ربي يقوي عزايمك يا يمه

ربي يقوي عزايمك يا يمه ...

ربي يقوي عزايمك يا يمه ...

 العراق اليوم -

ربي يقوي عزايمك يا يمه

بقلم : علي حياصات

 منذ أيام وانا انتظر ان تطلب مني أمي أن اشتري لها مستلزمات صنع المعمول ..السميد ..وحبات الجوز والعجوة... .. في كل ليلة اتحدث امام امي عن روعة المعمول ..وايهما أطيب طعما....وكيف يصنع المعمول ..لعلي احرك في قلبها ما سكن ..لعلي اجعل الذاكرة في ذهن امي ترتج..وتتذكر عمل المعمول ..واستعدادات العيد ..وتطالبني بمستلزمات المعمول .. اليوم نادتني امي ...ففرخت ..وقلت الان ..... قالت لي ...لاتنسَ اغراض العيد ففرحت بأن ذاكرة الفرح عادت من جديد ...او لم تخُن ذهن امي الذاكرة ..لايام العيد ولكنها ذكرتني بالقهوة السادة وحبات الهيل .. لملمت كل شجاعتي..وقررت أن اطرح سؤالي عليها .. متى راح تسوي معمول ..

يوم أمس القيت سؤالي وانا منشغل بحبات المسبحة التي ترتديها يداها ليلا ونهارا وهي خير شاهد على دعوتها لنا واستغفارها ... ...وعن من هم تحت التراب في عليين ان شاء الله .. سالتها ....متى بدك تسوي معمول ... لكن جوابها صدمني...وشعرت بأن الدنيا حملتني وقذفتني في يباب البحر ..تعرقت ونزلت حبات العرق من جبيني بكاء ووجعا قالت لي ..."يمه المعمول بده عزايم..بده نواجد ".. لم اعرف يوما أن العزايم تفتر من الوجع ومع سنوات العمر ومع شقي الأمومة وتربيتنا وسهر الليالي على راحتنا .. لم اعرف ان العزايم تنزف من بين أصابع امي .. مازلت أذكر ايام ما قبل العيد ..كيف نغوص جميعنا في عجينة المعمول ..وكيف نلعق اصابعنا بما علق فيها من عجوة ...وكيف نسمع طرق قوالب الخشب المعمول على المفرمة او سدر الألمنيوم.

ولا زلت اذكر كيف نستعير ونتبادل مع جاراتنا قوالب المعمول ...كيف نميز النقاشات في القالب ..فلكل بيت له نقشة .. حتى سميت قوالب المعمول باسماء أمهات الحي ...وضاع اسم الوردة والنقشة.. لقد أدركت يا امي معنى العزايم ..ومعنى النواجد التي ذابت من بين أصابعك..ونحن السبب ...كيف اتعبنا يديك الطاهرتين ونحن السبب.. مازال عالقا في ذهني كيف هي ليالي العيد ..كيف تكون سعادتنا في ليالي العيد ..وكيف تتباهى أمهات الحي بشكل حبة المعمول .. كيف استنشق عبق شوي الكيك والمعمول من اول الحي ...وصوت هدير الفرن العربي يضج في الطرقات .. أدركت يا امي ان الزمن قد وانتصر على عزايمك..واتعب نواجدك.... أدركت أن الرجفة التي على أطراف أصابعك...وعلى قدميك التي تحتهما الجنة ..ترتجفان ...تعبا ...من قلة العزايم وادركت ان العكاز والوكر خدعة من الاطباء للمحافظة على ما تبقى من العزايم أدركت كم كبرت يا امي ولم نلحظ سنوات العمر لان حبك لنا ..وعطاءك لم يتوقف على الرغم من قلة العزايم . استحي من عزايمك يا يمه ومن نواجدك..ان تعتب علي او ان احرجها اذا ما اشتريت حبات المعمول من المحلات .. اخجل من عزايمك ان تظن اني خنتها بالغيب ...او أن ثقتي بها قد تاهت .. اخجل ان يعاتبني حبك لي ..لاني تخليت عن هذه العزايم ... تاه بي الفكر ..لا اعلم كيف سيكون العيد ..بدون عزايم امي .. ولكن امي اختصرت علي الطريق .. ونادتني .. يمه ..لاتنسَ تجيب لنا معمول من المحل.. عجوة ..وجوز... أدركت حينها..ان امي تعبت ..ومازالت تخاف علي ان احزن..

ولكن عندما سألني ابني ايش يعني العزايم والنواجد ... صمتت طويلا ..ولم اعرف من أين أبدأ... وكيف اشرح له سنوات العمر .. ربي يقوي عزايمك يا يمه

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربي يقوي عزايمك يا يمه ربي يقوي عزايمك يا يمه



GMT 03:21 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

الجريدة بين الورقية والالكترونية

GMT 02:47 2020 الأحد ,26 إبريل / نيسان

انضمام هند جاد لـ "راديو9090" خلال شهر رمضان

GMT 10:35 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إستدارة القمر .. تلويحة

GMT 05:57 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش في الاعلام

GMT 06:46 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تواضعوا قليلا فمهنة الصحافة مهنة مقدسة

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:02 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 13:56 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة: هاني مظهر

GMT 07:16 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الأقمشة المخملية تعود من جديد بتصميمات كلاسيكية جذابة

GMT 05:13 2013 الأحد ,30 حزيران / يونيو

السمر يمتلكون جاذبية وإثارة غير طبيعية

GMT 11:41 2018 السبت ,22 أيلول / سبتمبر

جمالي تهنئ المملكة السعودية بعيدها الوطني ال88

GMT 19:04 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

تغيير نظام صعود برج إيفل يزعج السياح

GMT 09:36 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

أول صورة من حفل زفاف الخليل كوميدي

GMT 00:33 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

أمير الشمالية يشارك ‫أيتام عرعر طعام إفطار رمضان

GMT 17:51 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

شخص يقتل شقيقة زوجته لسبب صادم في مركز مطاي

GMT 09:00 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

بيرين سات تتوجّه إلى لوس أنجلوس لإخفاء حملها

GMT 00:34 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

صابرين تكشف سبب نشاطها في السينما والتلفزيون

GMT 05:09 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

استطلاع يؤكّد أنّه يُنظر إلى ميلانيا ترامب بشكل إيجابي

GMT 16:10 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الكشف عن بند مثير جديد في عقد ليونيل ميسي

GMT 19:51 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رئيس القناة الثالثة يُعلن فصل عزة الحناوي من "ماسبيرو"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq