علمونا معنى الإيثار

علمونا معنى الإيثار

علمونا معنى الإيثار

 العراق اليوم -

علمونا معنى الإيثار

بدر الدين الإدريسي
بقلم: بدر الدين الإدريسي

لطالما اشتكينا في وقت مضى والأزمات الهيكلية قبل المادية تتكالب على كرة القدم الوطنية، ليرتفع دخان من الشك واليأس فيحجب الرؤية المتفائلة، من ندرة النخب الرياضية التي بمقدورها إدارة المنظومة الرياضية بنمطها الحديث، نخب تتقلد المسؤوليات في كل المواقع وتكون لها القدرة على صناعة القرارات الجريئة والصعبة وحتى المؤلمة، بضمير مرتاح وبمنتهى نكران الذات.

وعلى منصة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الني هي الجهاز الرياضي الأكثر استئثارا بأضواء الإعلام، لم نبصر لردح من الزمن قامات تسييرية نستطيع أن نأمن لها في بناء مشهد كروي يكون لسان حال الإحتراف، حتى كاد الرجاء فينا يختنق، إلى أن تقدم لمنصات التسيير كفاءات علمية وخبرات إنسانية ونماذج حية للشغف الرياضي الذي هو رأسمال لا مادي لا غنى عنه لصناعة مسؤول رياضي بالمواصفات الإحترافية.

مسؤولون يأتون من نواديهم لجامعة كرة القدم، ولا يجدون ضيرا في التضحية بمصالح نواديهم إنتصارا لمصلحة كرة القدم الوطنية، مسؤولون يؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة، مسؤولون لا يضيقون زاوية الرؤية فلا ترى أعينهم إلا ما ينتصر لنرجسيتهم ونزواتهم ومصالحهم الشخصية، هذه العينة من المسؤولين هي التي تحتاجها كرة القدم الوطنية في زمنها الإستراتيجي والمفصلي والذي سيكون حاسما في تقرير المستقبل القريب للمشروع الإحترافي، وأعتقد أننا بدأنا نجدها.

كان عبد الرحمن البكاوي المسؤول عن محنة، قبل لجنة البرمجة داخل العصبة الوطنية لكرة القدم الإحترافية، أمام خيار وحيد ولا محيد عنه، هو إسدال الستار على البطولة الإحترافية الوطنية الأولى يوم الأحد القادم، خضوعا لمسطرة «الفيفا» التي وجهت كل الإتحادات الوطنية لإنهاء بطولاتها المحلية يوم 20 ماي على أبعد تقدير، لتمكين اللاعبين من التوجه نحو منتخباتهم الوطنية للتحضير لنهائيات كأس العالم، وأمكنني أن أقدر الهم والمعاناة الكبيرين للبكاوي لفرز الخيوط المتشابكة وللوصول بالبطولة الأحترافية إلى خاتمتها الطبيعية من دون المساس بمبدإ تكافؤ الفرص.

وما كان البكاوي ليوفق في ذلك لولا التنازلات بل والإيثار الذي تحلى به بعض رؤساء الأندية، وفي مقدمتهم حمزة الحجوي رئيس الفتح، الذي وقع تحت إكراهين، أولهما المشاركة في الدور التمهيدي للبطولة العربية للأندية بالسعودية الذي ينطلق اليوم الخميس، وثانيهما عدم التخلف عن المباراة الختامية للبطولة الإحترافية التي تضع الفتح في مواجهة سريع وادي زم الأحد القادم والتي ينافس الفتح من خلالها على بطاقة إفريقية، وقد اختار أن يكون حاضرا في الموعدين، مسترخصا ما يجلبه ذلك من متاعب نفسية ومالية، ومقدما نموذجا للمسير الذي يساهم في صناعة الحلول وإنتاج البدائل لا المسير الذي يستغل طارئا كهذا، لينصب أمام الرأي العام حائطا للمبكي وينتج خطابا محشوا بعبارات التشكي والتآمر.

وحتما ستذكر كرة القدم الوطنية للفتح الرباطي مواقفه واحترافيته وانتصاره أولا لمصلحة كرة القدم الوطنية، ومعه سنحمد الله أن الزمن الكروي المغربي الذي ظنناه عقيما لا يلد إلا الوهم والألم، جاد علينا بمسيرين يمكن أن يتحالفوا في ما بينهم ليحيطوا كرة القدم الوطنية بسياج العلم والمعرفة والخبرة ونكران الذات، وليؤسسوا للمستقبل القريب الذي لن يكون فيه بعد مكانا للغوغائيين والمرتزقة وصانعي الأزمات.   

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علمونا معنى الإيثار علمونا معنى الإيثار



GMT 10:03 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

ماذا لو رحل رونار؟

GMT 08:38 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

6 متغيرات في بطولة كأس العالم روسيا 2018

GMT 08:50 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

الربيع الكروي لمونديال روسيا

GMT 16:27 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

الفريق الوطني وسؤال المستقبل

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:54 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

تعرف على "أهل الدثور" وأسباب دخول الجنة

GMT 10:07 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

Incredible Things عطر ساحر من نفحات الأخشاب الطبيعية

GMT 18:46 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

صلاح يفك عقدة لازمته منذ 2014 في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 21:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"كلام ستات" يناقش مبادرة "بدّلها بفضة" لتسهيل الزواج

GMT 02:06 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفخم الفنادق في مدينة هونغ كونغ الصينية

GMT 04:13 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

"ديكورات" مشرقة في شقّة جون بون جوفي الـ"دوبلكس"

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أبوالفتوح تكشف فوائد تناول الردة خلال الوجبات

GMT 03:36 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تناول المكسرات يساعد على استقرار مستويات السكر

GMT 01:21 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

شاكيرا تستعد لإحياء حفلة غنائية في إسرائيل

GMT 22:07 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سائق حافلة ركاب في إسبانيا يرفض صعود منقبة للحافلة

GMT 00:14 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الجمعة

GMT 05:14 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعاون "فوكس" و" ديزني" يكشف عن تقاعد "مردوخ" أم خطة جديدة

GMT 12:17 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاح استئصال ورم من بطن سيدة في جازان وزنه 5 كيلو جرام

GMT 07:35 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

سلام العمري تبدع في صناعة الشموع بطرق مختلفة جذابة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq