ويبقى الزعيم زعيما

ويبقى الزعيم زعيما!

ويبقى الزعيم زعيما!

 العراق اليوم -

ويبقى الزعيم زعيما

بقلم : مكرم محمد أحمد

تابع المصريون بجميع فئاتهم دون استثناء عيد ميلاد الزعيم عادل إمام، يشاركونه المحبة والود احتفالا بهذه المناسبة التى يراها كل مصرى استحقاقا جديرا بفنان عظيم لم يغب أبدا عن قلوب المصريين، يتمتع بحبهم واحترامهم وتقديرهم الفائق لهذه الموهبة الفذة التى أسعدت شعبها، وكم كان جميلا ووفيا أن يتنافس الجميع فى حب عادل إمام فى احتفالية عيد ميلاده الثمانين الذى لا يزال يتربع على قلوب المصريين بل العرب جميعا، يتابعون على مدى أكثر من نصف قرن الفنان الكبير يسكن قلوب المصريين، يرسم البسمة على وجوه الجميع، الذين يشدهم الأداء الصادق الجميل لهذا الفنان العظيم الذى يكاد يصل أداؤه إلى حد الإعجاز لفرط صدقه وبساطته، ولأنه يصدر عنه مثل فيض لا ينقطع من روح محبة تفيض صدقا، وهو يناقش دون تكلف هموم المصريين ومشكلاتهم محققا المعادلة الصعبة التى تجعل أداء الزعيم رغم ذروته الفنية العالية نوعا من فيض العطاء الذى يخلو تماما من مهنة التمثيل، وما من شك أن الفنان الكبير عادل إمام قد استشعر سعادة غامرة وهو يتابع مظاهر الحب التى أحاطته من جانب كل فئات المصريين الذين يكنون حبا كبيرا لكل الشخصيات التى جسدها عادل إمام. وعادل إمام ـ فضلاً عن أدائه السلس الذى يصدر عن فيض داخلى ـ فنان شجاع صاحب موقف، وما من فنان فى العالم أجمع جسد شخصية المتطرف وأخلاقياته المظهرية الكاذبة ونفاقه وسلوكياته المتناقضة مثل عادل إمام، ولا أزال أذكر حماسه الشديد عندما اقترحت عليه أن يذهب إلى أسيوط ويعتلى خشبة المسرح هناك ليضرب التطرف فى عُقر داره، وكان اللواء محمد عبد الحليم موسى وقتها محافظا لأسيوط، وكان أكثر المتحمسين لذهاب عادل إمام إلى أسيوط وصعود خشبة المسرح هناك كى يجسد شخصية المتطرف، وأكد للرئيس حسنى مبارك الذى تحمس لذهاب عادل إمام إلى أسيوط مسئوليته الكاملة عن أمن عادل إمام فى أسيوط وضمان صعوده خشبة المسرح فى جو آمن يحفظ حياته ليكشف أبعاد شخصية الإرهابى، ولأن المهندس نجيب ساويرس واحد من أكثر المهتمين بفن عادل إمام، فإننى أقترح عليه أن يتبنى مشروعا لإقامة تمثال لعادل إمام يعرض بعد عمر طويل، يكون مكانه المفضل مدخل أرض المعارض، يصور عادل إمام واقفا على الأرض فى مواجهة تمثال سعد زغلول، يصوره لنا ليس زعيماً سياسيا، أو مجرد شخصية عامة، ولكن أستاذا للكوميديا المصرية التى لفرط عظمتها فى عصره تكاد تخلو من أى أداء تمثيلى، وأظن أن لعادل إمام فى نفوس الشعب المصرى مكانة خاصة جعلتهم يخصونه وحده بلقب الزعيم وهى مكانة شعبية لا تقل أهمية عن مكانة أى زعيم سياسى. عادل إمام يستحق مثل هذا التكريم، لأنه ما من مثيل لعادل إمام الذى تربع على عرش الكوميديا المصرية لأكثر من 40 عاما، وما من ممثل على امتداد تاريخ مصر استطاع أن يضحك أربعة أجيال متتابعة مختلفة الأذواق والرؤية، أو يؤدى بذات البراعة كل ألوان فن التمثيل على تنوعه الشديد بين الدراما والكوميدى، وصدق أشرف زكى نقيب الممثلين عندما وصف عادل إمام بأنه الأستاذ العملاق وزير خارجية الفن المصرى، وما يزيد من جمال عادل إمام واستحقاقه المشروع هذا الإجماع الكبير من جانب كل الفنانين المصريين والعرب على محبة وتقدير الزعيم الذى يكاد يكون مثالا نادرا للأب ورب الأسرة الوفى، وصدق شريف عامر وهو يعتبر عادل إمام قوة عظمى ناعمة، وقد يكون أصدق ما كتب عن عادل إمام ما كتبه عادل إمام نفسه من أن أجيالا تروح وأجيالاً تأتى ونجوما تظهر ونجوما تختفى، وتتغير على مدى السنوات الأذواق وتتبدل الأحوال، ويبقى الزعيم زعيما. إن ما فعله عادل إمام فى حربه على التطرف يفوق كثيرا ما فعلته مؤسسات كبرى أمنية وإعلامية، وأظن أن أثره لا يزال باقيا، وسوف يستمر فى نشر ثقافة مميزة ذكية حاربت التطرف بذكاء وبراعة، ونجحت فى أن تجعل من المتطرف مثالاً يدعو إلى السخرية والازدراء دون خطابة رنانة أو شعارات محفوظة أو خطب منبرية.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ويبقى الزعيم زعيما ويبقى الزعيم زعيما



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:54 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

تعرف على "أهل الدثور" وأسباب دخول الجنة

GMT 10:07 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

Incredible Things عطر ساحر من نفحات الأخشاب الطبيعية

GMT 18:46 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

صلاح يفك عقدة لازمته منذ 2014 في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 21:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"كلام ستات" يناقش مبادرة "بدّلها بفضة" لتسهيل الزواج

GMT 02:06 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفخم الفنادق في مدينة هونغ كونغ الصينية

GMT 04:13 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

"ديكورات" مشرقة في شقّة جون بون جوفي الـ"دوبلكس"

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أبوالفتوح تكشف فوائد تناول الردة خلال الوجبات

GMT 03:36 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تناول المكسرات يساعد على استقرار مستويات السكر

GMT 01:21 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

شاكيرا تستعد لإحياء حفلة غنائية في إسرائيل

GMT 22:07 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سائق حافلة ركاب في إسبانيا يرفض صعود منقبة للحافلة

GMT 00:14 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الجمعة

GMT 05:14 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعاون "فوكس" و" ديزني" يكشف عن تقاعد "مردوخ" أم خطة جديدة

GMT 12:17 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاح استئصال ورم من بطن سيدة في جازان وزنه 5 كيلو جرام

GMT 07:35 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

سلام العمري تبدع في صناعة الشموع بطرق مختلفة جذابة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq