لندن – العرب اليوم
يستعد المقاولون العرب المصري للحصول على مبلغ مالي ضخم من ليفربول الإنجليزي يقترب من 13 مليون جنيه مصري، إذا أتم الأخير صفقة ضم المصري محمد صلاح إلى صفوفه مقابل 39 مليون جنيه إسترليني.
صفقة صلاح إن حصلت بهذا الرقم ستصبح الأغلى في تاريخ الفريق الأحمر، متجاوزة ما دفعه ليفربول لضم المهاجم أندي كارول الذي تعاقد معه في يناير 2011 مقابل 35 مليون جنيه إسترليني.
بدأ اللاعب الذي احتفل بميلاده الخامس والعشرين مسيرته الرياضية مع نادي المقاولون العرب الذي تدرج في صفوفه ناشئا قبل أن يخوض أولى مبارياته في الدوري المصري الممتاز يوم 3 مايو 2010 أمام المنصورة في لقاء انتهى بالتعادل الإيجابي 1-1، بينما سجل أول أهدافه في 25 ديسمبر من ذلك العام أمام الأهلي.
رحل محمد صلاح في صيف 2012 إلى بازل السويسري مقابل 2 مليون يورو حيث أمضى عامين وانضم إلى تشيلسي الإنجليزي مقابل 11 مليون جنيه إسترليني في يناير 2014 لكنه لم يستقر كثيرا وتمت إعارته بداية إلى فيورنتينا الإيطالي ثم إلى روما الإيطالي قبل أن يقرر فريق العاصمة الإيطالية شراء عقده بشكل نهائي.
وساهم تألق صلاح الموسم الماضي مع روما بحلوله وصيفا في الدوري الإيطالي بعدما سجل له 19 هدفا وصنع 15 هدفا فبدأت مفاوضات ليفربول لإعادته من جديد إلى البريمييرليغ.
صفقة صلاح ستمنح مبلغا ماليا لنادي المقاولون العرب الذي خاض معه صلاح 3 مواسم، فبحسب ما يشير له الاتحاد الدولي لكرة القدم في نظام انتقالات اللاعبين وتحديدا البند رقم 21 فإن مبلغا ماليا متعارفا عليه باسم "مبلغ التضامن" يتم تحديده بـ5 بالمئة من أي صفقة انتقال دولية للاعب يتم توزيعه بين أنديته السابقة، وهذا ما يبدو أن مسؤولي نادي المقاولون العرب تنبهوا له مؤخرا، ويختلف تماما عن بند رقم 20 في قواعد انتقالات فيفا للاعبين المسمى "بند بدل التدريب والرعاية" والذي ينتهي فعاليته مع بلوغ اللاعب سن الثالثة والعشرين.
تتحقق في حالة صلاح والمقاولون العرب شروط مبلغ التضامن، حيث يجب أن يكون اللاعب قد مثل الفريق في أي فترة زمنية كان عمره فيها يتراوح بين 12 و23 عاما إلى جانب أن يكون المبلغ المالي من الصفقة يأتي من بدل انتقال وليس من انتقال حر للاعب في حال نهاية عقده، ويجب أن يطالب النادي المصري بحصته المالية من الصفقة خلال عامين من إتمامها وإلا فإن حقه المالي سيسقط، فيما يجب على نادي ليفربول – في حالة إتمام انتقال صلاح- أن يرسل خلال 30 يوما المبلغ المالي إلى القاهرة إذا أراد أن يتفادى حصول منازعة قانونية تستدعي تدخل فيفا في القضية.
وبحسابات بسيطة لنسبة 5 بالمئة من مبلغ 39 مليون باوند تضع "مبلغ التضامن" عند مليون و950 مئة ألف باوند جنيه إسترليني، وإذا احتسبنا المبلغ بسعر الصرف العالمي الحالي فإنه يلامس 45 مليون جنيه مصري.
المقاولون لن يحصل على كامل مبلغ الـ45 مليون جنيه مصري لأن حسبة التضامن تشمل كذلك ناديي تشيلسي الإنجليزي وبازل السويسري اللذين لعب معهما صلاح أيضا، حيث ينال بازل حصة تساوي لعب صلاح لموسمين في صفوفه، فيما يحصل تشيلسي على ما يوازي لعب صلاح لموسم ونصف في صفوفه، ويبقى لدى المقاولون نصيبه من لعب صلاح لسنة ونصف كلاعب محترف وربما تدخل أيضا حسبة لعبه في صفوفه كناشئ ما يزيد قيمة المبلغ المرصود والذي سيكون في حده الأدنى بملايين الجنيهات المصرية ولو مثلا حصل على 30 بالمئة منها فإن ذلك يعني إنعاش خزانته بنحو 13 مليون جنيه مصري.
قضية "مبلغ التضامن" استفادت منها عدة أندية قدمت لاعبين مميزين سرعان ما تنقلوا بين أندية كبرى مقابل مالغ مالية مهولة مقارنة بميزانية أنديتهم في بداية مسيرتهم، وهو ما استفاد منه مثلا نادي FBK Balkan السويدي الذي لعب له النجم زلاتان إبراهيموفتش ووجد نفسه يتلقى 206 آلاف دولار عند انتقال اللاعب إلى صفوف برشلونة الإسباني قادماً من انتر ميلان في عام 2009 فيما نال نادي مالمو مبلغا ماليا يصل إلى مليونين و350 ألف دولار كنصيب له أيضا من "التضامن" نظرا لكون زلاتان لعب في صفوفه لكن لفترة زمنية أطول.
وكلما زاد مبلغ الصفقة زادت حصة كل فريق لعب له اللاعب المنتقل بقيمة مبلغ التضامن، ففي كينيا مثلا، نشأ اللاعب فيكتور وانياما وارتدى قميص 4 أندية في مختلف مراحله العمرية قبل أن ينتقل إلى بلجيكا ومنها إلى اسكتلندا مع فريق سلتيك، والذي أبرم صفقة لبيعه إلى ساوثهامبتون الإنجليزي مقابل 12 مليونا و500 ألف باوند في 2013، وبالتالي فإن مبلغ التضامن وُزع على النحو التالي:
نال الاتحاد الكيني مبلغ 257 ألف جنيه إسترليني، ليوزعه على الأربعة أندية التي انتمى لها المهاجم، ونال الاتحاد البلجيكي 343 ألف باوند كحصة لناديه البلجيكي السابق، بينما احتفظ سلتيك بـ125 ألف باوند تم خصمها من بدل الانتقال، لأن اللاعب كان معه في يومي ميلاده الثاني والعشرين والثالث والعشرين، وكل هذه الحسبة تم أيضا احتسابها بشكل مختلف عندما انتقل من ساوثهامبتون إلى توتنهام مقابل 11 مليون باوند في العام الماضي.
ابتسامة صلاح التي سنراها في لحظة رفعه لقميص ليفربول الأحمر سيشاركه فيها العديد من الجماهير العربية والمصرية، لكن بالتأكيد سيكون هنالك سبب آخر للابتسام في مقر نادي المقاولون العرب الذي ستتلقى خزائنه ملايين الجنيهات نظير هذه الصفقة الأكبر للاعب مصري وعربي وإفريقي أيضا.