طهران - كونا
اكد رئيس مجلس الامة رئيس الاتحاد البرلماني العربي مرزوق علي الغانم هنا الثلاثاء دعمه للخيار السياسي السلمي المتمثل بالحوار المشترك الذي جمع الأطراف السورية والمبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي في مؤتمر (جنيف 2) لحل الازمة السورية. واعرب الغانم في كلمة القاها امام الدورة التاسعة لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي الذي تستضيفه طهران عن الامل في أن تتوصل جميع أطراف الحوار الى حل لهذه الأزمة التي حصدت الأرواح وشردت الأطفال والنساء وهدمت القرى والمدن. وقال ان الأزمة الدامية التي راح ضحيتها آلاف الاشخاص تتطلب معالجة اسلامية موحدة لإنهائها ووضع حد للاقتتال الذي دفع الشعب السوري ولا يزال يدفع ثمنا باهظا له. واشاد الغانم بمبادرة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح باستضافة المؤتمرين الاول والثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الامر الذي يؤكد وقوف الكويت الى جانب الشعب السوري ودعمهم انتصارا لمبادئ الأخوة والحق والانسانية التي جبلت عليها الكويت قيادة وشعبا. وحول القضية الفلسطينية ذكر الغانم في كلمته ان القضية شهدت تراجعا على سلم الأولويات الدولية في هذه المرحلة بما ينذر بتهميشها وتجاهل النضال التاريخي لشعب فلسطين لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة اضافة الى عدم توفير الزخم والدعم المطلوبين من المجتمع الدولي لتحقيق سلام دائم وعادل في الشرق الأوسط. وقال ان اسرائيل استغلت ذلك وقامت بالتنكيل بالشعب الفلسطيني وواصلت سياساتها الاستيطانية وتمادت في إجراءاتها بتهويد القدس الشريف وتنصلت من مبادئ وأسس عملية السلام وتجاهلت الحقوق العربية المشروعة وضربت قرارات الشرعية الدولية عرض الحائط. واوضح ان ذلك قوبل مع الاسف الشديد بموقف دولي لا يتجاوز الشجب والتنديد وبقى الشعب الفلسطيني يعاني ظلم الاحتلال والقهر على ما يعانيه من ضيق العيش وتدني اوضاعه الاقتصادية والاجتماعية ما شكل ذلك أوضاعا خطيرة. واعتبر الغانم الاجتماع البرلماني فرصة هامة لنصرة الشعب الفلسطيني مشددا على ضرورة وضع حد للانقسام بين القادة الفلسطينيين والالتزام بموقف إسلامي موحد يؤكد ثبات موقف الامة الاسلامية في استعادة حقوقها المشروعة ورغبتها في سلام عادل. وقال انه تأكيدا لالتزام الكويت بمسؤوليتها في ذلك قامت باحتضان المؤتمر ال20 للاتحاد البرلماني العربي منتصف الشهر الماضي تحت عنوان (القدس عاصمة دولة فلسطين) ليكون رسالة منها بأن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب والمسلمين. واوضح ان المؤتمر كلفه بزيارة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية لشرح أبعاد قضية الشعب الفلسطيني ومعاناته وحشد الدعم لحقوقه المشروعة والتأكيد على أن السلام العادل بالمنطقة لن يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وحول برنامج ايران النووي اعتبر الغانم اتفاق جنيف التمهيدي بين إيران والدول الغربية أواخر العام الماضي "خطوة أولى" في مسيرة بناء الثقة على الصعيدين الإقليمي والدولي معربا عن تطلعه بان يقترن الاتفاق بالعمل الجاد والتفاهم المتبادل بما يؤدي إلى اتفاق مستقبلي شامل ودائم يعزز الثقة ويحقق الاستقرار المنشود في المنطقة. واكد الغانم حق الدول باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية لكنه شدد على أن يكون الانضمام لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية واجبا الزاميا على جميع الدول بما فيها إسرائيل التي تهدد ترسانتها النووية أمن واستقرار المنطقة. وقال رئيس مجلس الامة في كلمته ان الكويت بقيادة سمو أمير البلاد ساهمت بفعالية في تكريس الأمن والاستقرار وعملت على ترسيخ الشراكة العالمية وتعزيز التعاون على الصعدين الدولي والاقليمي. واضاف ان الكويت استضافت مؤتمرات انسانية وتنموية لدعم التنمية في العالم كما طرحت مبادرات انمائية أهمها مبادرة سمو الامير بإنشاء صندوق إقليمي خاص لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي. وذكر ان من بين المبادرات المهمة كذلك استضافة الكويت القمة العربية الإفريقية الثالثة تحت عنوان (شركاء في التنمية والاستثمار) وذلك تعبيرا عن حرص الكويت على تحقيق الشراكة الإنمائية بين الدول العربية والدول الافريقية. وعن مسيرة منظمة التعاون الاسلامي تحدث الغانم عن مسيرة الامة الاسلامية والرسالة الخالدة للدين الاسلامي الحنيف والتي تدعو الى التراحم والتآخي والعيش المشترك مؤكدا التزام الكويت بهذه القيم والمبادئ والاضطلاع بمسؤولياتها الإنسانية. ودعا في هذا الاطار الدول الشقيقة والصديقة للمساهمة في تفعيل جهودها الإنمائية وتقديم الدعم التنموي والمساعدات الإنسانية وتعزيز التعاون الاقتصادي بما يؤكد الشراكة والتكافل الإسلامي ويسهم في نهضة الامة الإسلامية.