الخبير النفطي العراقي الدكتور عصام الجلبي

قال الخبير النفطي العراقي الدكتور عصام الجلبي ان امام العراق عددا من الاجراءات الضرورية لتفادي التأثير الحتمي لانخفاض اسعار النفط ، ولفت الجلبي وهو وزير نفط اسبق في العراق في حديث الى  صحيفة" الزمان" في طبعتها الدولية الى ان  تقليل الانفاق الحكومي والدفع باتجاه اعادة العجلة للمصانع الانتاجية المعطلة وتخفيض الرواتب غير الضرورية مع بعض الاقتراض الخارجي والداخلي هي وسائل ناجعة في مواجهة ازمة النفط الحالية .

وأضاف الجلبي ان دول الاوبك زائد اتفقت على تخفيضات في انتاجها الإجمالي من النفط بمقدار 10 مليون برميل يوميا بدأ من 1 أيار/مايو 2020 ولمدة تبلغ شهرين تنتهي في 30 يونيو 2020، وخلال مدة الأشهر الستة التالية بداية من 1 تموز/يوليو إلى 31 ديسمبر 2020 يكون مقدار التخفيض الإجمالي المتفق عليه هو 8 مليون برميل يوميا ويلي ذلك تخفيض يبلغ 6 مليون برميل يوميا يبدأ من 1 كانون الثاني/يناير 2021 وحتى 30 نيسان/أبريل 2022.

 وفي الآتي نص الحوار :

مع اعلان الخسائر البشرية وتوقف الحياة العامة في اغلب دول العالم وتوقف الطلب على النفط بدأت أسعار النفط بالهبوط ووصلت الى ادنى مستوى لها منذ عدة عقود من الزمن ، ماهو تاثير انخفاض أسعار النفط وتوقف الإنتاج الى ادنى مستوى له على الاقتصاد العالمي ؟

سبق وان اتفقت منظمة الأوبك مع عدد من الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة وعلى رأسها روسيا وذلك في 10/12/2016 على تنظيم مستويات الإنتاج فيما بينها من أجل المحافظة على الأسعار.. واستمر العمل بذلك الإتفاق وتجديده في اللقاءات نصف السنوية التي كانت تعقدها بالإضافة الى ميثاق التعاون بين المجموعتين والذي تم إبرامه في 2/7/2019..

إلا أنه حدثت متغيرات أساسية على أسواق النفط نلخصها بما يلي :

- إستمرار ارتفاع انتاج النفط الصخري من الولايات المتحدة الأميركية ووصولها لمعدلات غير مسبوقة جعلت من أميركا المنتج الأول في العالم متفوقة على المملكة العربية السعودية وروسيا

- بدء انخفاض معدلات الطلب على النفط بالهبوط وبشكل خاص من قبل الصين - وهي أكبر بلد مستورد للنفط في العالم -واعتبارا من أواخر عام 2019

- الكشف وبشكل متأخر عن تفشي وباء الكورونا في مدينة ووهان الصينية والمباشرة منذ شهر شباط/فبراير مع بدء انتقاله لمدن ودول أخرى مما أدى بالسلطات المعنية فرض تقييدات مشددة على حركة النقل الداخلية والخارجية وصولا الى فرض الحظر التام وبالتالي حصول انخفاض حاد بالطلب

- دعت المملكة العربية السعودية لعقد اجتماع طاريء لمجموعة ( الأوبك زائد ) في فيينا في 5/3/2020 حيث تم الإتفاق على إجراء تخفيض اضافي بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا الا ان روسيا رفضت ذلك ودعت للإستمرار بالإتفاق السابق .. وقد برر البعض بأن هدف روسيا كان من أجل الضغط على إنتاج النفط الصخري الأميركي …وانتهى الاجتماع دون اتفاق مما أدى الى هبوط حاد وغير مسبوق بالأسعارمنذ أكثر من 20 عاما

- قررت السعودية رفع أنتاجها لأقصى معدلات طاقتها الإنتاجية 12.3 مليون برميل يوميا وبدأت بطرح نفوطها بأسعار مخفضة وقيل أن الخصم على السعر وصل لحوالي 12 دولار للبرميل ! كل ذلك أدى لهبوط أسعار نفوط الإشارة الى معدلات واطئة بحيث وصل برنت لحوالي 27 دولار والنفط الأميركي الى 22 دولار مما جعل معدل سعر النفط العراقي بحدود 17 دولار وقد اعلنت وزارة النفط العراقية أن معدل سعر البيع لشهر اذار/مارس بلغ 28 دولار وهكذا وصلت الأسواق النفطية لأوضاع شاذة تمثلت بانخفاض الطلب وأسعار متدنية للغاية بحيث أن بعض الشركات المنتجة للنفط الصخري في خليج المكسيك أعلنت إفلاسها واخرين بغلق عدد من الأبار المنتجة مما جعل الرئيس الأميركي يصدر تهديدا بفرض رسوم عالية على النفوط التي تصل الى بلاده بالإضافة لضغوط سياسية من أطراف متعددة وبشكل خاص على السعودية وروسيا لإعادة النظر في موقفيهما.

بضوء ما تقدم تم الإتفاق على الدعوة مجددا لعقد اجتماع عاجل ( عن بعد وباستعمال شبكة الإتصالات بسبب انتشار فايروس الكرونا ) لمجموعة أوبك زائد في 9/4/2020 وكانت بدايته هو الإتفاق السعودي الروسي على أن يتم تخفيض يصل الى عشرة مليون برميل يوميا من أوبك زائد وخمسة مليون برميل من الدول المنتجة الأخرى مثل أميركا وكندا والبرازيل وغيرها.

قد يهمك أيضًا

طوارئ في الحكومة العراقية لمتابعة تداعيات "أزمة النفط الكبرى "

بوتين ونظيره الفنزويلي يؤكدان أهمية اتفاق "أوبك+" بشأن خفض إنتاج النفط