الجزائر ـ أ.ف.ب
تنصل جناح من الحزب الحاكم في الجزائر الأربعاء من اتهامات الأمين العام للحزب عمار سعداني لمدير المخابرات الجنرال توفيق بالفشل. وعبر عبد الرحمان بلعياط، منسق الحزب سابقا، وأعضاء آخرون من اللجنة المركزية للحزب عن "استنكارهم" لاتهامات عمار قائلين "نحن من أعطى الشرعية لكل هذه المؤسسات فكيف نتهمها بالفشل". أعلن أعضاء من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بالجزائر عن "استنكارهم" لاتهامات الأمين العام للحزب عمار سعداني "بالفشل" ضد مدير المخابرات. وأكد عضو اللجنة المركزية ومنسق الحزب سابقا عبد الرحمان بلعياط في مؤتمر صحافي "نستنكر التصريحات الخطيرة لعضو اللجنة المركزية عمار سعداني والتي استهدفت جزافا (..) وظلما مؤسسات الدولة". وكان سعداني طالب مدير المخابرات والرجل القوي في السلطة الفريق محمد مدين المعرف بالجنرال توفيق بالاستقالة واتهمه "بالتقصير" في مهام حماية البلد والتدخل في كل مفاصل الدولة. وأضاف بلعياط أن "اتهامات سعداني طالت الجيش والرئاسة و القضاء وحتى الحكومة مع أننا نحن حزب الأغلبية ونحن من أعطى الشرعية لكل هذه المؤسسات فكيف نتهمها بالفشل". وقاد بلعياط الحزب من كانون الثاني/يناير 2013 باعتباره منسقا مؤقتا إلى أن تم عقد اللجنة المركزية في أغسطس/آب وانتخاب عمار سعداني أمينا عاما خلفا لعبد العزيز بلخادم. ولا يعترف بلعياط ومعه عدد من أعضاء اللجنة المركزية بعمار سعداني أمينا عاما وأكد ان "الحزب يتبرأ من هذه التصريحات ويعلن أنها لا تلزم إلا صاحبها". وبحسب بلعياط فان منصب الأمين العام للحزب مازال شاغرا وان اجتماعا للجنة المركزية "سيعقد قريبا" لانتخاب أمين عام. كما نشر أعضاء من اللجنة المركزية من بينهم الوزير الأسبق وعضو مجلس الأمة الهادي خالدي بيانا تبرأوا فيه من تصريحات سعداني. وجاء في البيان "يعلن حزب جبهة التحرير الوطني بصفة صريحة ورسمية و ثابتة إلى الرأي العام (...) أن ذلك التصرف الآثم والشنيع لا يمكن أبدا أن ينسب ويحسب على حزب جبهة التحرير الوطني ولا يلزمه أصلا لأنه خارج عن نصوصه الأساسية ومناف لتعاليمه وصاحبه فاقد لشرعية التصريح باسمه". وفي المقابل أكد أعضاء المكتب السياسي المساند لعمار سعداني "عن دعمهم وتأييدهم" للأمين العام، كما جاء في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للحزب. ويدعم جناح سعداني ترشح بوتفليقة (76 سنة) الذي يحكم البلاد منذ 1999 لولاية رئاسية رابعة رغم عدم شفائه التام من جلطة دماغية أصيب بها قبل عشرة أشهر. بينما لا يعارض جناح بلعياط ترشح بوتفليقة لولاية رابعة لكنه "ينتظر أن يعبر هو عن ذلك بصفة صريحة" قبل إعلان دعمه من خلال اللجنة المركزية. ويشهد حزب جبهة التحرير الوطني الذي يرأسه عبد العزيز بوتفليقة صراعات أجنحة منذ سنتين على الأقل، واحتدم الصراع مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في 17أبريل/نيسان. ولم يرد جهاز المخابرات ولا وزارة الدفاع بصفة رسمية على تصريحات سعداني إلا أن الصحف ذكرت الأربعاء أنه تم رفع دعوى قضائية ضده.