عمان - العراق اليوم
راوغ الأديب الشاعر الأردني أمجد ناصر (يحيى النعيمي) الموت أشهرا عدة، وهرب من ضباب لندن ليعيش فوق احتمالات الأطباء نصف عام زيادة في ربوع الوطن.
ورثى أمجد ناصر قبل أشهر، نفسه بنص ملحمي أشار فيه إلى أن الأطباء أبلغوه أن ساعاته باتت معدودة، لكنه لم يستكن لنصيحة الأطباء، وعاد إلى الوطن ليشتم عطره وعطر أهله من حوله، فأمد الله في عمره ستة أشهر، وتوفي عن عمر ناهز 64 عاما.
يعدّ مِن ألمع الكتّاب والأدباء العرب كما أنه عمل طويلا في الصحافة العربية وشكّل عنوانا يشار له بالبنان في مسيرة الأدب والشعر والرواية والإعلام العربي تجاوز المحلية بخطوات طويلة.
اقرا ايضا
الآثار الإسلامية تعلن بأن المعبد اليهودى أثر مصرى كالكنائس
سجل أمجد ناصر بشجاعة المقاتل الذي حمل السلاح مدافعا عن بيروت والثورة الفلسطينية عندما كان أحد أبطالها، واقع إصابته بمرض السرطان الذي استوطن دماغه، واعترف أن الطبيب لم يخفِ عليه الحالة التي وصل إليها وأنه في مراحله الأخيرة، إلا أن ناصر رفض هذا الواقع وقرر أن يكمل دورة حياته في الأدب والشعر ورتّب أمور إنتاجه الجديد ومواعيد الإصدار والنشر.
لم يفعل أديب آخر مثلما فعل أمجد ناصر الذي رثى نفسه بنص جميل حارق عندما علم أن أيامه معدودة في هذه الحياة، ومع هذا لم يرفع الراية البيضاء وبقي قابضا على جمر الألم.
أمجد ناصر الذي لم تحتمل البلاد في فترة أحكامها العرفية اشتعالاته وإبداعاته فلجأ إلى لبنان في الفترة الذهبية للثورة الفلسطينية التي احتضنته أدبيا وشاعرا ومقاتلا وحالما، أصدر مجموعته الشعريّة الأولى "مديح لمقهى آخر" عام 1979، كما أبدع ناصر في مجال أدب الرحلات والسرد، ومن أحدث أعماله رواية بعنوان "هنا الوردة" (2017) التي اختيرت ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالميّة للرواية العربيّة في دورة العام الماضي.
قد يهمك ايضا
تعامد تاريخي للشمس على تمثالي "آمون" و"منتو رع" بالمعبد الروماني بالأقصر