جازان – العرب اليوم
تحشد الفضائيات التلفزيونية خلال شهر رمضان لهذا العام العديد من البرامج التي يعرض الكثير منها لأول مرة، ولعله من المصادفة أن يتزامن كثير من برامج ومسلسلات ومنوعات شهر رمضان مع انطلاقة بطولتين كبيرتين لكرة القدم هما: بطولة الأمم الأوروبية، وبطولة كوبا أميركا للمنتخبات، وتعرض كثير من مباريات البطولتين في أوقات قريبة من أوقات الذروة التي تحرص القنوات الأخرى على عرض برامجها فيه، حيث تنطلق مباريات بطولة اليورو الأوروبية منذ الساعة الرابعة عصرًا وحتى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، فيما تنطلق مباريات بطولة كوبا أميركا -التي تقام هذا العام استثناء- منذ الساعة الثانية أو الثالثة فجرًا وحتى الساعة السادسة أو السابعة صباحًا، وهكذا استمر الوضع خلال الأيام السابقة منذ دخول شهر رمضان المبارك، ولكنه يبدأ خلال الأيام القادمة التدرج في تقليص كل هذه الأوقات، خاصة وأن بطولة كوبا أمريكا قد انتهت، فيما تختتم بطولة أوروبا خلال أيام عيد الفطر المبارك، وعندها لن يكون الوقت قد أسعف كثيرين من الجمع بين مشاهدة كرة القدم، والمسلسلات الدرامية أو الكوميدية، فإن كان من عشاق كرة القدم فإنه سيؤجل مشاهدة كثير منها إلى ما بعد رمضان، حينما تبدأ قنوات كثيرة في إعادة كثير من عروض برامجها التي قدمتها خلال هذا الشهر.
كل هذا الزخم الكروي قد يكون بلا شك قد أثر على نسبة المشاهدة العالية المتوقعة لبرنامج أو آخر على مختلف القنوات التلفزيونية التي كانت تعد العدة لهذا الشهر منذ وقت طويل، ولكنها نسيت اصطدامها بهاتين البطولتين الكرويتين، فقد يستغني المشاهد الرياضي بمتابعة مباراة بين منتخبي إنجلترا وويلز عن مشاهدة مسلسل درامي، وقد تجذبه مباراة بين منتخبي إيطاليا وإسبانيا عن مشاهدة مسلسل تاريخي، وقد يحول القناة في جهاز استقباله عن برنامج متنوع إلى مباراة بين فرنسا وألمانيا، والكثير الكثير من كل هذه المباريات التي قد يجد فيها المتابع عوضا وتسلية أكبر عن مشاهدة برامج ومسلسلات لترتقي في فكرتها ومضمونها إلى ذائقة المشاهد العربي.
ويرى بأن كرة القدم تتحول إلى هوى شعبي وتكشف جمالها السري، وتتخلى في الوقت نفسه عن كونها وسيلة تسلية فقط، فكرة القدم مصدر الهوى الشعبي، تولد الشهرة والسلطة. ويؤكد أن كرة القدم والوطن مرتبطان على الدوام، فبعد قرون طويلة من الإنكار الرسمي، انتهى الأمر بالجزر البريطانية إلى الاقرار بوجود كرة في قدرها، ولم تعد كرة القدم مجرد رذيلة جماعية يمارسها الرعاع وحدهم، وإنما صارت كذلك فضيلة أرستقراطية.
ويذكرالكاتب والقاص علي زعلة: لا يوجد جديد في ما يقدم من برامج ومسلسلات خلال شهر رمضان، وقد تجد واحد في المئة أو الألف من الإنتاج هو ما يستحق المشاهدة، وقد تكتشف أنه لا يستحق حتى هذا الواحد المشاهدة أيضاً، بينما تجد المتعة حاضرة في مشاهدة كرة القدم، وبخاصة حينما تشاهد السحر الكروي الذي ينبعث من أقدام اللاعبين في بطولة كوبا أميركا من أقدم ميسي ورفاقه وكل من يشاركه التنافس في هذه البطولة، وكذلك يبهرك التقدم التكنولوجي الحديث الذي وصلت إليه هذه اللعبة في بطولة الأمم الأوروبية يورو 2016، وأنت تشاهد كثير من اللاعبين أمثال: كريستيانو رونالدو وواين رون ومسعود أوزيل وبول بوغبا. هذا الشغف بكرة القدم يجعل مساحة متابعة المسلسلات الرمضانية ضيقة، بل تكاد تكون مقصورة على ربات البيوت. ناهيك بمتعة الفرجة في المقهى، بين كتلة متنوعة من الجمهور.