الدرس الألماني

الدرس الألماني

الدرس الألماني

 العراق اليوم -

الدرس الألماني

بقلم : منعم بلمقدم

نحتاج على مايبدو قرونا أخرى كي نلحق بركب قوم سنوا لأنفسهم مبدءا يقوم على الفضيلة والأخلاق، وخاصة إقامة ميزان العدل.. والشعب الألماني لربما كان أكثر من يجسد هذه الخصال فوق هذه الأرض.

شعرة واحدة فقط تكفي لتقود لمقارنات بحجم الجبال، بين من يربط المسؤولية بالمحاسبة الحقيقية وبين من يترك حبل الفوضى والفتنة على الغارب ..ولعل ما قام به مسؤولو فريق شالك الألماني مع حمزة منديل هو درس مجاني لكنه بوقع كبير فيه من المرارة والشعور بوخز الضمير الشيء الكثير.

كارل هاينز هايدل المدير الرياضي لهذا الفريق الألماني، لم يترك فرصة لمنديل كي يرتاح وأخبره وهو يصل المطار عائدا من جزر القمر أنه سيكون في ضيافة لجنة تأديبية، ستسائله ليس على سلوك طائش أو سياقة متهورة أو عربذة بالشارع العام، وهي أمور تتكرر كل يوم هنا ولا أحد يحرك الساكن، بل قرر مساءلته على كلمة كتبها بالدارجة عبر صفحته على أنستغرام، والطامة الكبرى أن المقصود بها لم يكن مشجعا ألمانيا ولا مناصرا لشالك وإنما مشجع للفريق الوطني.

الألمان  بجديتهم التي أكسبتهم تقدير العالم، لم يعيروا اهتماما لاعتذار منديل، لأنهم يدركون أن البصقة حين تخرج من الفم لا يمكن أن تعيدها إليه، لذلك قررت اللجنة الألمانية تأديب لاعب مغربي علي سبه مشجع مغربي.

الألمان أيضا حين يختارون لاعبا للتوقيع معه، فإنهم يراقبون حركاته وسكناته، وحتى نشاطه في عالمه الإفتراضي بل ويلزمونه بشروط اللباقة وعدم تجاوز الخطوط الأخلاقية المسموح بها مهما بلغت درجة الإستفزاز الممكن أن يتعرض لها، لأن المشجع عندهم دائما على حق كما هو حال الزبون.

المخزي في هذه الخطوة الألمانية أنها ليست درسا موجها لمنديل فحسب، بل درس للمسؤولين عن الكرة عندنا الذين لا يعيرون للمناصر إهتماما، كما لا يشكلون لجانا تتولى التهذيب والتأديب لمن يزيغ من اللاعبين عن الصف.

قبل منديل ساءل مسؤولو نفس الفريق اللاعب أمين حارث عن ظروف حادث السير الذي تورط فيه، وحقيقة ما راج بخصوص هذا الموضوع وخصوا اللاعب بمعالج نفساني ليتجاوز صدمة الحادث.

في حالة اللاعبين معا وخاصة منديل، كان الأجدر أن تتحرك الجامعة فور تدوين التغريدة المقززة لمعاقبته بل وحرمانه من اللعب في المباراة التالية، كما كان يجدر برونار الذي يسكن في أنستغرام أن يعلن نفسه مربيا ويعاقب لاعبه المدلل على إساءة  لا تليق بقيمة القميص الذي يحمله.

الدرس الألماني يحيلنا لوقائع عاشها عدد من لاعبي المنتخب الوطني دون حراك أو تدخل، ولعلكم تذكرون شهادة. هيفتي الذي تحدث عن مراقبة لاعبي الفريق الوطني في أروق الفنادق واعترافه بتناولهم الشيشة في زمن ما.

تذكرون حادث حرق سجاد أحد الفنادق بماربيا في غرفة كان يتواجد فيها تاعرابت والشماخ بسبب جمر الشيشا ولاأحد تحرك.

تذكرون ظهور لاعبين يتعاطوا الشيشة في فندق بمراكش، فأدى العرابي وحده الفاتورة في وقت أفلت فيه بوطيب صاحب «السناب» ليدافع عنه العميد بعطية في حواره مع السيباوي عبر الجزيرة ويصف ما حدث بالحرية الشخصية.

تذكرون يوم نادى جمهور أكادير وهتف باسم زياش وكيف تلفظ اللاعبان درار وبلهندة بالسوء في حقهم ودافع عنهما رونار ولم يعرض أي منهما على لجنة تهذب الأخلاف وتؤدب اللاعبين.

فقط نذكر أن التحرك كان يوم تورط بعض لاعبي منتخب الشبان في مقطع مصور وهم يتناولون الشيشا فتم توقيفهم، لأن ميزان العدل فيه مكيال أعوج لا يحمل الصنع الألماني يستقوي فقط على الأشبال ويمنح الأسود حصانة الغابة...

 

عن صحيفة المنتخب المغربية

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدرس الألماني الدرس الألماني



GMT 10:57 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

الاتحاد «بخروه» من «العين» القاتلة

GMT 17:28 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

رئيس النصر خارق اللوائح

GMT 09:34 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد.. أسهل ديربي للأهلي

GMT 06:15 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 09:32 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«بلنتيات» الهلال وأمرابط النصر

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:54 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

تعرف على "أهل الدثور" وأسباب دخول الجنة

GMT 10:07 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

Incredible Things عطر ساحر من نفحات الأخشاب الطبيعية

GMT 18:46 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

صلاح يفك عقدة لازمته منذ 2014 في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 21:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"كلام ستات" يناقش مبادرة "بدّلها بفضة" لتسهيل الزواج

GMT 02:06 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفخم الفنادق في مدينة هونغ كونغ الصينية

GMT 04:13 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

"ديكورات" مشرقة في شقّة جون بون جوفي الـ"دوبلكس"

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أبوالفتوح تكشف فوائد تناول الردة خلال الوجبات

GMT 03:36 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تناول المكسرات يساعد على استقرار مستويات السكر

GMT 01:21 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

شاكيرا تستعد لإحياء حفلة غنائية في إسرائيل

GMT 22:07 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سائق حافلة ركاب في إسبانيا يرفض صعود منقبة للحافلة

GMT 00:14 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الجمعة

GMT 05:14 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعاون "فوكس" و" ديزني" يكشف عن تقاعد "مردوخ" أم خطة جديدة

GMT 12:17 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاح استئصال ورم من بطن سيدة في جازان وزنه 5 كيلو جرام

GMT 07:35 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

سلام العمري تبدع في صناعة الشموع بطرق مختلفة جذابة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq