صباح الخير أيها الهلع

صباح الخير أيها الهلع

صباح الخير أيها الهلع

 العراق اليوم -

صباح الخير أيها الهلع

بقلم : إنعام كجه جي
بقلم : إنعام كجه جي

لست من «الفسابكة» المحترفين. وإلى جانب المجاملات، حدث أن كتبت في «فيسبوك»، قبل أيام، عن سيدة فرنسية سبعينية كانت تسبقني عند صندوق الدفع في «السوبر ماركت». وبينما يتخاطف الناس عبوات القهوة والمعلبات والأطعمة الجافة، كانت سلة مشترياتها ملأى بمراهم تطرية الجلد وأصباغ الشعر ومستحضرات التجميل. ابتسمت لها وبدورها ابتسمت لي. قالت: «أموت حلوة على الأقل». ومنذ لحظة نشر أسطري الخمسة وحتى الساعة وصلتني أكثر من خمسة آلاف علامة إعجاب. رقم لم أحصل على عشر أعشاره من قبل. ما الذي فعله بنا «كورونا»؟ لولا تحريم الاقتراب والعناق، بأمر الحكومة، لعانقت تلك السيدة تقديراً لجمال معنوياتها.
المعنويات هي السلعة رقم واحد التي نحتاجها في هذه المحنة، قبل الخبز وبعد الصابون. ولطرد الهلع، صارت مواقع التواصل تمطر نكات وتسجيلات وصوراً عن «كورونا». ومن أطرفها توصية للنساء: «زوجك ممنوع من مغادرة البيت. كوني لطيفة وطبقي عليه اتفاقية جنيف لمعاملة الأسرى». وأمس توقعت مجلة نسائية فرنسية أن تزداد حالات الطلاق بسبب بقاء الزوجين في البيت، الوجه للوجه. لكن على الأرجح أن ترتفع معدلات المواليد آخر السنة.
بموازاة خفاف الروح، هناك الثقلاء الذين تفتقت قرائحهم، أو قروحهم، عن خزعبلات يندى لها العقل. وعّاظ وكهنة يستثمرون في تجارة الهلع. يشهرون سيوف الأنبياء في مواجهة جرثومة. وإلى جانب هؤلاء المتخلفين ظهر النصابون المتعلمون الذين يبعثون برسائل إلكترونية يبيعون فيها للبسطاء كمامات وعقاقير لتطهير الأيدي وتصاريح تسمح بالخروج من البيت. والهدف هو استدراج المعلومات الخاصة ببطاقات الائتمان وأرقامها. ويبقى هناك من يقترح عليك رياضات بيتية لطرد التوتر. يوغا وتأملات ولحظات استرخاء مع موسيقى هادئة. تسجيلات لخرير نهر. تغاريد بلابل. حفيف شجر. زهرة افتراضية لعيد الأم.
أوقف شرطي في باريس عاملاً مهاجراً خالف التعليمات ونزل يتريّض مع أطفاله على الرصيف. قال له: «سيدي، خذ أبناءك وعد إلى بيتك». أجاب: «هؤلاء ثلاثة من أبنائي الستة وبيتي غرفتان». عادل إمام كان يقول «إحنا شقتنا أوضة». حتى التلفزيون صار مملاً ولا حديث له سوى «كورونا». فقدت برامج المنوعات رونقها مع منع حضور الجمهور إلى الاستوديو. كل ما يعرض هو إعادة لحلقات قديمة. وهناك المسلسلات البوليسية التي لا ينقطع فيها مجرى الدماء. أحصت باحثة اجتماعية عدد جثث القتلى في الحلقات المعروضة على القنوات بعد ظهيرة يوم واحد. وصلت إلى مائتين وضاع الحساب.
يحسد بعض أهل الأرض غيرهم من سكان المواقع التي لا يمكن لـ«كورونا» أن يبلغها، نظرياً. هناك ثلاثة رواد موجودون في محطة الفضاء العالمية على مبعدة 400 كيلومتر من كوكبنا، لن يعودوا إلينا على متن «سيوز» قبل منتصف الشهر المقبل. وقد يؤجلون عودتهم لحين انجلاء الغمة. وهناك 110 جنود في غواصات نووية على عمق 300 متر في المحيط. و1500 عالم يقيمون في القارة البيضاء، عند القطب الجنوبي. هل سمع شعب الإسكيمو بـ«كورونا»؟
خلال ذلك يتسقط المتفائلون الأخبار المريحة، أنّى كان مصدرها. ومنها أن الشعلة الأولمبية وصلت بالسلامة من اليونان إلى اليابان. ومن المنتظر أن تنطلق من فوكوشيما بعد أيام. واختيرت فوكوشيما لأنها ترمز لتجاوز الكارثة النووية التي وقعت هناك في مثل هذا الشهر من 2011. كارثة تلد كارثة. لهذا يبقى مصير أولمبياد طوكيو مهدداً، ما لم يخمد الفيروس قبل الصيف. وفي نشرة الصباح أن شعبية الرئيس الفرنسي ارتفعت وتجاوزت حاجز الخمسين في المائة للمرة الأولى منذ سنتين. مصائب «كورونا» عند ماكرون فوائد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صباح الخير أيها الهلع صباح الخير أيها الهلع



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:54 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

تعرف على "أهل الدثور" وأسباب دخول الجنة

GMT 10:07 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

Incredible Things عطر ساحر من نفحات الأخشاب الطبيعية

GMT 18:46 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

صلاح يفك عقدة لازمته منذ 2014 في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 21:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"كلام ستات" يناقش مبادرة "بدّلها بفضة" لتسهيل الزواج

GMT 02:06 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفخم الفنادق في مدينة هونغ كونغ الصينية

GMT 04:13 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

"ديكورات" مشرقة في شقّة جون بون جوفي الـ"دوبلكس"

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أبوالفتوح تكشف فوائد تناول الردة خلال الوجبات

GMT 03:36 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تناول المكسرات يساعد على استقرار مستويات السكر

GMT 01:21 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

شاكيرا تستعد لإحياء حفلة غنائية في إسرائيل

GMT 22:07 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سائق حافلة ركاب في إسبانيا يرفض صعود منقبة للحافلة

GMT 00:14 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الجمعة

GMT 05:14 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعاون "فوكس" و" ديزني" يكشف عن تقاعد "مردوخ" أم خطة جديدة

GMT 12:17 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاح استئصال ورم من بطن سيدة في جازان وزنه 5 كيلو جرام

GMT 07:35 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

سلام العمري تبدع في صناعة الشموع بطرق مختلفة جذابة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq