وزير الأشغال العامة والإسكان في الحكومة الفلسطينية في غزة
غزة ـ محمد حبيب
أكدَّ د.يوسف الغريز أنَّ وزارته انتهت مؤخراً من عملية حصر أضرار العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة الذي بلغت خسائره المباشرة
والغير مباشرة مليار وربع مليار دولار. وأوضح الغريز في مقابلة خاصة مع "العرب اليوم" أنَّ الحرب نتج عنها تم تدمير 200 وحدة سكنية بصورة كاملة، و300 وحدة غير صالحة للسكن، فيما تعرضت 8000 وحدة سكنية للأضرار الجزئية، كما تم التعامل مع المتضررين وفقاً للآليات المتبعة، كل بيت هدم كلياً تسلم مبلغ 5000$ كإغاثة إيواء عاجلة وجاري العمل من أجل إعمار كل منزل دمره الإحتلال، وبخصوص الأضرار الجزئية تم تشكيل لجان في مختلف المناطق وتم التعامل مع الحالات الطفيفة عبر الإصلاح المباشر، أما الأضرار الجزئية البالغة فقد تم تسليم مبالغ للإيجار لعدة أشهر وسيتم العمل على إصلاح منازلهم قريبًا.
وأشار د. الغريز إلى أنَّ وزارته انتهت من إعادة اعمار 2800 وحدة سكنية من أصل 3500 وحدة سكنية تعرضت للتدمير الكلي خلال الحرب الصهيونية الأولى على غزة ( 2008-2009)، ويتبقى 700 وحدة سكنية جاري العمل فيها.
وأعرب الوزير الغريز عن أمله أن تنتهي الوزارة خلال هذا العام من إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الصهيونية خلال الحربين الأولى والثانية.
وحول دخول مواد الإعمار إلى قطاع غزة من المعابر قال الوزير الغريز "إن دخول هذه المواد عن طريق المعابر الإسرائيلية يأتي ضمن شروط وقف العدوان الصهيوني، وأنَّ دخول هذه المواد يؤثر بشكل كبير على قطاع الإنشاءات ويمثل انفراجة في كسر الحصار، مشيرًا إلى أنَّه في 25 نوفمبر الماضي كانت له زيارة إلى جمهورية مصر الشقيقة والتقى بوزير الإسكان والمجتمعات العمرانية والإخوة المسئولين في الحكومة المصرية، إضافة للأشقاء القطريين وتم التوصل إلى التفاهمات حول آلية لإدخال مواد الإعمار من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، وفعلاً بدأت مواد الإعمار بالدخول إلى القطاع وكانت بدايتها في الأسبوع الماضي وما زالت المواد تدخل، بدأنا بإدخال مادة البيس كورس اللازمة لتعبيد الطرق وهذه المرة الأولى التي يدخل فيها البيس كورس إلى القطاع منذ ست سنوات، الكميات التي تدخل القطاع لم ترتق بعد للحجم المطلوب وذلك لأن الأمور ما زالت في بدايتها ونتوقع مع الأيام القادمة أن يزداد معدل التدفق اليومي، الكميات التي وصلت تزيد عن 16,000 طن .
وأضاف الوزير الغريز "دخول المواد يُعطي مؤشراً إيجابياً لسير عملية الإعمار في قطاع غزة، فهناك مئات المشاريع المتعلقة بالطرق والبنية التحتية تنتظر دخول مواد الإعمار ونحن واثقون بمعية الله أولاً ثم بوفاء أشقائنا وكل المخلصين من أبناء هذه الأمة، من أجل التخفيف من معاناة أبناء شعبنا وكسر الحصار والعزلة السياسية المفروضة على القطاع ."
وكشف الغريز أنَّ دولة الإمارات العربية تبرعت بمبلغ قدره 50 مليون دولار لبناء مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأسرى المحررين وسط قطاع غزة.
وثمَّن الوزير الغريز الدور الكبير لدولة الإمارات الشقيقة في دعم الشعب الفلسطيني والتضامن معه ومساندة قضاياه العادلة، مقدما شكره للإمارات رئيسا وحكومة وشعبا على هذا التبرع السخي .
وقال الوزير الغريز أنَّ رئيس الوزراء إسماعيل هنية سيقوم بجولة خارجية لم يتم تحديد الموعد الرسمي لها، وهي في إطار الترتيبات، وستحمل هذه الجولة رسائل شكر إلى كل من ساند أبناء شعبنا، خاصة في الأزمات وأوقات الشدة ونحن لا ننسى الوفود التي قدمت إلى غزة أثناء العدوان علاوةً على ما يمكن أن تحمله من انفراجة سياسية على صعيد العلاقات الدولية ودعم مشاريع التنمية والاعمار، وجلب الخير إلى أبناء شعبنا الفلسطيني المحاصر في غزة والذي يعاني منذ ست سنوات من هذا الحصار.
وأضاف " أنَّ وزارة الأشغال العامة جهزت المشاريع التنموية ومشاريع الإعمار فيما يخص كافة القطاعات، خاصة قطاع الإسكان و الزراعة و الصحة و التعليم.
وبشأن مشاريع المنحة القطرية قال الغريز "أنَّ دولة قطر قدَّمت منحة لإعادة إعمار غزة بما يزيد عن 400 مليون دولار وقد تميزت حيث أحضرت طواقمها إلى قطاع غزة لإدارة مشاريع الاعمار، موضحًا أنَّه بتاريخ 12/12/2012، دخلت مشاريع المنحة القطرية حيز التنفيذ الميداني وكانت البداية بإطلاق الحزمة الأولى والتي احتوت على 27 مشروع ركزت على الطرق الداخلية موزعة في كافة مناطق قطاع غزة، وجاري العمل ميدانياً في هذه المشاريع، كما أنَّه تم طرح عطاء مشروع تأهيل طريق صلاح الدين – المرحلة الأولى من معبر رفح وحتى دوار بني. سهيلا في خانيونس جنوب قطاع غزة وأنَّ مخططات مدينة الشيخ حمد السكنية مازالت في طور التصميم وكذلك شارع الرشيد وشارع الكرامة ومستشفى حمد للأطراف الصناعية ومدينة حمد للمحررين.
كما أشار د. الغريز إلى أنَّ التسجيل للشقق السكنية الخاصة بمدينة الشيخ حمد سيتم خلال أسابيع حيث يتم وضع آلية ونظام يشمل الشروط والمعايير الخاصة بهذه الشقق السكنية، فيما سيتم الاعلان عن هذه الشروط والمعايير لجميع المواطنين حيث بعد ذلك سيتم دراسة الملفات وإدراج الأسماء ضمن قرعة علنية.
وأوضح د. الغريز أنَّ هذه الشقق سيتم بيعها بسعر التكلفة للمواطنين وتقسيطها على مدار 20 سنة بحيث يصبح القسط الشهري للشقة ما بين ( 100- 200 دولار)، منوها إلى أنَّ عائدات هذه الشقق سيتم وضعها في صندوق خاص بالإسكان لإنشاء شقق سكنية أخرى للمواطنين، لتعم الفائدة على أكبر شريحة من أبناء شعبنا.
وحول ملامح خطة العمل لوزارة الأشغال قال الوزير "خلال هذا العام ستواصل الوزارة برنامج الأعمار هذا الملف لن ينتهي طالما أنَّ هناك احتلال يعتدي باستمرار على منازل المواطنين وممتلكاتهم , ومع نهاية هذا العام سيكون قد انتهي ملف إعمار المنازل المدمرة في معركة الفرقان وكذلك معركة حجارة السجيل بإذن الله، مشيرًا إلى أنَّ هذا العام سيشهد ثورة في مشاريع الطرق والبنية التحتية خاصة في ظل مشاريع المنحة القطرية ومشاريع البنك الإسلامي للتنمية، كما ستواصل الوزارة العمل على إطلاق المشاريع الإسكانية واستكمال ما بدأ منها مثل مشروع حي الإسراء والبراق وبيسان، وستشرع بتنفيذ مدينة حمد السكنية والتي ستوفر ثلاثة آلاف وحدة سكنية.
ووجه الوزير رسالة للمواطنين الغزيين قال فيها "أنتم صبرتم على العدوان وصبرتم على الحصار وتحملتم النكبات والويلات وبصمودكم وثباتكم كان الإنتصار لذلك لن تجدوا من حكومتكم إلا الوفاء هذا واجب على الحكومة والحكومة لن تتخلى عن مسئولياتها تجاهكم, سنعمل على إعمار كل بيت دمره الإحتلال."