رئيسة الأرجنتين كريستينا كريتشنر
لندن ـ ماريا طبراني
اضطرت ، إلى استئجار طائرة من شركة طيران بريطانية بدلاً من استخدام طائرتها الخاصة الفخمة، بسبب مخاوفها من تعرض تلك الطائرة للمصادرة بسبب ديون يثور
حولها نزاع، وذلك رغم مرور أيام قليلة على قيامها بشن حملة ضد السيادة البريطانية على جزر فولكلاند، ودعوتها إلى مقاطعة بريطانيا تجاريًا.وقد قامت كريتشنر بدفع مبلغ 622 ألف جنيه إسترليني مقابل استئجار طائرة بومبارديار غلوبال إكسبريس من شركة طيران شامبيون فريبورن، التي تقدر قيمتها بثلاثين مليون جنيه إسترليني، لاستخدامها في جولتها المقبلة في القارة الأسيوية، وتحتوي الطائرة على قاعة فاخرة وسرير للنوم ومزودة بخدمات التواصل عبر الأقمار الصناعية وموجات الواي فاي وطاقم خدمة لتقديم المشروبات.
وتقول مصادر رسمية، أن رئيسة الأرجنتين قررت عدم استخدام طائرتها الخاصة وهي من طراز (757) وتحمل اسم "تانغو 1" وتقدر قيمتها بمبلغ 40 مليون جنيه إسترليني، "لأسباب فنية"، إلا أن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية نسبت إلى مصادر مطلعة قولها إن "السبب الحقيقي وراء عدم استخدام كريتشنر لطائرتها الخاصة هو خوفها من تعرضها للمصادرة فور هبوطها على أراض أجنبية، وبخاصة بعد تعرض بارجة بحرية أرجنتينية تقدر قيمتها بعشرة ملايين جنيه إسترليني للمصادرة في تشرين أول/أكتوبر الماضي، بعد أن حصل الملياردير الأميركي بول سنجر على حكم من محكمة في غانا بالمصادرة، وذلك للوفاء بجزء من الديون التي تستحق لمؤسسة "إليوت مانيجمنت" التي يملكها سنجر على الأرجنتين والتي تقدر بمبلغ 1.6 مليار دولار، مع العلم أن هذا المبلغ يعد بمثابة نقطة في بحر الديون المستحقة على الأرجنتين والتي تبلغ 95 مليار دولار منذ العام 2001".
ومن المرجح أن يتسبب قرار استئجار الطائرة بومبارديار من الشركة البريطانية حرجًا بالغا للرئيسة الأرجنتينية التي تدعو حكومتها إلى مقاطعة التجارة مع بريطانيا.
وأثارت السيدة كريتشنر، خلال الأسبوع الماضي، حالة من الغضب عندما بعثت بخطاب مفتوح إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تطالب فيه بريطانيا بالتفاوض حول السيادة على جزر فولكلاند، وردًا على ذلك نشرت صحيفة "ذي صن" البريطانية خطابًا إلى الرئيسة الأرجنتينة البالغة من العمر 59 عامًا عبر صحيفة "بيونس أيريس هيرالد" الأرجنتينية الناطقة باللغة الإنكليزية، تشير فيه إلى أن "سيادة بريطانيا على جزر فولكلاند بدأت قبل أن تظهر دولة الأرجنتين، وأن السيادة البريطانية الجزر تعود إلى عام 1765 أي حتى قبل وجود جمهورية الأرجنتين، كما طالب الخطاب باسم الملايين من قراء الصحيفة أن تكف الأرجنتين يدها عن الجزر، وأن سكان الجزيرة سيظلوا بريطانيون إلى أن يختاروا الجنسية الأرجنتينية"، مما أثار غضب البعض في العاصمة الأرجنتينية حيث قام عدد من المتظاهرين بحرق الأعلام البريطانية ونسخ من الصحيفة في الشوارع.
وفي تلك الأثناء أصر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، على منح سكان الجزر حق تقرير المصير تحت رعاية الأمم المتحدة، وقال إنه بصدد إجراء استفتاء هذا العام، وأنه يأمل من الرئيسة الأرجنتينية بأن تنتظر لما سيسفر عنه الاستفتاء وأن تعترف به، فيما تعهد ديفيد كاميرون، الأحد، بالنضال من أجل الاحتفاظ بالجزر في أيد بريطانية، مشيرًا إلى وجود قوات وطائرات بريطانية في الجزر، وذلك في أعقاب اتهام الرئيسة الأرجنتينية لبريطانيا بـ"الإمبريالية وطالبتها بتسليم الجزر إلى الأرجنتين.
وكانت كريتشنر قد نشرت خطابًا في إعلان في صحيفة "غارديان" البريطانية، قالت فيه إن "جزر مالفيناس (وهو الإسم الأرجنتيني للجزر)، قد انتزعت من الأرجنتين بالقوة خلال الممارسات الاستعمارية التي جرت خلال القرن التاسع عشر"، فيما أكد كاميرون أن بريطانيا لا تزال تضع الجزر على قائمة أولويات موازنة الدفاع على الرغم من سياسة التقشف التي يتعرض لها الجيش البريطاني، وعندما سئل في مقابلة أجرتها معه الـ"بي بي سي" عما إذا كانت بريطانيا على استعداد لخوض حرب من أجل الحفاظ على الجزر، أجاب بـ"نعم"، وقال إنه لديه دفاعات قوية هناك.