نيودلهي - العراق اليوم
فى كل صباح، تصل جانهافي كوماري ذات الـ7 سنوات، إلى مدرستها، حيث تستقبل بحفاوة بالغة، وقد يأتي بخاطرك في الوهلة الأولى، بأنها ابنة ممثلة مشهورة، أو أب ذو منصب سياسي بارز، حتى تستحق هذا الاستقبال يوميًا؛ إلا أن الطفلة الخجولة، البسيطة، من أسرة فقيرة للغاية، فالأب عامل بمحطة بنزين، ولكن ما يجعل الاستقبال بهذا الحجم منطقي، أنها التلميذة الوحيدة في المدرسة.
ووفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فتلك المدرسة وردية الجدران بقرية ميناس بايا من ولاية بيهار الهندية، أصرت على إبقاء أبوابها مفتوحة ولو لطالبة واحدة، إذ توفر لها معلمتين، وطباخ يطهو غذائها يوميا. وبصوتها الهادئ تقول جانهافي، إنه بوسعها كتابة اسمها بالإنجليزية، كما تعلمت أسامي الفواكه والألوان، إلا أن مشكلتها عدم وجود زملاء تشاركهم اللعب.
وتقول بريامكا كومارى معلمة الطفلة، إنها منبهرة بشدة بمدى التزام التلميذة الوحيدة، رغم أنها من مجتمع فقير اشتهر بقلة التحاق أفراده بالتعليم، موضحة أن الفتاة لم تغب يوما منذ تسجيلها بالمدرسة. وتضيف بريامكا أنها تنتظر الطفلة يوميا بشوق شديد، إذ أن غيابها يعنى إمضاء يوم ممل دون أى عمل. تجدر الإشارة إلى أن تلك المدرسة الابتدائية الموجودة، منذ مطلع السبعينيات، لم تكن دائما خالية من التلاميذ، فمثل أي مدرسة من المؤكد أنها اكتظت يوما ما بالطلاب، ولكن انخفاض ثقة أولياء الأمور بالتعليم الحكومى، وميلهم للقطاع التعليمي الخاص، هو ما أدى بالمدرسة إلى هذا المصير.
وفى محاولة من الحكومة لجذب التلاميذ لمدارسها، قررت توفير الطعام والزي المدرسي بل ودراجات يركبها التلاميذ مجانا دون أى تجاوب من أحد مع ذلك. ولكن والد جانهافى الذى يعمل بمحطة بنزين، لم يكن يستطيع توفير مصاريف مدرسة خاصة لابنته لذا قرر إلحاقها بالمدرسة الحكومية، ولذلك قرر مجلس القرية عدم إغلاق المدرسة بعد ما كانت خاوية من الطلاب قبل سنة. ويقول مدير مجلس القرية دومراج باسوان "إذا أغلقنا المدرسة فنحن نصادر حق طفلة فقيرة بالتعليم فهى تستحق أن تتعلم".
وتقول بينكى والدة الطفلة، إنها بغاية الامتنان للمدرسة التى بقية تعمل من أجل ابنتها فقط، مضيفة "نحن فقراء لدرجة لا تتيح لنا توفير مدرسة، ولولا دعم تلك المدرسة لأصبحت طفلتي أمية".
وقد يهمك أيضا