وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي

أكّد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي ووزيرة خارجية الهند سوشما سواراج، بأنّ المملكة والهند سيتخذان خطوات عملية وفاعلة لتطوير علاقاتهما تشمل توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري وتشجيع التواصل الثقافي، وأكّد الجانبان خلال جلسة المحادثات الرسمية التي عقدت في نيودلهي اليوم الجمعة، تلبية لدعوة رسمية من وزيرة خارجية الهند، على اعتزازهما بالروابط القوية التي تجمع البلدين، وشدّدا على أنّ ثمة آفاق أوسع لتنمية العلاقات بما ينعكس إيجابًا على البلدين ومصالحهما.

واتفق وزيرا الخارجية على ضرورة الإفادة من فرص التعاون في مجالات الصناعات المعدنية والنسيج والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية، بما يعمل على زيادة التعاون الاقتصادي وتنويع التبادل التجاري بين المملكة وثالث أكبر شريك تجاري لها، حيث أكّد الصفدي على أنّ العلاقات الأردنية الهندية جيدة وأنّ هنالك آفاق رحبة لها، وأنّ المملكة تريد أن تصل هذه العلاقات إلى أفضل مستويات لها في جميع المجالات.

واستعرض الصفدي وسواراج المستجدات الإقليمية، وبشكل خاص التطورات في القضية الفلسطينية والأزمة السورية والحرب على التطرّف والجهود المبذولة لحلّ الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأشاد الصفدي بالعلاقات الأردنية الهندية التي بدأت منذ حوالي سبعين عامًا ورحب بدور أكبر للهند في المنطقة، كما شدّدت وزيرة الخارجية الهندية على تصميم بلادها تطوير العلاقات مع المملكة وثمنت الجهود التي يبذلها الأردن والدور الكبيرالذي يقوم به الملك عبد الله الثاني لتحقيق السلام والاستقرار، لافتة إلى تطلع بلادها إلى زيارة الملك للهند العام المقبل .

وشكر الصفدي، خلال بحثهما الأوضاع الإقليمية، وزيرة الخارجية الهندية على دعم بلادها جهود حلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حلّ الدولتين، وعلى تصويتها لصالح قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي أكّد عدم وجود أي أثر قانوني لقرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأنّ وضع القدس يحسم عبر المفاوضات بين الأطراف ووفق قرارات الشرعية الدولية، مشيرًا إلى أنّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أساس التوتر في المنطقة، وأنّ قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 هو شرط تحقيق الأمن والسلام الشامل في المنطقة.

واستعرض وزير الخارجية ونظيرته الهندية المستجدات في الأزمة السورية، وأكد الصفدي على أن لا لحلّ عسكري للأزمة، مشدّدًا على ضرورة تكاتف الجهود لحلها سياسيًا من خلال محادثات جنيف بما يضمن وحدة سورية وتماسكها ويقبل به الشعب السوري، مشيرًا إلى التعاون الأردني الأميركي الروسي الذي أنتج أنجح اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية في إطار جهود إقامة منطقة خفض التصعيد في جنوب سورية وإيجاد حلّ شامل للأزمة، حيث وضع سواراج في صورة الأعباء التي تتحملها المملكة جراء استضافة حوالي مليون وثلاثمائة الف لاجئ سوري، التي أشارت بدورها إلى تثمين بلادها الجهود الأردنية في استضافة اللاجئين وفي تلبية احتياجاتهم وتأمين العيش الكريم لهم.

واستعرض الوزيران النجاحات التي تحققت في الحرب على التطرّف، وشدّد الصفدي على أنّه عدو مشترك لا ينتمي إلى حضارة أو دين ويتناقض مع قيم المحبة والسلام واحترام الأخر التي يؤكد عليها الدين الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة.

وألقى الصفدي قبل لقائه نظيرته كلمة في المجلس الهندي للعلاقات الدولية حول التحديات التي تهدد الأمن في الشرق الأوسط، مشيرًا خلال الكلمة التي تبعها حوار موسع إلى أنّ مصادر تهديد الأمن أساسها استمرار الاحتلال، وتشمل التطرّف وضعف الآفاق السياسية والاقتصادية وحرمان ملايين الأطفال من حقهم في التعليم والتدخلات الخارجية اللاشرعية في شؤون المنطقة، كما استعرض المستجدات الإقليمية ومواقف المملكة حولها، بالإضافة إلى أنّه تخلّل وزير الخارجية زار ضريح المهاتما غاندي ووضع الزهور على الضريح.