فيلم في انتظار السعادة

تعرض مؤسسة شومان بعد غد الثلاثاء فيلم "في انتظار السعادة " للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو والذي حاز على جائزة الاتحاد العالمي لنقاد السينما لوصفه الرائع والشاعري للتعقيدات العاطفية والمفارقات التي تنشأ وسط الحياة البسيطة .

ويصور المخرج الحياة في بلدة موريتانية هي ركن ضائع من العالم، والكاميرا تتجسس على ضياع زمن من يعيشون في البلدة همهم الوحيد طيلة النهار البحث عن الظل، ويجمع أسلوب المخرج ما بين الوثائقي والروائي ويقوم على بساطة السرد وجماليات التصوير الذي ينحو نحو التجريد.

ويرسم المخرج لوحة انطباعية من عدة مشاهد عن الحياة في قرية تكمن على حافة البحر في موريتانيا، ويصور حياة القاطنين فيها من بشر يبدون مجرد عابرين، ومنهم عبد الله، الشاب الذي يعيش مع أمه ولا يفعل أي شيء بانتظار الهجرة إلى أوروبا.

لا يروي الفيلم أية قصة، بل يصور مشاهد متفرقة بذات الأسلوبية الوثائقية الروائية والجماليات التشكيلية واللونية الانطباعية، مشاهد لا يجمع بينها سوى أنها تحدث في نفس المكان وذات الفترة وتعبر بمجملها عن فراغ الحياة وعن الزمن الضائع.

وتشكل هذه المشاهد المتنوعة بنية سردية مربكة لمن يبحث عن الحكاية داخل الفيلم، ولكنها بالمقابل، تخلق مزاجا عاما وحالة شعورية، تقترب في نتيجتها النهائية من البنية الشعرية التي قد تكون صورها متناثرة ومبهمة بحد ذاتها ولكنها تؤثر في نفوس المتلقين وتضعهم تحت سيطرة انفعالات عميقة الغور، وتجعلهم يستخلصون المغزى العام والدلالات الواضحة من التفاصيل التي قد لا تتضح دلالتها لحظة مشاهدتها، التفاصيل الواقعية ولكن التي تفضح قدرا كبيرا من لا معقولية الواقع.