عمان ـ العرب اليوم
يحتفل الأردنيون اليوم "الاثنين" ، الموافق الثلاثين من كانون الثاني، بالعيد الخامس والخمسين لميلاد الملك عبدالله الثاني والابن الأكبر للملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، والأميرة منى الحسين، ففي السابع من شهر شباط عام 1999 فقدت المملكة أغلى الرجال باني الأردن الحديث جلالة الملك الحسين بن طلال، والذي ترك إرثًا طيبًا وفرعًا أصيلًا في شجرة الخير الهاشمية، فتسلم ولده عبدالله الذي نذره لخدمة أهله ووطنه سلطاته الدستورية في اليوم نفسه بعد وفاة والده وبايعه الأردنيون في مشهد تاريخي عكس أصالة ورسوخ القيم الدستورية والمبادئ الأصيلة التي تربى عليها الأردنيون.
وتلقى الملك بواكير علومه الابتدائية في الكلية العلمية الإسلامية في عمان عام 1966، وفي فترة مبكرة من عمره المبارك انتقل بعدها إلى مدرسة سانت إدموند في ساري في إنجلترا، وكانت مدرسة إيغلبروك وأكاديمية ديرفيلد في الولايات المتحدة الأميركية المحطة التالية التي أكمل الملك فيها دراسته الثانوية ثم التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا عام 1980، وبعد إنهاء علومه العسكرية فيها تقلّد رتبة ملازم ثانٍ عام 1981، وعيّن من بعد قائد سرية استطلاع في الكتيبة 13 / 18 في قوات الهوسار الخيالة الملكية البريطانية، وخدم مع هذه القوات في ألمانيا الغربية وإنجلترا، وفي عام 1982 التحق الملك عبدالله الثاني بجامعة أكسفورد لمدة عام، حيث أنهى مساقًا للدراسات الخاصة في شؤون الشرق الأوسط، وبعد عودته إلى أرض الوطن، التحق بالقوات المسلحة الأردنية، برتبة ملازم أول، وخدم كقائد فصيل ومساعد قائد سرية في اللواء المدرّع الأربعين.
وتنوعت المدارس والمعاهد العسكرية التي تلقى التدريب فيها، ففي عام 1985 التحق بدورة ضباط الدروع المتقدمة في فورت نوكس في ولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأميركية، وبعدها بعام واحد شارك إخوانه مرتــبات اللواء المدرع / 91 صاحب السجل العسكري الحافل بالأمجاد والبطولات الخدمة فيه قائدًا لإحدى السرايا المدرعة برتبة نقيب، كما خدم في جناح الطائرات العمودية المضادة للدبابات في سلاح الجو الملكي الأردني، بعد أن تأهل قبل ذلك كمظلي، ومارس القفز الحر، وأظهر براعة كبيرة كطيار مقاتل على طائرات الكوبرا العمودية.
وتنوعت المهام والواجبات التي برع فيها بنشاطه وفطنته وحسن إدارته، فبالإضافة لخدمته كضابط متمرس في القوات المسلحة الأردنية فقد تولى مهام نائب الملك مرات عدة أثناء غياب الملك الحسين طيب الله ثراه عن البلاد، وصدرت الإرادة الملكية السامية في 24 كانون الثاني 1999، بتعيين سموه آنذاك وليًا للعهد، علمًا أنه تولى ولاية العهد بموجب إرادة ملكية سامية صدرت وفقًا للمادة 28 من الدستور يوم ولادة جلالته في 30 كانون الثاني 1962 ولغاية الأول من نيسان 1965، وللملك أربعة أخوة وست أخوات، وقد اقترن بالملكة رانيا في العاشر من حزيران1993م، ورزق جلالتهما بابنين هما سمو الأمير حسين، ولي العهد، وسمو الأمير هاشم، وبابنتين هما سمو الأميرة إيمان وسمو الأميرة سلمى.