بغداد ـ نجلاء الطائي
بدأ المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، زيارة تستغرق أربعة أيام إلى العراق الذي يواجه تدهوراً في الوضع الإنساني الخاص بالنازحين، وحيث يمكن أن تؤدي التطورات العسكرية في الموصل إلى إحدى أكبر أزمة نزوح صنعها الإنسان منذ أعوام عديدة.
وقد أجبر الصراع المستمر في العراق في العامين ونصف العام المنصرمة 3.3 ملايين عراقي على الفرار من منازلهم، وهو ما يمثل حوالي شخص من كل عشرة من السكان. ويمكن أن تؤدي العملية العسكرية المتوقعة في الموصل، في أسوأ السيناريوهات، إلى فرار أكثر من مليون شخص من المدينة، حيث يرجح أن يحتاج مئات الآلاف إلى المساعدة في توفير المأوى والخدمات الأساسية الأُخرى.
وقال غراندي للصحفيين: "لقد أتيت مباشرة من المطار إلى هذا المخيم. اعتقدت أنه من المهم أن أكوّن عند وصولي فكرة عينية شخصية عن الوضع. وأنا سعيد لأنني جئت، إذ باستطاعتي أن أرى المشاكل والتحديات، والفرص كذلك، وعلى سبيل المثال، التقيت امرأةً من الفلوجة مع أطفالها. إذاً هنالك فرص للحلول. ولكنْ، بطبيعة الحال، جميعنا قلقون للغاية بشأن ما قد يحدث لاحقاً، ويمكن أن تسبب التطورات العسكرية في الموصل نزوحاً كبيراً. سيكون ذلك ما سينصبّ عليه التركيز في زيارتي."
وكان غراندي يتحدث خلال زيارة إلى مخيم الخضراء للنازحين العراقيين في بغداد. ويأوي المخيم أكثر من 500 شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في محافظة الأنبار بسبب الصراع قبل أكثر من عامين. وأضاف "نحشد موارد كبيرة لإنشاء المخيمات من أجل إيواء النازحين والحفاظ على سلامتهم، وتوفير مواد الإغاثة للأسر التي قد تنتقل. هنالك شكوك حول الوضع العسكري. لكنّ أهم ثغرة هي الثغرة المالية. ونحتاج فوراً إلى 61 مليون دولار أميركي لإتمام هذه التحضيرات، وستكون تلك الرسالة الأهم التي سأمررها خلال زيارتي".
ومن المتوقع أن يلتقي غراندي كبار المسؤولين الحكوميين في بغداد والعراق خلال زيارته، وكذلك الأسر العراقية التي نزحت أخيراً نتيجة الهجمات العسكرية الجارية في ممر الموصل.