غيث حمّور
مع الانتشار الواسع للدراما التركية المدبلجة (للعربية) في السنوات العشرة الأخيرة، تكاثرت الأسئلة حول ماهية هذه الدراما؟، وماذا تقدم؟، وسبب إقبال العرب على مشاهدتها؟، المختصون انتقدوها، المثقفون اعتبروها منخفضة المستوى، والدراميون اتجهوا لاعتبارها سطحية وساذجة.
هذا النوع الدرامي الجديد على الساحة العربية (ونقصد هنا التركية) اقتحم بشكل واسع الشاشات العربية، وحجز جزءًا أساسيًا من ساعات البث الفضائي على كبرى القنوات طيلة العام.
ورغم حالة الاهتمام بهذه النوع، فإن الدراما العربية مازالت تشغل المشاهد في كل موسم رمضاني، فتتوقف الشاشات العربية عن بث (التركي)، وتغيّر الموجة إلى الأعمال العربية وخاصة (السورية والمصرية منها).
وحينها انبهار المشاهد العربي بالألوان والأشكال والديكورات، ومن ثم العلاقات (الحب، والجنس) الموجودة في الدراما التركية، سيزول مع حلول الموسم الرمضاني، وسيعتقد (هذا المشاهد) أن ما يقدمه القائمون على الدراما العربية هو قمة في الأداء والحرفية والمهنية خاصة على صعيد القضايا والطروحات والحبكات مقارنة مع ما كان يشاهده في الدراما التركية طيلة العام.
المفارقة تأتي عندما يتابع نفس المشاهد نوعاً آخر من الدراما، وهو (الأمريكية)، بحرفيتها وتفرّدها وأفكارها وحبكاتها وأداء ممثليها وإخراجها وسيدرك مباشرة أنا ما يقدمه القائمون على الدراما العربية والتركية على حد سواء لا يرقى لأن يسمى (دراما) في الأساس.
فالمشاهد العربي (رغم أن عدد كبير من الأعمال الأمريكية بعيدة عن مجتمعه وطريقة حياته على مستوى الحبكة والقصة والطروحات والأشكال والعلاقات) فإنه يدرك أن الفن الدرامي بحاجة لتكامل على كافة المستويات، ويجد أن (الأشكال) في التركي لا تكفي، و(الطروحات) في العربي لا تكفي أيضاً، وأن العملية الدرامية يجب أن تكون متكاملة على كافة المستويات.