لندن ـ كاتيا حداد
قدّمت تجربة فريدة أوّل بصيص أمل لعلاج مرض الباركنسون، حيث أعاد أطباء الأعصاب البريطانيين تجديد خلايا المخ التي تضررت للمرة الأولى، وذلك بزرع جهاز يحقن الدواء في عمق الدماغ.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الباحثين اعترفوا بقيادة خبراء في جامعة بريستول، بأنهم فشلوا في إثبات أن علاج الخلايا المدمرة قد أدى بالفعل إلى تحسين أعراض المريض، وأظهرت عمليات المسح أنها استرجعت ستة أعوام من الضرر في أجزاء رئيسية من الدماغ.
ويعتقد الباحثون بأن تناول جرعة أقوى من الدواء، يمكن أن يبرهن على أن هذا الدواء سيحدث اختلافا كبيرا في حياة الناس.
ويوجد نحو 145 ألف شخص في المملكة المتحدة مصاب ب الشلل الرعاش الباركنسون، والذي يسبب الهزات والحركات البطيئة والصلابة العضلية.
ويصاب أكثر من مليون شخص على قيد الحياة اليوم بالمرض في وقت لاحق، ورغم أعوام من التجارب لا يوجد حاليا أي علاج ولا وسيلة لوقف تطور المرض، وقال رئيس الدراسة الدكتور آلان فون: "إن الحجم المكاني والنسبي للتحسن في عمليات المسح الدماغي هو أبعد من أي شيء رأيناه سابقا في تجارب علاجات عامل النمو التي يتم تسليمها جراحيا لمرض باركنسون."
وأضاف: "هذا يمثل بعض من أقوى الأدلة حتى الآن على أنه قد تكون لدينا وسيلة لإيقاظ وإعادة خلايا دوبامين الدماغ التي يتم تدميرها تدريجيا بفعل باركنسون."
أقرا ايضًا:
دواء يستعيد الذاكرة المفقودة في عمر كبير
وأظهرت التجربة التي كلفت 3 ملايين جنيه إسترليني وشملت 41 شخصا أن الأشخاص الذين أعطوا الدواء شهدوا تحسنا في الأعراض بنسبة 17٪ في تسعة أشهر، لكن لم يتم اعتبار هذا أفضل بكثير من التحسن بنسبة 12٪ في أولئك الذين تلقوا العقار الوهمي، ولأنهم كانوا يهدفون إلى إظهار اختلاف بنسبة 20%، فقد تبين أن التجربة فشلت، وعلى الرغم من هذا، يظل العلماء متفائلين بشكل ملحوظ، وفي حين كان متوسط التأثير متواضعا، أظهر بعض المرضى استجابة دراماتيكية، وأشار العلماء أيضا إلى عمليات مسح تبين أن العقار تسلل إلى كل من البوتامين، وهو جزء من الدماغ يتأثر بمرض باركنسون، وتم تجديد الخلايا التالفة في جميع أنحاء الدماغ، وعلاج ضرر بفعل المرض يقرب من ست سنوات.
ويقتنع العلماء بأنه من خلال مضاعفة جرعة الدواء وتغيير تصميمهم التجريبي يمكن أن يثبتوا أنه ليس له تأثير على الدماغ فحسب، بل إنه يزيل الأعراض بشكل كبير، وعلى غير المعتاد، حصلوا بالفعل على موافقة الجهات الرقابية لإجراء المزيد من الاختبارات على مئات الأشخاص في تجربة "المرحلة الثالثة" الكبيرة، على الرغم من أنهم يحتاجون إلى ما يقرب من 76 مليون جنيه استرليني من التمويل للمضي قدما، كما أن النتائج التي نُشرت في مجلة برين ومجلة مرض باركنسون تمهد الطريق أيضا لاستخدام الدواء للعديد من الحالات الأخرى، بما في ذلك سرطان الدماغ ومرض الأعصاب الحركي.
ويسمح الجهاز للأطباء بحقن المخدرات من خلال منفذ في جانب من الرأس، وأسفل أنبوب مباشرة إلى الجزء الرئيسي من الدماغ، وتجاوز حاجز الدم في الدماغ والتي تحافظ على عادة الأدوية في الخارج.
وقد يهمك أيضًا:
فتح "الأوعية الدموية" في الدماغ قد تنقذ ذكريات مرضى "ألزهايمر"
التمارين الرياضية تحمي الدماغ من الإصابة بـ"ألزهايمر"