رجح غابريال صوما، عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، فرض الإدارة الأمريكية عقوبات على الشخصيات التي جاء في تقرير صحيفة النيويورك تايمز الأميركية.
وقال صوما، ان "الإدارة الأميركية، لم تتفاجأ بالتقرير، فالاستخبارات الأمريكية، تعلم الكثير مما جاء في التقرير، وهي لديها التصور والتشخيص للهيمنة الإيرانية في العراق، ولهذا فالتقرير لم يشكل اي مفاجئة".
وبين انه "من غير المستبعد ان تفرض الإدارة الأمريكية عقوبات على الشخصيات التي جاء ذكرها في تقرير صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، لكن هي لا تعتمد على ما جاء في التقرير، فهي لديها معلومات اكثر، كما ان التقرير ذكر احداثاً في 2014 و2015، وقانون العقوبات ينفذ بحق الاشخاص بعد صدروه"، مستدركاً "هي تملك معلومات على من ذكرت اسماؤهم وعلاقتهم بالحرس الثوري".
ونشرت صحيفة "النيويرك تايمز" الاميركية يوم الاثنين وثائق سرية مسربة من المخابرات الإيرانية توضح فيه كيف يمارس النظام في طهران السلطة في العراق عبر قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
وتكشف التسريبات غير المسبوقة عن تأثير طهران "الهائل" في العراق، والذي يعرض سنوات من العمل الشاق الذي قام به الجواسيس الإيرانيون لاختيار قادة البلاد، ودفع رواتب الوكلاء العراقيين الذين يعملون من أجل الامريكيين لتبديل مواقفهم والتسلل إلى كل جانب من جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والدينية في العراق.
ووفقاً لإحدى البرقيات الاستخباراتية الإيرانية فإن رئيس الحكومة الحالية عادل عبد المهدي عمل في المنفى عن كثب مع إيران أثناء وجود صدام حسين في السلطة في العراق.
وتشير البرقية إلى أن عبد المهدي كانت له علاقة خاصة مع الحرس الثوري الإيراني عندما كان وزيرا للنفط في عام 2014.
وبحسب الصحيفة فإن أحد كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين حذر من تسنمه المصب الحالي "لكن لا يمكن لأي سياسي عراقي أن يصبح رئيساً للوزراء دون مباركة إيران.
وكان عبد المهدي، عندما حصل على رئاسة الوزراء في عام 2018 ، ينظر إليه كمرشح توفيقي مقبول لدى كل من إيران والولايات المتحدة.
وبحسب الصحيفة فإن تقارير الاستخبارات الإيرانية التي تم تسريبها تؤكد إلى حد كبير ما كان معروفًا بالفعل حول قبضة إيران الحازمة على السياسة العراقية، لكن التقارير تكشف أكثر بكثير مما كان معروفاً في السابق عن مدى استخدام إيران والولايات المتحدة للعراق كمنطقة انطلاق للتجسس.
وسلطت التقارير الضوء على السياسة الداخلية المعقدة للحكومة الإيرانية، حيث تتصارع الفصائل المتنافسة مع العديد من التحديات نفسها التي تواجهها قوات الاحتلال الأمريكية أثناء كفاحها من أجل استقرار العراق بعد غزو الولايات المتحدة.
وتبين الوثائق كيف أن إيران، في كل منعطف تقريبًا، تفوقت على الولايات المتحدة في المنافسة على النفوذ.
ويتألف الأرشيف من مئات التقارير والتسريبات التي كتبها بشكل رئيسي في عامي 2014 و2015 من قبل ضباط وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، الذين كانوا يعملون في الميدان في العراق.
وبحسب الصحيفة فإن اللقاءات العراقية الإيرانية كانت تعقد في الأزقة المظلمة ومراكز التسوق وحفلات عيد الميلاد للتمويه، والوثائق تظهر العمليات الاستخبارية من اجل التقاط صور للجنود الأميركيين وقوات التحالف ضد داعش وهدايا وشراء ذمم وصلت لقيادات أمنية كوردية.
وتبين الصحيفة أن الأرشيف الذي حصلت عليه يتضمن تقارير استخبارية ايرانية كتبت عامي 2014 و2015 من قبل ضبط المخابرات الايرانية يعملون في العراق.
وتقول إحدى التقارير الاستخبارية الايرانية إن رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي "لديه علاقة مقربة" مع إيران.
وتظهر التقارير الاستخبارية الإيرانية أن هدف طهران هو الحفاظ على العراق من الفشل ووقف نمو التشدد السني على الحدود مع إيران ووقف أي حرب أهلية تجعل من الشيعة ضحايا لها ومنع استقلال كوردستان ما يشكل زعزعة لاستقرار المنطقة مع ابقاء العراق دولة تابعة.
وتقول الصحيفة ان إيران استمالت أغلب عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA الذين تركتهم واشنطن خلفها في 2011 والذين كانوا يخشون الانتقام وابلغوا طهران كل ما يعرفونه عن عمليات الـ CIA في العراق.
وقدم العملاء السابقون للـ CIA معلومات لطهران بشأن مواقع الوكالة السرية وأسماء الفنادق التي كان عملاء الوكالة الأجانب ينزلون فيها وتفاصيل عن الأسلحة والتدريب وأسماء العراقيين الذين يعملون لمصلحة الوكالة.
قد يهمك ايضا :
واشنطن تُحذّر إيران عسكريًا عبر الخليج بحُجة الاعتداء على "مواقع سعودية"
الولايات المتحدة الأميركية تدرس إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط
أرسل تعليقك