المراسلة الحربية الشهيرة ماري كولفين
بحوالي 1.1 مليون جنيه إسترليني".وذكرت صحيفة "الديلي ميل البريطانية" أن " المؤلف والكاتب الصحافي وزوجها السابق، باتريك بيشوب قد أصيب بحالة من الحيرة والاضطراب ليلة السبت الماضية، عندما اكتشف إقدام زوجته السابقة على ذلك التصرف". كما أعرب أصدقاؤهما عن "حيرتهم الشديدة إزاء ذلك التصرف، لاسيما وأن العلاقة بينهما بعد الانفصال كانت تبدو جيدة".
وقال بيشوب إنه "لن يطعن بأي حال من الأحوال فيما جاء في وصية زوجته السابقة، كما أنه لم يكن يتوقع في يوم من الأيام أن يرث أي شيء من ممتلكات ماري التي كانت قد لقيت مصرعها وهي في سن السادسة والخمسين". وأضافت الصحيفة أن "زواجه قبل عامين من كتابة الوصية يحول قانونيًا من دون مشاركته في الميراث".
وكان كل منهما قد تزوج بعد طلاقهما قبل ما يقرب من عشرين عامًا، ولكن العلاقة بينهما ظلت طيبة على ما يبدو أمام الأصدقاء إلى أن لقت مصرعها بقذيقة من الجيش السوري أثناء حصاره لمدينة حمص السورية خلال شباط/ فبراير الماضي، عندما كانت في مهمة صحافية لحساب صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية".
وعلى الرغم من العلاقة الوثيقة بينهما، لكنها أقدمت على تصرف غير منطقي عندما وضعت شرطًا في الوصية تقول فيه إنه "لا ينبغي أن يكون ضمن المستفيدين من ميراثها".
وقالت في الوصية التي كتبتها العام 2010 "أريد أن يعلم الجميع أنني أسقط عن عمد اسم زوجي السابق باتريك بيشوب من وصيتي الأخيرة، وأنني لا أرغب في أن يرثني، ولقد قمت بوضع هذه الفقرة في الوصية صراحة، تحسبًا لقيامه فيما بعد بالطعن على محتوى الوصية".
وأكد مصدر قانوني أنه "بموجب قانون الميراث الصادر العام 1975 فإن الزوج أو الزوجة السابقة أو أي شريك أو شريكة يمكنه أن يطعن في أي وصية فقط في حالة عدم زواجهما لاحقًا".
وقال بيشوب الذي تعرض لصدمه ليلة السبت بعد أن علم بمحتوى الوصية أنه "لم يكن يعلم بمضمون الوصية، وأنه منزعج لما يسمعه". وأكد أنه "لم يكن في نيته يومًا ما أن يطعن في الوصية"، وأضاف قائلا إنه "لا يدري الأسباب التي دفعتها لوضع تلك الفقرة في الوصية، لاسيما وأن العلاقة بينهما كانت طيبة"، وقال إن "الأمر يبدو لغزًا بالنسبة له".
وكان الاثنان قد تزوجا العام 1989 إلا أن العلاقة بينهما لم تكن مستقرة، وسرعان ما انفصلا بالطلاق مع مطلع فترة التسعينات. وفي العام 1996 تزوجت ماري للمرة الثانية من صحافي بوليفي، ولكن هذا الزواج لم يستمر طويلا.
وأعرب صديق قديم لماري التي ولدت في أميركا، عن "حيرته ودهشته الليلة الماضية بسبب ما جاء في وصيتها"، وألمح إلى أنها "ربما كانت غاضبة بصورة وقتية من بيشوب عندما شرعت في كتابة وصيتها".
وقال الصديق الذي رفض ذكر اسمه إنه "وفي حدود معلوماته أن العلاقة بينهما كانت طيبة قبل أن تموت"، كما أنه "على يقين من أنه لم تكن هناك ضغينة بينهما". وقال إنها "ربما في لحظة غضب عابرة أرادت أن تقول ذلك، وأنها ربما نسيت ما كتبته في الوصية في اليوم التالي". وأعرب عن "اعتقاده بأن ما جاء في الوصية مخزٍ ومشين، لأن بيشوب أسهم مع قلة من الأصدقاء في إنقاذ حياتها في الشيشان".
يذكر أنه وبعد طلاقهما جمعت بينهما الأقدار مرة أخرى العام 2000 بصورة درامية أثناء تغطية كليهما الحرب بين الشيشان وروسيا. وعندما حوصرت مع أفراد المقاومة الشيشانية بعد أن أحاطت القوات الروسية بموقعيهما، غادرت عبر ممر جبلي إلى جورجيا في رحلة طويلة في عز الشتاء عانت خلالها من المرض والجوع. وعندما علم بيشوب بأزمتها سافر من باريس إلى تبليسي عاصمة جورجيا، وهناك وبالاشتراك مع زميلها جون سواين حصل على طائرة مروحية من السفارة الأميركية لنقلها من سفح الجبل إلى مكان آمن.
ومرة أخرى وفي العام 2001 عندما تعرضت لإصابة بالغة فقدت فيها إحدى عينيها بسبب انفجار قذيفة في سريلانكا، كان بيشوب هو من كان يقوم بتمريضها.
لقد أصبح بيشوب اليوم مؤلفًا ناجحًا وله الكثير من الكتب التي تدور عن الحروب، مثل الحرب العالمية الثانية، والحملة الدموية للقوات البريطانية في إقليم هيلماند في أفغانستان.
وفي العام 2008 تزوج من الكاتبة هنريتا مايرز وعاشا معًا في غرب لندن بصحبة ابنتهما الصغيرة.
وقد أثنى كثيرًا على ماري بعد موتها، وأعرب عن "تقديره البالغ لها، وأشاد بها كثيرا بعد موتها في سورية".
وتقول الوصية إن "ماري تركت ثروة تقدر بما يزيد عن المليون جنيه إسترليني آلت إلى ثلاثة من أبناء أخوتها، وأخت وأخ لها". كما أوصت بـ "مبلغ 100 ألف جنيه إسترليني لصديقتها الليدي جين ويليسلي ولوحة فنية لرجل الأعمال ريتشارد فلايي التي كانت تربطهما علاقة غرامية في السنوات الأخيرة". وكان مطلبها الأخير في الوصية هو حرق جثتها ونشر رماد الجثة على صفحة نهر التايمز أطول أنهار إنكلترا.