رئيس لجنة الشؤون الخارجية سابقًا إبراهيم بولحية

ثمنّ رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة الجزائري سابقًا، إبراهيم بولحية، الدور الذي تلعبه الجزائر لحل الأزمة الداخلية التي تتخبط فيها الجارة ليبيا، محذرًا من العواقب الوخيمة التي ستحدث إثر أي تدخل عسكري في المنطقة.

وتحدث بولحية في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، عن موقف الجزائر، إزاء هذه الأزمات، قائلًا إن الجزائر تساند أي موقف سياسي، ينجر عنه حل توافقي، فمنذ البداية عارضت التدخل العسكري، عندما أعلن التحالف الغربي بقيادة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، عن شنّ عدوان على الشعب الليبي، وهو الأمر الذي عارضته الكثير من الدول الكبرى.

وأشار إلى النتائج السلبية التي سترتب على التدخل العسكري في المنطقة، مؤكدًا أن هذا الأمر سيفتح شهية تنظيم "داعش"، للتوافد على التراب الليبي، مستدلًا بالتدخل الأميركي ـ الفرنسي الأخير، الذي تسبب في أذى كبير للشعب الليبي وأيضا لدول جوار ليبيا، كتونس والجزائر ومصر، فهذه الدول الأن تدفع ضريبة اللاستقرار الذي تسبب في التدخل الأجنبي، بدليل التدفق الكبير للأسلحة في المثلث الحدودي، بين تونس والجزائر وليبيا، وأيضا محاول توغل عناصر من تنظيم "داعش"، للمناطق الحدودية القريبة من ليبيا.

ورافع بولحية، لصالح الحل السياسي الذي تنادي به كل من الجزائر وتونس ومصر، ومحاولة جمع الفرقاء الليبيين على طاولة واحدة، وإمكانية تكرار سيناريو المصالحة الوطني، الذي جسدته الجزائر في وقت سابق فوق الأراضي الليبية، قائلًا إن هذا الحل سيمكن الأشقاء الليبيين من تجاوز محنتهم، والحفاظ على دولتهم وشعبهم، وأمنهم واستقرارهم خاصة.

وأشاد بتحركات المسؤولين الجزائريين في مختلف المستويات، وبكل اتجاه سواء إلى تونس أو القاهرة، مستدلًا بالوفد البرلماني الذي حط الرحال أخيرًا في واشنطن والتقت بوفد أميركي رفيع المستوى، ناقش معه تطورات الأزمة الليبية. وقال إن الجزائر تسعى جاهدًا إلى الزج بكل الأطراف الليبية في الحوار الذي بادرت دون إقصاء أي طرف كان، عدا التنظيمات التي لها علاقة بالمتطرفين.

وبشأن الوضع السائد في الجزائر، سواء على الصعيد الأمني أو الاجتماعي والتقارير الدولية التي صدرت أخيرًا، ورجحت إمكانية تكرار سيناريو الربيع العربي في البلاد، قال السيناتور السابق، إبراهيم بولحية بلغة صريحة وواضحة إن "الجزائر لن تسقط والسيناريو لن يتكرر فوق أراضيها، وأن الشعب الجزائري شعب واع وناضج، سبق له وأن ترجع مرارة المعاناة والجحيم أثناء فترة "العشرية السوداء"، التي عرفتها الجزائر خلال أعوام التسعينيات، ودفعت الجزائر خلال تلك الفترة ثمنًا باهظًا قدر بآلاف الأرواح البشرية.