عرضت مسرحية "العشاء الأخير" بمسرح  محي الدين بشطارزي في الجزائر العاصمة في قالب تراجيدي ركز على سقوط الشمولية من خلال مرافعة امرأة تبحث عن التحرر من الممارسات الدنيئة لزوجها الدكتاتور المتقاعد. المسرحية اقتبسها للمسرح حيدر بن حسين عن نص لحسن رشيد و من اخراج امال بن غاد عبارة عن مرافعة من أجل الحرية جسدها كل من وردة صايم في دور الزوجة و وائل بوزيدة في دور الزوج بمهارة استثنائية. تقرر الزوجة و هي معلمة تعاني من كل أشكال الظلم المفروضة على الناس البسطاء من قبل زوجها طوال مشواره كضابط عسكري سابق الخروج من صمتها و محاسبته على  عدم احترامه للحياة و القيم الانسانية. و يتذرع هذا الأخير بحجة واجبه في حماية المصالح العليا للأمة ضد كل من يحاول المساس بسلامتها. في ديكور بسيط سمح بالتركيز أكثر على النص و خلفية موسيقية من توقيع لعمامرة حسن حاكت الانفعالات و عبارات النص في انسجام تام  تداول الممثلان الكلمة باحترافية و ذكاء حيث تم اللجوء لاستعمال اللغة العامية عند الانتقال إلى أحداث هامة أعيبت على الضابط المتقاعد و كانت تسرد باللغة العربية الفصحى. و تعد مسرحية "العشاء الأخير" ثاني تجربة اخراج مسرحي لأمال بن غاد ممثلة بالمسرح الوطني منذ 17 سنة بعد مسرحية "كلام" (2009) التي اقتبستها أيضا عن عمل لانتوان تشيكوف "خاتمة الابداع".