الجزائر ـ حسين بوصالح
أفضت المشاورات بين أعضاء المكتب السياسي وقياديين من اللجنة المركزية لحزب "جبهة التحرير الوطني" الجزائري، إلى تقديم مرشح الوفاق رئيس المجلس الشعبي الوطني سابقا عمار سعيداني، لرئاسة الحزب خلفًا لعبد العزيز بلخادم الذي سحبت منه الثقة خلال الدورة العادية للجنة المركزية في 31 كانون الثاني/ يناير الماضي. وأكدت مصادر مطلعة من بيت الأفلان (حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري)، السبت، أن الأمر حسم بعد تغليب رأي قياديين فاعلين في اللجنة المركزية، وأعضاء المكتب السياسي حول شخص عمار سعيداني، الذي ترأس المجلس الشعبي الوطني (2002-2007)، وفي هذا السياق كان عبد الرحمن بلعياط قد أشار إلى أن لجنته، التي تسير أشغال الدورة المفتوحة، لن تعلن عن تاريخ الدورة الطارئة لانتخاب أمين عام جديد حتى يتم التوافق بين الفرقاء. وأضاف المصدر أنه بالتوافق على عمار سعيداني كأمين عام، فإن التعيين سيكون عن طريق التزكية وليس الاقتراع المباشر، مشيرا إلى أن الدورة الطارئة لن تتأخر كثيرا ومن المفترض استدعاء اللجنة المركزية خلال الأيام القليلة المقبلة لتزكية سعيداني أمينا عاما جديدا لجبهة التحرير الوطني. من جهته، أكد سعيداني أنه تلقى الخميس الماضي تزكية وموافقة غالبية أعضاء اللجنة المركزية وكشف في تصريحات صحافية، السبت، أن الأفلان هي اليوم في أشد الحاجة إلى جميع أبنائها، موضحا أن لا فرق عنده بين تقويمي أو تصحيحي أو انشطاري، فلكل له رؤيته السليمة والغيورة على مصلحة الجزائر وجبهة التحرير الوطني. وكان رئيس الغرفة التشريعية سابقا كشف عن نيته في قيادة الجبهة في المرحلة التي يمر بها، وقال بأنه سيقود الأمانة العامة للأفلان إذا رشحه أعضاء اللجنة المركزية، مضيفا " أنه إذا عرضت علي مسؤولية قيادة الحزب فإنه سيكون لها وسيوافق على الترشح، وفي حال تزكيته قال إنه سيعمل على توحيد صفوف الحزب وترميم أوضاع بيت الحزب العتيد. وشدد سعيداني، على أن الأهم حاليا هو مصالح الحزب والخروج من الأزمة التي يعيشها وعودة الاستقرار إلى صفوف المناضلين، وذلك بانتخاب أمين عام جديد يلقى الإجماع من قبل كل أعضاء اللجنة المركزية، مضيفا " أنه يدعم التشاور في كل هياكل الحزب سواء على مستوى المحافظات أو المكتب السياسي أو اللجنة المركزية، للتوصل إلى حل توافقي والخروج من الأزمة التي يعيشها الحزب". للإشارة فإن اسمي محمد بوخالفة وعمار سعيداني تم تداولهما بقوة خلال الأيام الماضية بعد وفاة المناضل عبد الرزاق بوحارة، ويبدو أن توافق الخصوم على شخص عمار سعيداني دفعه الى تغيير موقفه من الترشح لقيادة الحزب وهو الذي صرح قبل أيام أن منصب الأمين العام ليس من أولوياته حاليا، مضيفا أنه يعمل على لم الشمل وتوحيد الصفوف من دون التفكير في قيادة الحزب. ويرى محللون سياسيون أنه بالتوافق على سعيداني بين أنصار بلخادم وحركة تقويم وتأصيل الجبهة يكون الأفلانيون قد خطوا خطوة كبيرة لتجاوز الأزمة التي طال امدها، وإن كان شوطها الأول قد انتهى بابتعاد الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم وسحب الثقة منه من طرف خصومه، فإن الشوط الثاني والأهم سيكون عقد الدورة الطارئة وتزكية الأمين العام الجديد التوافقي الذي يعيد للحزب هيبته، خصوصا وأن أجندة الرئيس بوتفليقة، الرئيس الشرفي للحزب، تعتمد على الحزب العتيد لضبطها.