أعلن المجمع المقدس، أعلى هيئة في الكنيسة المصرية، الانتهاء من تعديل لائحة انتخاب البطريرك (بابا الكنيسة) لأول مرة منذ 1957، بحسب مصدر كنسي. وأوضح المصدر أن التعديل شمل إدخال توسعات في قاعدة الناخبين التي حددها القانون بقرابة 3 آلاف ناخب فقط من مجموع أكثر من 10 مليون قبطي أرثوذكسي، وفق تقديرات الكنيسة. وكان المجمع عقد جلسة استثنائية في الكاتدرائية المرقسية في حي العباسية، شرقي القاهرة، برئاسة البابا تواضروس الثاني للتصويت على لائحة اختيار البطريرك، قبل أن يوافق عليها المجمع بالأغلبية في جلسة استمرت 6 ساعات. وقال سكرتير مساعد المجمع المقدس الأنبا توماس إنه تم توسيع قاعدة الناخبين الذين كان عددهم يبلغ 3 آلاف ناخب، وأعلن أن الأبراشيات التي كان لها الحق في منح 12 شخصاً فقط حق الانتخاب بات لها الحق في ترشيح 100 شخص. وخلال مؤتمر صحافي عقب الجلسة الاستثنائية للمجمع، لم يذكر توماس رقماً محدداً لقاعدة الناخبين بعد توسيعها، لكن مصدر كنسي رجح ألا تقل عن 10 آلاف ناخب. وبخصوص التعديلات الأخرى التي طرأت على لائحة انتخاب البطريرك، أضاف توماس، خلال المؤتمر الصحافي، أنه تم إلغاء ربط من يحق له حق الانتخاب بمستوي دخل معين ممن يطلق عليهم "الأراخنة"، وهم وجهاء الأقباط. ولفت إلى أن اللائحة الجديدة قيدت حق الترشح للكرسي البابوي (رئاسة الكنيسة) على الأساقفة العموم كأساقفة الخدمات والشباب والرهبان، واشترطت أن يكون ترشح أساقفة الأبراشيات (المسؤولين عن رعاية الكنيسة في محافظة أو منطقة جغرافية بعينها) للضرورة القصوي- التي يحددها المجمع- مثل الاحتياج لشخص بعينه. وأفاد بأنه تقرر منع المرشحين السابقين من خوض الانتخابات البابوية المقبلة، ونفي إلغاء القرعة الهيكيلة، مؤكداً أن له سنداً إنجيلياً (من الكتاب المقدس)، وتاريخياً حيث تم اختيار 9 بابوات وفق القرعة الهيكيلة، مشيراً إلى أنها تعطي تاريخ هدوء وسلام واستقرار للكنيسة. والقرعة الهيكلية هي وضع ثلاثة ورقات في صندوق- أياً كانت هيئته- للحاصلين على أعلى الأصوات في الانتخابات ليختار من بينهم طفل لم يبلغ الخامسة معصوب العينين الورقة التي تفوز بمنصب البطريرك الأول في احتفال مهيب في الكاتدرائية المرقسية في العباسية. وأوضح أن الكنيسة بدأت مناقشة اللائحة بعد وفاة البابا شنودة الثالث (17 مارس / آذار 2012) واستمرت 15 شهر لتواكب العصر، حيث أعدتها لجنة الترشيحات التي أشرفت علي انتخابات البابوية الماضية التي فاز بها الأنبا تواضروس الثاني أسقف عام البحيرة (شمال مصر). وأشار أن اللجنة استعانت بمستشاري الكنيسة من أعضاء المجلس الملي وهيئة الأوقاف القبطية، اللتان تمثلان العلمانيين في الكنيسة من دون رجال الدين. وذكر مصدر بالكنيسة أن اللائحة الجديدة سوف يتم إرسالها إلي رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور الذي يمتلك السلطة التشريعية لإقرارها أو اعتمادها فقط ثم إرسالها إلى البرلمان المقبل لإقرارها.