الدكتور محمد العادل
تونس ـ أزهار الجربوعي
أكد رئيس "المعهد التركي العربي للدراسات الاستراتيجية" في أنقرة أنه قد تم اختيار تونس لاحتضان منتدى الشراكة الاقتصادية المغاربية التركية، دعمًا لثورتها، معتبرًا حادث اغتيال المعارض
التونسي شكري بلعيد "مؤامرة" ضد الثورة التونسية، كما أضاف العادل أنه يتوقع أن يتم توقيع العديد من اتفاقات الشراكة، لاسيما في قطاعات السياحة والصناعة والفلاحة، لفائدة تونس، التي سيزورها أكثر من 100 رجل وسيدة أعمال، ضمن فعاليات منتدى الشراكة الاقتصادية المغاربية، الذي ينعقد ضمن فعاليات الملتقى الثقافي المغاربي التركي الأول.
وأوضح رئيس المعهد التركي العربي للدراسات الاستراتيجية في أنقرة، والمشرف العام على الملتقى الثقافي المغاربي التركي، الدكتور محمد العادل لـ"العرب اليوم" قائلاً "إن فكرة تنظيم الملتقى كانت بمبادرة مدنية صرفة، وقد اتفق الجميع على اختيار تونس لتنظيمه، دعمًا لثورتها وشعبها".
وبشأن تأثير توتر الوضع السياسي والأمني في تونس، قال محمد العادل "نحن ندرك أن ما يجري في تونس لاسيما عملية اغتيال السياسي بلعيد هي جزء من مؤامرة ضد الثورة التونسية، لذلك نحن مصرون اليوم أكثر من أي وقت مضى على إقامة الملتقى في تونس".
وأكد العادل أن هناك ما يزيد عن 100 رجل أعمال من تركيا وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا قد أكدوا مشاركتهم في المنتدى الاقتصادي، إلى جانب عدد هام من نظرائهم في تونس، مشددًا على أن الملتقى سيشكل فرصة لتونس، لتطوير وتعزيز عروض الاستثمار والشراكة فيها، متوقعًا أن يتوج الملتقى بشراكات اقتصادية، لاسيما في قطاعات السياحة و الصناعة و الفلاحة.
وأضاف الدكتور محمد العادل أنه التقى العديد من المسؤولين التونسيين، على غرار وزير الثقافة مهدي مبروك، الذي سيشرف على حفل الافتتاح، إلى جانب عدد من المسؤولين الاقتصاديين من القطاع الحكومي والخاص، مؤكدًا أنهم أعربوا عن مساندتهم للملتقى، وحرصهم على التعاون معه، كما أكدوا مشاركتهم فيه.
وقال الدكتور العادل "إن هذا الملتقى يكتسب أهمية بالغة باعتبار بُعدَيِّه الثقافي والاقتصادي، مشيرًا إلى أنه سيخدم تونس على أكثر من صعيد، لاسيما من حيث تعزيز فرص الاستثمار والتشغيل فيها، وأضاف "نريد أن نجعل من تونس محورًا للشراكة الثقافية والاقتصادية بين المغرب العربي وتركيا، بحيث تتبوأ تونس دورًا مركزيًا في هذه الشراكة، التي ستخدم جميع الأطراف".
وبشأن الهزات السياسية التي أثرت سلبًا على الاقتصاد التونسي، والتي يُخشى أن تؤدي إلى تنفير المستثمرين العرب والأجانب، لاسيما في ظل تتابع التقارير الدولية التي تؤكد هشاشة الوضع الاقتصادي في تونس، لفت المشرف العام على المنتدى الاقتصادي المغاربي التركي إلى أن "الاستثمار هو أيضًا مغامرة، كما أن المستثمر لا يستقي معلوماته من وسائل الإعلام، وإنما يعتمد على أرقام وحسابات مدروسة، تأتي خلاصة لدراسة السوق المستهدفة"، معتبرًا أن تونس "سوقًا مستقرة وجاذبة للاستثمار".
كما دعا العادل إلى أن تعمل تونس على تطوير بعض تشريعاتها القانونية، بما يخدم و يسهل نسق الاستثمار في البلاد، لهدف استقطاب المستثمرين الأجانب، لاسيما من تركيا والمغرب العربي، مؤكدًا أن "تونس دولة مؤسسات، وقادرة على تجاوز أزمتها السياسية، بتوفر عقول كبيرة وخبرات عالمية"، وأضاف "لاشك في أن المرحلة الأن تبدو حرجة، لكنها لا ترقى إلى أن تكون أزمة مستعصية، فلا خوف على تونس و مستقبلها".
هذا، و تحتضن تونس منتدى الشراكة الاقتصادية بين بلدان المغرب العربي وتركيا، الذي يبدأ أعماله، الأحد 24 شباط/فبراير الجاري، في مدينة الحمامات، ومن المنتظر أن تتوسع فعاليات الملتقى الثقافي المغاربي التركي لتشمل ورش عمل ثقافية أخرى، خلال هذه الدورة الأولى، التي ستحتضنها تونس من 21 إلى 26 شباط الجاري، علاوة على تنظيم منتدى الشراكة الاقتصادية المغاربية التركية.