لائحة عادلة أم ظالمة

لائحة عادلة أم ظالمة؟

لائحة عادلة أم ظالمة؟

 العراق اليوم -

لائحة عادلة أم ظالمة

بدر الدين الإدريسي
بقلم - بدر الدين الإدريسي

ما كان هيرفي رونار بحاجة لأن يطلعنا على لائحته الموسعة ويفتح الكثير من الهوامش للتخمين والإستقراء وحتى التعليق قبل أن تنزل اللائحة النهائية لائحة 23ُ لاعبا والتي يضبطها بحسب أنظمة الفيفا سقف زمني ما زلنا بعيدين عنه.
لم يرد الناخب الوطني ليدخلنا سوقا ترتفع فيه أصوات الجدل والمجادلة، ولا أن يطيل بنا الوقوف عند عتبات الحدس لما ستكون عليه لائحة من قادهم حبل الثقة الوثيق مع هيرفي رونار ومن قادهم الحظ ليسعدوا بين أبناء جيلهم، بأن ينتموا للكومندو الذي سيحمل على عاتقه مسؤولية تمثيل كرة القدم الوطنية في نهائيات كأس العالم بروسيا، حيث سيذكر جميعنا ما كان في الزمن الجميل، وما المغاربة متلهفون إليه، أن يصل هذا الجيل الحاضر بالأمس القريب.
من دون إطالة للإثارة وحرق للأعصاب، قرر هيرفي رونار أن يكشف لنا كمغاربة عن اللائحة النهائية، أياما قبل انقضاء الآجال الزمنية المخصصة لها، برغم أنه كانت له لائحته الموسعة التي أخبرت بها الفيفا وأخبرت بها الأندية المعنية، وما فعل ذلك إلا لأنه واثق من اختياراته، مطمئن إلى القواعد الذهبية التي يقوم عليها الإختيار، ولأنه وهذا هو المهم يريد من لاعبيه 26، بمن فيهم العناصر الثلاثة الإحتياطية والتي تجتمع في خاصية أنها عماد المستقبل القريب، أن تدخل من الآن وقبل أيام من بداية المعسكر التحضيري الأول بسويسرا، في حالة من التركيز الذهني الشديد، من دون أن ينازع بعضها في هذا التركيز، شك من حضورها في اللائحة النهائية.
هذه الآلية التي اعتمدها رونار تعكس في واقع الحال الدرجة التي بلغها رونار من الإيمان، بأن هذه هي العناصر التي تستحق بإعمال كل المعايير الفنية والرياضية وحتى الإنسانية، أن تحمل أمانة الحضور الفاعل والقوي في المسرح المونديالي، وهذا الإيمان تترجمه أيضا الثوابت الكبرى لفكر ومنهج عمل هيرفي رونار، والتي من دون استحضارها لا يمكن أن نعلل بطريقة موضوعية كل هذه الإختيارات.
لنقل بمطلق الأمانة والموضوعية أيضا أن لائحة 23 لاعبا التي كشف عنها رونار، يطبعها الكثير من التناغم ويسودها الكثير من التناسق وتتطابق مع روح وجوهر وقاعدة الإختيارات، فإن انبنت الإختيارات على الجاهزية الكاملة البدنية والتكتيكية كانت اللائحة منطقية للغاية، وإن تأسست الإختيارات على التنافسية، باعتبارها الضامن الوحيد لربح رهان التنافس في المستويات العالية جدا، قلنا أن نسبة عالية جدا منها، تتوافق مع جوهر ومضمون هذا المعيار، وإن تعلق الأمر بالتكامل والمرجعية التكتيكية والإستجابة الكاملة لروح المجموعة عثرنا على كثير مما يدل على حضور هذا الأساس التكتيكي المحض.
قطعا كان هناك لاعبون مظلومون، أسقطوا من اللائحة بلا أدنى قصدية أو عمدية، ولعلكم سمعتم كل الناخبين الوطنيين وهم يرددون في كل مرة يكرهون على وضع لوائح للمنافسات المونديالية أو القارية، أن اللوائح ليست عادلة بالمطلق كما أنها ليست ظالمة بالمطلق، لذلك سنجد أن من اللاعبين الذين سقطوا من لائحة رونار، من خدعتهم تنافسيتهم أو من أقصتهم المفاضلة على مستوى بعض المعايير (بوفال واليميق وأزارو مثلا)، إلا أنني في مقابل ذلك أجزم أنه لا يوجد في اللائحة من لا يتطابق مع المعايير الثلاثة التي يضعها كل الناخبين أساسا للإختيار، ليكون عادلا وشفافا مع تمايز في درجة الإنصياع لهذا المعيار أو ذاك.
ولأن رونار وهو يحصي الأيام وهي تتعاقب ويرقب مشهد البطولات الأوربية وهو يطوي جولاته، قد وقع بين الحيرة واليقين، الحيرة في الإختيار على مستوى بعض مراكز اللعب، لوجود وفرة نوعية (الأروقة مثلا)، واليقين من العناصر التي تكون النواة الصلبة التي لم يتزحزح إزاءها ولا خرج عنها، فإنه عند الكشف والتبليغ عن التشكيل المونديالي النهائي، ما رأى حاجة لأن يأتي إلى الصحافة الوطنية ليبلغها قواعد الإختيار وهي على بينة منها، أو ليقول لها لماذا فضل هذا اللاعب على ذاك، وهي مدركة ومطلعة جيدا على أسباب المفاضلة.
إلا أن ما يحتاجه الرأي العام الوطني، هو أن يعرف من خلال صحافته، ما الإستراتيجية التي يضعها اليوم هيرفي رونار للمشاركة المغربية الخامسة في نهائيات كأس العالم؟ وما هو سقف الطموح في مونديال روسيا؟ وبأي أسلحة سيقاتل داخل مجموعة نارية تتواجد فيها مدارس كروية عريقة، بل وبينها من هي مرشحة لأن تجلس على عرش كرة القدم العالمية وحيازة اللقب العالمي؟
نجزم بموضوعية الإختيارات وتناسقها بل واستجابتها بالكامل للمعايير المعتمدة، ولا نملك إزاء هذا كله إلا أن نسأل لفريقنا الوطني التوفيق ليكون في مستوى الإنتظارات وما أكثرها.

 

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لائحة عادلة أم ظالمة لائحة عادلة أم ظالمة



GMT 06:15 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 10:44 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

لا تأكلوا الثوم بفمه

GMT 10:02 2018 الخميس ,13 أيلول / سبتمبر

قلوب السباع

GMT 13:14 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

خيارات رونار...

GMT 11:11 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

غياب رونار الغير مبرر…

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 06:43 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تعلن التحول للطاقة البديلة بحلول عام 2050

GMT 00:58 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أحدث تصميمات ديكورات حدائق المنزل العصرية

GMT 11:09 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

بريطانية منعت الماء منذ 20 عامًا عن شعرها الطويل

GMT 09:20 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

بطلة فنون قتالية تُلقّن لصًا درسًا لن ينساه في البرازيل

GMT 14:15 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البولندي كوبيستا يعود لسباقات فورمولا-1 في 2019 من بوابة ويليامز

GMT 15:36 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السويسري شاكيري يكشف سبب رحيله عن بايرن ميونخ

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

شاكر يؤكّد تنفيذ مصر أوّل محطة نووية في الضبعة

GMT 08:13 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إندونيسيا تعلن تحطم طائرة ركاب في بحر جاوة

GMT 02:55 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على 6 محطات مهمة فى حياة الأميرة شيوه كار

GMT 12:03 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فرحة الأبطال

GMT 07:47 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اخطفي الأضواء هذا الموسم بظلال العيون البراقة

GMT 06:47 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي طريقة وضع مكياجك من النجمات اللبنانيات

GMT 06:23 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

نوال الزغبي تتألق بفستان فضي في أحدث حفلاتها
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq