النازحين

كشف متخصص في شؤون النازحين، الأربعاء، ضرورة إجراء مسح عمومي، من جهاز الاحصاء بأعداد وأعمار النازحين، مبيّنًا أنّ دور الأمم المتحدة ضعيف جدًا تجاه النازحين في العراق، وأكد المتخصص في شؤون النازحين المهندس عبد الكريم الجاف لـ"العرب اليوم"، ضرورة إجراء مسح عمومي من جهاز الإحصاء بأعداد وأعمار النازحين، لافتًا إلى أنّ النازح العراقي فاقد كل شيء.

وأوضح عضو اللجنة المشتركة لإدارة مخيم النازحين جنوب العاصمة بغداد الجاف، أنّ هناك تفاصيل مهمة يجب أن تضعها الحكومة ووزارات الدولة والأمم المتحدة في أجنداتها وخطواتها العملية، مبيّنًا أنّ المخيمات أنشأت وفتحت للنازحين لسرعة الأحداث والتوافد نتيجة التهديدات المتطرفة، وتوجب العمل ليلًا نهارًا، من أجل تقديم ما يمكن تقديمه.

وأبرز: "دور الوزارات الضئيل في مساعدة النازحين، حيث قدمت وزارة "التجارة" معونات مختلفة تموينية ومساعدات وآليات، وشاركت وزارة "الكهرباء" بإعطاء خطوط التغذية، فيما اكتفت وزارة "الهجرة" بمساعدات محدودة من خيم تمزقت بسرعة ومساعدات بسيطة ثانية، فيما بقي دور وزارة "الصحة" مقيدة بمفردة صغيرة محدودة، وطالبنا بمركز صحي لم يأت الرد بالتنفيذ، ونشرت وزارة "الداخلية" دوريات للحماية وسيارة للدفاع المدني".

وأشار إلى أنّ العدد في كل مخيم كان في السابق ألف عائلة، والآن زادت على العشرة آلاف شخص، وفي تزايد مستمر، مستدركًا أنّ عمل اللجنة شمل كل شي، حتى أصبحت المدير والقاضي وضابط الشرطة وشيخ العشيرة، مبررًا ذلك التصرف: "كون المخيمات تضم أناس غرباء غير متجانسين تتولد مشاكل فيما بينهم تحتاج الحل بهدوء، وتمكنا من ذلك ووزعت نقاط الإشراف والحماية والتنظيم والنظافة وكل الإمكانات، وتمكننا من مد خطوط واطئة الفولتية للخيم لتشغيل مروحة ومبردة وإنارة، وقدم أحد الخيرين ٢٠٠ كرفان؛ لعوائل الشهداء والمقاتلين الذي يحاربون التطرف في جبهات القتال والأرامل والأيتام والتكفل بكل حاجاتهم".

وعن دور الحكومة والمراجع الدينية من النازحين أجاب، أنّ مرجعية النجف والعتبات العباسية والحسينية والكاظمية ومحافظات عدة قدموا ما يستطيعون، حيث قدمت شركة ذات القطاع الخاص آليات حوضية وشفل وسيارات حمل لمساعدة العوائل النازحة في المخيم وخصوصًا بعد إطالة المدة، وانتقد دور منظمة الأمم المتحدة، من خلال عملها العشوائي وفقدانها التنظيم وإنشاء مشاريع لمنظمات تفتقد للشروط ويجب إعادة النظر في عملها، ومشاركة الدول التي بإمكانها أن تقدم يد العون لتلك العوائل.

وطالب، بضرورة إجراء مسح ميداني وإحصاء دقيق للنازحين وأعمارهم من الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة "التخطيط" كونه يوفر معلومات؛ لاعتمادها في المستقبل لأي عملية مقبلة، أيضًا يجب تنشيط دور وزارة "التربية" وعدم ترك التلاميذ والطلبة النازحين ومتابعة أوضاعهم، مشيرًا إلى أهمية الدورات التثقيفية لتكيف النازحين على الوضع المعيشي الجديد والتوعية المتواصلة.

ودعا البرلمان والحكومة الى تحويل التخصيصات المالية لموازنات المحافظات المنكوبة إلى النازحين بدلًا من تركها مجمدة من دون صرف؛ لأن تلك العوائل بحاجة ماسة إلى تلك المخصصات على وفق التعليمات والقوانين المالية والإدارية، مردفًا أنّ أزمة النزوح ليست سهلة، حيث شردت العوائل والنساء والأطفال والشيوخ من منازلهم إلى مصير مجهول لا ينتهي، مناشدًا الحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني بتكاتف الجهود لاجتياز تلك المحنة.

يذكر أنّ اللجان الإدارية المشتركة تشكلت من مهندسين وأطباء واختصاصات إدارية وفنية مختلفة، حيث التنظيم الإداري وتسجيل المعلومات وإنشاء الحمامات والمغاسل والمطبخ المركزي وكاز المولدات، وكل ما يأتي من مساعدات للمخيم اختصاص تلك اللجنة