بقلم : مشاري الذايدي
بعد اغتيال العقل المدبّر للمشروع النووي الإيراني، فخري زاده، في عمق إيران، بعملية نوعية لم يعلن عن منفّذيها، انفتح الحديث عن علاقة النظام الإيراني «الخميني» بأسلوب الاغتيالات، المكشوف منها والمطمور.
الاغتيال السياسي والترهيب، شيمة من شيم النظام الإيراني منذ وصول الخميني وتلاميذه لحكم إيران عام 1979، كما كان أسلوباً أيضاً لأنظمة عربية، وإن بدرجة أقل من إيران، مثل أنظمة: صدام والأسد والقذافي.
علّق عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، في حسابه بـ«تويتر»، على ذلك، منتقداً «استظراف» الوزير الإيراني محمد جواد ظريف في الهجوم على السعودية. قال الجبير: «يبدو أن اليأس دفع وزير خارجية إيران السيد جواد ظريف لإلقاء أي لوم على المملكة، واتهامها بتسببها فيما يحدث في إيران... الاغتيالات لا نقرّها بأي شكل من الأشكال وليست من سياسة المملكة، على عكس النظام الإيراني القائم على الاغتيالات حول العالم منذ الثورة التي اختطفها الخميني عام 1979. يمكنك أن تسألنا وتسأل دولاً عديدة وستعرف... بأننا فقدنا العديد من مواطنينا بسبب سلوك إيران الإجرامي وغير القانوني».
هذا أقل وصف للنظام الإيراني الذي يحاول ظريف، فتى نيويورك كما يلقبه أمير طاهري، تجميله، بل إنَّ الجبير نفسه تعرض «لبركات» هذا النظام. وجرّب تلك الشيمة الإيرانية الخمينية شخصياً، وبحكم القضاء الأميركي نفسه.
2011، وقعت محاولة اغتيال عادل الجبير، السفير السعودي بواشنطن - حينها... الوزير لاحقاً - واتضح لدى المحاكم الأميركية لاحقاً أن عملاء إيران في هذه العملية هما: منصور أرباب سيار، حكم عليه بسجن 25 عاماً، وغلام شكوري، ضابط بالحرس الثوري الإيراني.
إيران، حسب تقرير مفصل لـ«العربية نت»، في الفترة من 1989 - 1990 تورطت في اغتيال 4 دبلوماسيين سعوديين في تايلند، هم: عبد الله المالكي، وعبد الله البصري، وفهد الباهلي، وأحمد السيف.
عام 1989، اغتالت عصابات إيرانية بفيينا عبد الرحمن قاسملو زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني ومساعده عبد الله آذر.
1990، اغتيال كاظم رجوي شقيق مسعود رجوي زعيم منظمة مجاهدين خلق.
1991، اغتيال شهبور باختيار آخر رئيس وزراء تحت حكم الشاه ومعه رجل أمن فرنسي وسيدة فرنسية.
2013، كشف تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» عن شبكة من عشرات آلاف العناصر الإيرانية المخابراتية لتخطيط وتنفيذ عمليات الاغتيالات حول العالم. هذا غير حوادث استهداف السفارات والقنصليات والطائرات المدنية، يعني فقط من باب «الإلماع» نذكر هذه العناوين: «احتلال السفارة الأميركية 1979. المعبد اليهودي بيونس آيرس. طائرة لوكربي. تفجير موكب أمير الكويت»... الخ.
إذن، فاغتيال مسؤول البرنامج النووي الإيراني فخري زاده، هو سلوك إيراني صميم، وليس من شيم العرب، خاصة في دول الخليج. الفرق في هذه المرة، هو أن «الطرف المجهول»، وهو ما جعل حكام إيران يجرّبونه بشكل مباشر.