جانب من فعاليات الجلسة النقاشية

نظم مركز الشارقة الإعلامي الإثنين جلسة بعنوان "حوار الأديان" جاء ذلك ضمن برامج مهرجان رمضان الشارقة، شارك فيها المطران الدكتور عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس الشريف، ومختار إحسان عزيز، مدير مركز دراسات العالم الاسلامي ورئيس المنتدى العربي الأوروبي لتنمية الحوار، ود.العربي كشاط، عميد ومؤسس مسجد الدعوة في باريس. كما أدارها الباحث د.محمد الكبيسي. وأشاد البحاثة المشاركون في الجلسة، بدور ورسالة الامارات في إرساء ثقافة المحبة والتسامح الديني، ونبذ التعصب وترسيخ الانفتاح بين الشعوب.
خصص مختار إحسان عزيز، ورقته النقاشية لسرد مجموعة حقائق أساسية في الإسلام يستند إليها ويعمل بها ويسير بمقتضى أحكامها، ومن أبرزها: وحدة الديانات السماوية، الاختلاف في الدين كونه واقعا بمشيئة الله. وشدد عزيز في هذا الصدد، على أن الاسلام، بناء على تلك الاعتبارات التي تجسد بوتقة محددات رؤية ومسار في الحياة والمجتمع، دين لا يعترف بالانغلاق ويؤمن بحق الاختلاف في الرأي تحت خيمة التوحيد.
وأشاد الدكتور عطاالله حنا، في مستهل نقاشاته، بالدور الذي تلعبه الإمارات، في نبذ العنف والتعصب وإرساء قيم التسامح والمحبة بين الشعوب، لافتا إلى أن هذا الدور بمثابة رسالة سلام ووئام عالمية، تحملها وتؤديها دولة قطعت أشواطا نوعية في الخصوص. وبين حنا، بعد شرحه لحيثيات وأهمية العهدة العمرية، أنها وثيقة تاريخية محفوظة في قلوب وعقول المسلمين والمسيحيين، في فلسطين، كممارسة ونهج حياتي يومي، ولا كصيغة نظرية وتأريخية فقط.
فالتكاتف ونبذ الشقاق، يوحدان هذا الشعب، وهو ما يعينه في التصدي للمحتل الاسرائيلي، والتوحد في الدفاع عن قضيته ومقدساته. وخاطب حنا الحضور والمشاركين بضرورة الحرص على محاربة التعصب والتسلح بثقافة الحوار والمحبة وقبول الآخر.
كما ناشد الأمتين العربية والإسلامية، بضرورة استبعاد ما يفرق والتوحد تحت راية القدس التي تنتهك وتُذل حالياً، مشيراً إلى أن ما يجمع العرب، بمسيحييهم ومسلميهم، أكثر من ما يفرقهم. وأن لا مناص لهم من استبعاد أية ملامح فرقة، لأن المتربصين بهم يريدون لهم الويل والدمار.
وقسّم د. العربي كشاط، الثقافة البشرية السائدة، في بداية حديثه، إلى نموذجين، ترسخا منذ عهود قديمة: ثقافة حوارية استدنائية، ثقافة تناحرية إقصائية. ورأى أن الاسلام هو في الأصل نصير وسند النموذج الأول، فهو دين نصرة المظلومين والتقارب بين الناس بمختلف مشاربهم.
وأشار كشاط في السياق، إلى أن الجوهر في مضمون القرآن الكريم، الدعوة إلى الحوار والوئام، ورفض سفك الدماء واحترام الحق في الاختلاف.
كما دعا عميد ومؤسس مسجد الدعوة في باريس، إلى التزام كافة انصار الديانات الإسلامية، بعكس جوهر مضامين أديانهم في صيغ ممارسة صحيحة، موجها الى ضرورة العمل على حث الاعلام، في الغرب وفي العالم العربي، على الاخذ بنهج تبني رسالة التقريب بين الديانات والحضارات، وإحلال الوئام محل الفرقة.
محاور وقضايا جوهرية، عديدة، عرضت لها الندوة. ومنها : تسامح الأديان وسلام البلدان، العهدة العمرية المصنفة من أهم وأقدم الوثائق التاريخية التي وثقت العلاقة بين الأديان، احترام الذات والاعتراف بالآخر شرطان أساسيان لبناء ثقافة حوارية بين الأديان، دين الله الواحد على ألسنة رسله، نهج إسلامي وركيزة مسيحية، الإعلام المتسامح ودوره في بلورة فكر التسامح الديني.
لفت الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة للإعلام ورئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، في تصريح خص به «البيان»، على هامش الفعالية، أن تنظيم هذه الجلسة، بموضوعها وأبعادها، يأتي في ظل توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، وانسجاماً مع رؤية وتوجهات الإمارات، التي تتبنى الدفاع عن قيم الخير والحق والعدل والتقارب بين الشعوب.