المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
برلين ـ جورج كرم
رأت أن المحادثات التي ستجري الأسبوع المقبل في بروكسل بشأن موازنة السنوات السبع المقبلة للاتحاد الأوروبي ستكون صعبة وعسيرة جدا، وان التوصل إلى الاتفاق بشأن الموازنة يبدو بعيد المنال وليس في متناول اليد. ومن المنتظر
أن يجتمع زعماء دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 27 دولة يومي الخميس والجمعة المقبلين لمناقشة موضوع موازنة السنوات السبع المقبلة من جوانبه كافة ومحاولة التوصل إلى اتفاق على موازنة تقدر بتريليون يورو للفترة من تاريخ 2014 وحتى 2020 . يذكر أن المحادثات التي جرت خلال تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي حول الموضوع نفسه كانت فشلت في التوصل إلى اتفاق.
وقالت ميركل في حديثها الأسبوعي الذي تذيعه من خلال ملفات صوتية على شبكة الإنترنت والمعروفة باسم البودكاست ، أنها تتوقع أن تواجه المفاوضات المقبلة صعوبات كبيرة، مشيرة الى ان ألمانيا ستحاول الاسهام في الخروج بنتيجة من الاجتماع. وأضافت "نحن لا نستطيع أن نجزم بأن المحادثات ستنجح ، وكل ما أعرفه هو أن المفاوضات ستكون في غاية الصعوبة ، ولكنها تستحق المحاولة".
وطالبت ميركل بضرورة استخدام الموازنة على نحو يضمن قيام الاتحاد الأوروبي بزيادة قدارته التنافسية وأن تصبح اقتصاديات الدول الأعضاء بالتدريج اكثر انضباطا.
ومن المقرر أن تعقد ميركل سلسلة من الاجتماعات مع عدد من الزعماء الأوروبيين قبيل بدء المحادثات ، وستبدأ الاثنين بالاجتماع مع رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راجوي على أن تلتقي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأربعاء المقبل.
وتقول المستشارة الألمانية التي تسعى لإعادة انتخابها لفترة ولاية ثالثة في ألمانيا في وقت لاحق من هذا العام ، أنها "ستفعل كل ما بوسعها من أجل التوصل إلى اتفاق".
وخلال شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي ، اقترح هيرمان فان رومبوي رئيس الاتحاد الأوروبي ، أن يكون مبلغ الموازنة 973 مليار يورو ، وهو مبلغ يزيد بنسبة واحد بالمئة فقط عن إجمالي الناتج المحلي الأوروبي. إلا أن المحادثات انهارت آنذاك حيث اتهم الزعماء الأوروبيون رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بممارسة أساليب "الابتزاز".
وقد رد كاميرون على تلك الاتهامات في أعقاب انهيار المحادثات "إن مواقفنا ببساطة شديدة تتمثل في أننا لا نستطيع زيادة الانفاق في الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي نعمل على خفضه داخل بلدنا" ، واضاف "نحن نطالب بخفض النفقات أو على الأقل تجميدها".