من يملأ الفراغ

من يملأ الفراغ؟

من يملأ الفراغ؟

 العراق اليوم -

من يملأ الفراغ

وحيد عبدالمجيد
بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

 ليس الكتاب السنوى «أفق»، الذى أصدرته مؤسسة الفكر العربى بمناسبة الدورة السادسة عشرة لمؤتمرها «فكر 16»، إلا واحداً من مؤشرات كثيرة تدل على الحاجة إلى بذل جهود كبيرة لملء فراغ فكرى يزداد أفقياً ورأسياً فى ظل جفاف معظم ينابيع الفكر فى العالم العربى.

فرض تغير الظروف، خاصة بعد ثورة الاتصالات وآثارها المجتمعية الفادحة، والصعوبات المالية، توقف مطبوعات فكرية راقية أسهمت فى مساعى بُذلت من أجل فتح آفاق أرحب أمام العقل العربى الذى يضيق ويذبل.

يتناول كتاب «أفق» السنوى، قضية النموذج الثقافى، سعياً إلى إجابات عن سؤال يبدو معبراً عن طموح بالغ مشوب بشيء من الخيال، عن مدى وجود امكانات لتطوير نموذج ثقافى عربى فى مرحلة التحول التى يعيشها العالم الآن.

يدل الاستغراب الذى يثيره السؤال على مدى الوهن الذى أصاب العقل العربى إلى حد يجعل السعى إلى ملء الفراغ الفكرى مهمة كبرى يتطلب التصدى لها شجاعة وإقداما. وإذا كان كتاب «أفق» السنوى أثار السؤال الدال على مدى خطر هذا الفراغ، فالنشرة الشهرية التى تحمل الاسم نفسه تعد محاولة جادة لملء مساحة فيه مهما كانت صغيرة. تتضمن هذه النشرة عدداً من المقالات الفكرية التى تشتد الحاجة إلى مثلها رغم أن كثيرين يرونها نخبوية تخاطب قلة محدودة.

غير أن هذه القلة صارت فى أمس الحاجة إلى محاولات مماثلة لملء ما يتيسر من مساحات الفراغ الفكرى المترامية الأطراف، لكى يستطيع مثقفون قابضون على جمر التفكير الجاد المنهجى علمياً وفكرياً وفلسفياً أن يعبروا عن أفكارهم، ويتواصلوا على نحو قد يوفر فى وقت ما الأساس اللازم لنهضة معرفية لا يتحقق تقدم حقيقى فى غيابها.

وربما يفيد كتاب «أفق» السنوى فى السعى إلى تحديد نقطة البداية التى يتعين الانطلاق منها، ويختلف المعنيون بملء الفراغ الفكرى بشأنها، إذا تأملنا ما يتضمنه من إسهامات حول «البارادايم» Paradigm الثقافى بما يعنيه من اتجاه رئيسى فى التطور الفكرى، أو نموذج قياسى أو نمط عام لهذا التطور، فى ضوء المستجدات المعرفية فى العالم، وفى ظل الحالة العربية التى تفرض البحث عن سبل لملء الفراغ الفكرى الآخذ فى التوسع، بمقدار ما تدفع إلى الإحباط الذى يُضعف العزائم، ويوهن الهمم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يملأ الفراغ من يملأ الفراغ



GMT 07:52 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إلغاء منح الجنسية

GMT 04:13 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

مراهنات قاتلة

GMT 03:38 2018 الجمعة ,20 تموز / يوليو

الظاهرة الكرواتية

GMT 04:05 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

ماكرون و"ديوك" فرنسا

GMT 03:31 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

حذاء ذهبى.. مبكر

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 01:01 2018 السبت ,28 تموز / يوليو

رباب يوسف تؤكد أن الطبيعة تجذب السياحية

GMT 21:04 2017 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

سداسي براعم الشباب ينضمون لمعسكرين إعداديين

GMT 14:05 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

إتيكيت حجز الفنادق ومراعاة كافة شروط السكن فيها

GMT 10:13 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتماد إنشاء أكاديميتين للعربية والإنجليزية في نجران

GMT 04:55 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

طريقة عمل مكياج مكتمل ومثالي بدون "كريم أساس"

GMT 23:49 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

تسريب أول صورة لـ"لكزس ES 2019" الجديدة كليا

GMT 21:54 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

معتز هوساوي يوضح أسباب الخسارة من النصر

GMT 01:18 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

رباح يؤكد أن محاولات تصفية القضية الفلسطينية فاشلة

GMT 01:35 2016 الأربعاء ,20 إبريل / نيسان

الليمون علاج سحري للكثير من مشكلات البشرة

GMT 15:06 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحجار الياقوت الثمينة تُغلف عطر مايكل كورس الجديد
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq