المنامة ـ أ.ف.ب
شارك عشرات الآلاف من البحرينيين في مظاهرة سلمية، وهي تعتبر الأكبر منذ عام 2011، من أجل إحياء الذكرى السنوية الثالثة للانتفاضة التي قادتها الأغلبية الشيعية في البلاد للمطالبة بالديمقراطية. والمظاهرة كانت من تنظيمت جمعية وفاق وهي كبرى حركات المعارضة في البحرين. شارك عشرات الآلاف من البحرينيين في مظاهرة سلمية اليوم السبت إحياء للذكرى السنوية الثالثة لانتفاضة قادتها الأغلبية الشيعية في البلاد للمطالبة بالديمقراطية. والمظاهرة، التي نظمتها جمعية الوفاق وهي كبرى حركات المعارضة في البحرين تعتلر أكبر مظاهرة في البلاد منذ عام 2011. وقال شهود عيان إن حشودا غفيرة من الرجال والنساء والأطفال خرجت إلى شوارع البحرين للمطالبة بالديمقراطية والإصلاح السياسي والإفراج عن السجناء السياسيين. وردد المحتجون شعارات تؤكد أنهم لن يتوقفوا إلى أن تتحقق مطالبهم وأن الشيعة والسنة يتشاركون في حبهم للبلد. وقال شهود آخرون إنه لم يكن هناك أي وجود للشرطة في المظاهرة التي نظمت على طريق البديع السريع الذي يربط العاصمة المنامة ببلدة البديع الواقعة في شمال غرب البحرين. ولم ترد تقارير عن وقوع اشتباكات. من جهتها قالت وزارة الداخلية البحرينية إن شرطيا توفي اليوم السبت متأثرا بجروح أصيب بها في تفجير "إرهابي" أمس الجمعة. وأصيب ثلاثة آخرون من الشرطة أمس بينما ألقي القبض على 26 شخصا. وأضافت الوزارة في إشارة إلى احتجاجات أمس الجمعة "حدثت بعض أعمال الشغب والتخريب المتفرقة داخل بعض القرى" والاعتداء على أفراد الأمن. وكان قد سحق الحكم في البحرين، وبدعم عسكري وسياسي من المملكة العربية السعودية، المظاهرات التي بدأت في 14 فبراير شباط 2011 مستلهمة انتفاضات الربيع العربي في دول أخرى في المنطقة لكنها لم تحل بعد الصراع بين الأغلبية الشيعية والأسرة الحاكمة السنية. وبدأت الأسرة الحاكمة جولة ثالثة من الحوار مع معارضيها دون أن يلوح اتفاق سياسي في الأفق. وتعتبر السلطات البحرينية، وكذلك داعموها السعوديون، مطالب الشيعة بالإصلاح السياسي مؤامرة بإيعاز من إيران. وأحرج تعاملها مع الاضطرابات الولايات المتحدة التي يتعين عليها الموازنة بين دعمها لحليف يستضيف أسطولها الخامس وبواعث قلق تتعلق بحقوق الإنسان. وقال موظف عمره 34 عاما يسكن قرية سار اكتفى بتعريف نفسه بأبي علي "لم نشهد سلاما منذ بداية الاحتجاجات قبل ثلاث سنوات. الشبان يخرجون يوميا ويحرقون الإطارات على الطرق والشرطة تفرقهم بالغاز المسيل للدموع." وقد أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه من التقارير عن الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن أمس وحث السلطات البحرينية على التقيد الصارم بالتزاماتها بموجب المواثيق الدولية لحقوق الإنسان. وردت وزارة الداخلية على تعليق المسؤول الأممي قائلة إن الحق في التظاهر السلمي والتجمع مكفول في دستور البحرين وكان هناك عدد من المسيرات السلمية تم تنظيمها في الأسبوع الماضي دون تدخل الشرطة. لكنها أضافت "أنه وللأسف كانت هناك على مدى اليومين الماضيين سلسلة من عمليات التخريب والشغب وصلت لحد الإرهاب من قبل مجموعات تستخدم تكتيكات حرب العصابات في المدن مستخدمة أسلحة ومتفجرات محلية الصنع كما تم تفجير قنبلتين." وتابعت "استخدام القوة يتم بطريقة متناسبة مع الحدث ومتدرجة وحسب الضرورة." وكان قد سبق وتدخل ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة وهو شخصية معتدلة نسبيا في اسرة آل خليفة التي تحكم البحرين منذ أكثر من 200 عام الشهر الماضي في محاولة لإحياء حوار قاطعته المعارضة لأربعة اشهر. والتقى وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن احمد آل خليفة بقادة المعارضة وشخصيات أخرى لكن المحادثات الرسمية لم تستأنف بعد ولا تزال مواقف الجانببن متباعدة فيما يبدو. وقاطعت المعارضة المحادثات بعدما قامت الحكومة بالتحقيق مع اثنين على الأقل من زعمائها بتهم التحريض على العنف. ذلك بينما يزداد القلق من أن يلجأ الشبان الشيعة إلى مزيد من العنف اذا فشل قادة المعارضة الرئيسية في التوصل الى تسوية سياسية من شأنها أن تعطي الشيعة دورا أكبر في الحكومة وتحسن ظروف المعيشة. وتشهد البحرين التي يسكنها 1.7 مليون نسمة اضطرابات منذ بدء الانتفاضة الأصلية. وتقول الحكومة انها نفذت بعض الاصلاحات التي أوصى بها محققون دوليون وأنها مستعدة لمناقشة المزيد من المطالب. ويريد الشيعة تحولا ديمقراطيا أوسع نطاقا يستتبع تشكيل حكومة يختارها برلمان منتخب بدلا من تعيينها من قبل الملك. كما يدعون إلى إنهاء ما يزعمون أنه تمييز ضدهم في الوظائف والسكن والمزايا الأخرى. وتنفي الحكومة أن يكون لديها أي سياسة لتهميش أي فئة.