنة، في المنزل، وأحدهم جاء بملعقة وسكين من المطبخ، وبهما اقتلع عينيه وهو يصرخ ويتألم ويستغيث على سرير طرحوه موثوق اليدين فوقه، في عقاب جماعي.
والملخص الدموي لما حدث للذي يبدو أنه صغير العائلة، هو عناده وخروجه على إجماع العائلة وإرادتها، لأنه أعلن عن رغبته بالزواج من باكستانية مثله ويحبها، ويرفضها أبوه وإخوته، وقالت الشرطة أنهم احتجزوا أمه بغرفة أخرى، كي لا تتدخل وتعرقل عليهم ما أنزلوه به من عقاب، ليكون عبرة لأبناء القرية.
والشاب الذي انتهت به الحال مفقوء العينين ومشوّه الوجه لكثرة ما تفننوا بضربه وإيذائه، هو من قرية "نصير آباد" البعيدة في مقاطعة "بلوشستان" بالجنوب الغربي الباكستاني 837 كيلومترا عن العاصمة اسلام آباد، وهو يرقد منذ يومين في مركز Jinnah Post Graduate Medical Center الحكومي بمدينة كراتشي، بعد أن نقلوه إليها للعلاج، حيث زاره مراسل لوكالة Caters للأنباء وصوره وتحدث إليه.
وقال عبد الباقي إن والده وافق على زواجه من الفتاة التي يعرفها، لكن عمر موافقته كان قصيرا، فلم تمض ساعات قليلة إلا وانقلب عليه الأب، متأثرا على ما يبدو برفض أبنائه الأربعة للفتاة، فانقضوا عليه في البيت واقتادوه إلى غرفة النوم "وهناك بدأوا يقتلعون عيني.. رأيت عيني بنفسي وهي مقتلعة تتدلى من مكانها، فقطع أبي أوردتها بالسكين وفصلها" كما قال.
تابع روايته، وذكر أنه راح يتوسل إليهم للإبقاء على عينه الثانية سليمة "فتجاهلوني واقتلعوا معظمها من مكانها أيضا، فيما كنت أصرخ وأتألم، وفي الوقت نفسه كنت أرجوهم أن يقتلوني لأتخلص من الألم، فلم يعيروني اهتماما"، وخرجوا من البيت وتركوه ينزف دما فوق السرير، إلى أن أقبل بعض الجيران وبرفقتهم شقيق خامس له، اسمه عبد الغفار ولم يشارك بإيذائه، فأنقذه مما كان فيه.
وعبد الغفار ذكر أنه لم يكن في البيت حين قام أبوه وإخوته بمهاجمة شقيقه "إلا أن الجيران سمعوا جلبة وصراخا، فاتصل بي أحدهم وأسرعت لأرى ما يحدث، وحين وصلت أصبت بصدمة من هول ما رأيت" وقال إن العائلة من الأفقر في القرية "ولا مال عندنا لدفع تكاليف العلاج" لذلك جمع الجيران والأهالي 35 ألف روبية تبرعات، تساوي 224 دولارا.
بما جمعوه تمكن عبد الغفار من نقل شقيقه المفقوء إلى مستشفى في مدينة "كويتا" عاصمة مقاطعة بلوشستان، وهناك نصحه أطباؤه بنقله إلى كراتشي، لعل وعسى يتمكن الأطباء من إنقاذ عين واحدة بقيت في بؤرتها، وتكاد تسقط بعد أن قطع أبوه معظم أوردتها، ثم علمت الشرطة سريعا بما حدث