الرياض – العرب اليوم
أشاد وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، بموقف دول مجلس التعاون وتضامنهم مع وحدة بلاده واستقلالها، فيما استنكر تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حول قضية الصحراء الغربية، واصفا من جهة أخرى الربيع العربي بـ"المأساوى"، مؤكدا أن مصر وتونس تسيران باتجاه البناء القوي الذي تدعمه بلاده وتصنفه بالضروري للمنطقة.
وقال مزوار - في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" الدولية في طبعتها السعودية - إن التصريحات التي أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون٬ والتي عبر خلالها عن تفهمه لغضب شعب الصحراء الغربية تجاه ما أسماه احتلال أراضيه٬ مستفزة وخرجت عن الحيادية ولم تكن مسؤولة٬ مضيفا أن مجلس الأمن حدد للأمانة العامة للأمم المتحدة٬ دورا واضحا٬ هو تسهيل عملية الحوار للوصول لحل سياسي متوافق عليه حول هذا النزاع٬ لكن بان كي مون٬ أراد من خلال تصريحاته أن يسير في اتجاه محاولة خلق واقع جديد في إطار تقسيم الدول.
وتابع الوزير أن رد الشعب المغربي كان قويا إزاء تلك التصريحات٬ وتعبيراته كانت قوية وأوصلت الرسالة كما يجب٬ في التمسك بالوحدة٬ وأن من يتجرأ على محاولة تقسيم المغرب٬ والمس بوحدته الترابية سيجد 35 مليون مغربي في مواجهته.
وشدد على أن هناك إجماعا وطنيا مغربيا قويا حول وحدة المغرب٬ بما فيه سكان الجنوب٬ والدول الأعضاء في الأمم المتحدة تفهمت أن محاولة خلق واقع جديد في هذه القضية من جانب الأمين العام٬ هي محاولة لا مسؤولة؛ لأن المنطقة هادئة٬ والنزاع في مستوى ضعيف٬ ولا يوجد ما يبرر خلق واقع جديد٬ مثنيا على موقف دول مجلس التعاون في تعزيز موقف المغرب٬ وما عبروا عنه من تضامن مع وحدة بلاده واستقلالها٬ خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمنطقة.
ولفت الوزير مزوار إلى أن العلاقة مع فرنسا ضرورية ومتميزة وأكثر ندية٬ ولقاءات الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند٬ إيجابية ومستمرة٬ كما أن الاتصال الاقتصادي والسياسي بين الجانبين على أعلى مستوى٬ ويتعزز بين فترة وأخرى٬ مشددا في سياق آخر٬ على أن الربيع العربي شهد تجارب مأساوية٬ وبعض التجارب تحاول ولا زالت تعاني للوصول لإطار للخروج من مخلفات ذلك الربيع نحو الاستقرار وإيجاد التوازنات الضرورية داخل مجتمعاتها٬ وهناك دول أثبتت تجذر أنظمتها وانفتاحها ومواكبتها لحاجيات شعوبها٬ وهي تسير نحو الاستقرار٬ مؤكدا أن تونس ومصر تسيران باتجاه البناء القوي الذي تدعمه بلاده وتصنفه بالضروري للمنطقة.
وقال إن المغرب تتقاسم مع السعودية مبادئ حسن الجوار مع المحيط الإقليمي٬ وستقف بجانب دول الخليج إذا تعرض استقرارها للمساس٬ كما أنها تراعي الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول٬ مؤكدا على متانة العلاقة التي تربط بلاده مع مجلس التعاون٬ والتي تفوق حسب قوله العلاقات التقليدية الطبيعية٬ وتمتاز بأنها تاريخية وراسخة ونوعية٬ لكنها تضع في الوقت ذاته٬ ضغوطات على الجانبين٬ بالسير لتحقيق نتائج أكثر إيجابية٬ ووضع إطار ما يسمى بالعلاقة الاستراتيجية التي حددت أبعادها التنسيقية والتنموية في العام 2011.
وشدد على أن الجانبين يتطلعان للتعامل مع التحديات التي تعيشها المنطقة٬ والتي تتصل بالأمن والاستقرار والدفاع عن القضايا المرتبطة بثوابت الأمة والشعوب٬ وطموحاتنا كذلك فيما يخص العالم الجديد وتقلباته٬ مبينا أن الجانبين يناقشان ملفات استراتيجية هامة٬ تختص بعدم استقرار ليبيا واليمن والعراق وسوريا٬ معربا عن أمله في أن تسير الشراكة نحو آفاق أكثر توسعا وتنوعا من أجل الحفاظ على استقرار دولنا وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها٬ والمحافظة على وحدة أراضيها٬ والعمل على استقلالية قراراتها.
وذكر أن دول الخليج تلعب دورا في استقرار المنطقة٬ وكذلك المغرب يلعب دورا في استقرار منطقة ساحل جنوب الصحراء٬ وهو ما يفرض السير وفق تنسيق أكثر وعمل مشترك أقوى٬ معتبرا أن أمن دول الخليج العربي من أمن المغرب٬ لافتا إلى التنسيق المستمر في إطارات متعددة لمواجهة كل من يسعى ويطمح في زعزعة استقرار دول المنطقة.
ووصف مشاركة المغرب في التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب٬ بأنها تظهر أن هناك تنسيقا أكثر على كل المستويات الأمنية والسياسية والعسكرية مع دول المنطقة٬ وكذلك الأمر بالنسبة للمشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن٬
وطالب بالحوار السياسي لتسوية الصراع هناك٬ وقال إن اليمن بلد شقيق وشعبه بحاجة للأمن٬ و(عاصفة الحزم) كانت لإعطاء إشارة قوية والحد من التجاوزات وإعادة الأمور لنصابها.