باريس ـ وكالات
قدَّم عرض "لا فيريتا" للسويسري دانيلي فينتزي باسكا المستوحى من لوحة سوريالية لسالفادور دالي، في عرض عالمي أول في مسرح "ميزونوف" في مونتريال، وهو عرض يجمع بين المسرح والسيرك والموسيقى والباليه والمقاهي الفنية. وقال فينتزي فرحاً بنجاح مسرحيته ونجاح البهلوانيين والمهرجين والراقصـين والمـغـنين فيـها، إن "روح دالي كانت معنا، هذا أمر مؤكد!". وكان العرض عبارة عن مشاهد بهلوانية مبتكرة ومجددة وهو يغوص في عالم الفنان الإسباني من خلال إنزاله على المسرح عناصر كثيرة من لوحته التي شكلت ستارة وديكوراً في آن واحد. وشعار المسرحية "الحقيقة هي كل ما حلمنا به وما عشناه وما اخترعناه وكل ما هو جزء من مخيلتنا". لكن، أين هي حقيقة دالي؟ من خلال رؤية فينتزي باسكا ومساعدته جولي هامان فهي تبدو فجأة أكثر فرحاً بكثير فيما الحلم سحر ملون رشيق أكثر منه كابوس. فشعيرات نبتة الهندباء، التي ترمز على الأرجح في لوحة دالي إلى المني الذكري على ما تقول إحدى شخصيات المسرحية التي تحاول معرفة من هو تريستان ومن هي إيزولد على اللوحة العملاقة، تتحول إلى كرات بيضاء كبيرة فوق رؤوس الممثلين. لغز جنس شخصيتي اللوحة التي أنجزت في نيويورك لتشكل ستارة لعرض باليه "تريستان المجنون" في مسرح متروبوليتان أوبرا عام 1944، يعلق عليه المهرجون في المسرحية مشيرين إلى أن الشخصين لهما جوزة العنق. ويطرح السؤال ذاته مجدداً عندما يلاحظ الحضور فجأة أن الراقصات الرشيقات يضعن أقنعة عليها شاربا دالي الشهيران. وبين هؤلاء الشابات الأنيقات يكتشف الحضور أيضاً بعض الرجال وراء تنانير حمر. أما العكازان المرميان على هامش اللوحة فيتحولان إلى أدوات يستعين بها بهلوان لأداء حركات تخطف الأنفاس وهو يرقص على يديه. إسبانية دالي حاضرة أيضاً على شكل رأس ثور نصب على عجلة في إشارة إلى لوحته أيضاً التي فيها نقالة بعجلة، يقوم بالمصارعة فيما تشكل تنانير الراقصة رقعة القماش الحمراء. وثمة رؤوس وحيد قرن، الحيوان المفضل لدى الرسام الإسباني، تعبر خشبة المسرح في كل الاتجاهات. وافتتح العرض على رقصة كانكان مطعمة ببعض الوثبات الروسية، واختتم بها أيضاً وسط تصفيق مطول للحضور.