بقلم - مكرم محمد أحمد
قال الرئيس السودانى عمر البشير للصحفيين عقب محادثاته مع الرئيس السيسى يوم الأحد الماضى (27/1) إن: هناك محاولات لاستنساخ الربيع العربى فى السودان بنفس الشعارات و البرامج و النداءات، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى، تعليقا على الاحتجاجات التى تجرى هناك منذ ديسمبر 2018. وقال أيضا: الإعلام الدولى والإقليمى يحاول التهويل..ولا ندعى عدم وجود مشكلة. والحقيقة أن أنباء ما يجرى اليوم فى الخرطوم وغيرها من المدن فى السودان، تحتل الآن- كما كتبت هنا مرتين فى ذلك الشهر ــ رأس نشرات الأخبار فى الفضائيات العالمية والإقليمية. ويدهش المراقب من التشابه الواضح مثلا بين ذلك الذى يجرى فى السودان الآن، وما حدث منذ ثمانى سنوات فى مصر. فالقوى المعارضة للنظام تنتظم فى الجبهة الوطنية للتغيير! التى تتكون من 22 جماعة سياسية، بعضها قريب للحكومة. غير أنه يبدو ـــ على خلاف ما جرى فى مصر عام 2011ــ أن المشكلات والمتاعب الاقتصادية كانت هى المحرك المباشر لاضطرابات السودان، بعد أن ارتفع سعر رغيف الخبز من جنيه واحد إلى ثلاثة جنيهات، بالإضافة إلى ندرة الدقيق ونقص السيولة النقدية..ووصول نسبة التضخم إلى 70%. فكانت تلك التطورات سببا لخروج الطلاب فى19 ديسمبر 2018 فى مظاهرات وصفت بأنها عفوية وانطلقت من الأقاليم أولا قبل ان تمتد إلى الخرطوم. ثم اكتسبت الاحتجاجات بسرعة بعدها السياسى بتكوين الجبهة الوطنية التى تطالب اليوم بتغيير النظام، فى حين يحذر البعض من الانجرار لمؤامرة خارجية. إن ما يحدث فى السودان هو شأن مصرى بمثل ما هو شأن سودانى، وأتمنى ــ مرة أخرى- أن يحظى السودان بما يستحقه من اهتمام فى الإعلام المصرى والصحافة المصرية، وليحفظ الله شعب السودان الشقيق، ويهديه إلى بر الأمان والاستقرار.