الاكتفاء الذاتي فيه خلاصنا

الاكتفاء الذاتي فيه خلاصنا

الاكتفاء الذاتي فيه خلاصنا

 العراق اليوم -

الاكتفاء الذاتي فيه خلاصنا

بقلم : رائد الهاشمي
بقلم : رائد الهاشمي

مايمرّ به العالم كله اليوم من تداعيات خطيرة في كل قطاعات الحياة نتيجة جائحة كورونا والتي ادّت الى ركود اقتصادي عالمي وانهيارات في اسواق البورصات والأسهم وانخفاض شديد في أسعار النفط العالمي وتوقف شبه تام للطيران والسفر والنقل بين دول العالم وتوقف التجارة الدولية وتوقف شبه تام للقطاع الصناعي وكذلك توقف شبه تام لمعظم مفاصل الحياة والتداعيات مستمرة وتتطور وتتعاظم تدريجياّ يوماّ بعد آخر, ولا يمكن التكهن بدقة عن مستقبل العالم مابعد كورونا وكيف ستكون خارطة العالم السياسية والاقتصادية الجديدة وكيف ستتغير التوازنات العالمية لأن الجائحة مستمرة بحصد الأرواح وبتدمير الاقتصادات في كل دول العالم ولا يمكن معرفة حجم الانهيارات القادمة.

تعلمنا منذ صغرنا ان كل مصيبة او مشكلة تحدث لنا يجب ان نستفيد منها ونعيد حساباتنا فيها لكي نخرج أقوى من قبل ولكي نتمكن من مواجهة ماينتظرنا في المستقبل, ومن هذا المنطلق البسيط يجب ان تفكر كل حكومات العالم بمصائر الشعوب التي تحكمها ومنها حكوماتنا التي ابتلينا بها فيجب التفكير الف مرة بما حدث وسيحدث من جرّاء انتشار كورونا ويجب اعادة كل الحسابات بعد انجلاء الأزمة ان شاءالله والتسلح بنيّة حقيقية للاصلاح الحقيقي واعادة بناء البلد والتخطيط السليم لتحقيق مبدأ مهم جداّ وهو (الاكتفاء الذاتي) ووضعه كهدف حقيقي لسياسة البلد لان (جائحة كورونا) أوضحت لنا حقيقة مهمة جداً بأنه لن يصمد أي بلد أمام مثل هذه التحديات الخطيرة غير البلد المكتفي ذاتياً من كل النواحي وانه لن ينفعك أحد في وقت الشدة الا نفسك لأن الكل منشغل بنفسه, والعراق والحمدلله به من الخيرات والموارد الطبيعية والعوامل الاساسية مايكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي على أكمل وجه ولايحتاج الا النيّة الحقيقية ويحتاج حكومة شريفة للنهوض بالقطاعات الحيوية المهمة مثل الزراعة والصناعة وتربية الحيوانات والاسماك والدواجن فهما اساس الحياة واساس تحقيق الاكتفاء الذاتي, ويجب على الحكومة أن تضع خطط تنموية حقيقية للنهوض بهذه القطاعات الحيوية ووضع السقوف الزمنية الدقيقة والتعشيق بين الخطط التنموية المرسومة والعمل على اعادة الحياة لكافة المصانع والمعامل المتوقفة وتقديم الدعم الكامل بكل أنواعه للفلاح العراقي والقطاع الخاص الصناعي ووضع القوانين الصارمة وفرض الضرائب والرسوم العالية على الاستيراد لتوفير الحماية الكاملة للمنتجات الوطنية والعمل على تشجيع الشباب لاستصلاح الأراضي واقامة المزارع التعاونية وادخال المكننة الزراعية الحديثة وتوفير المبيدات الزراعية والبذور والتقاوى والحبوب وتقديم التسهيلات الكاملة والقروض لاقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة سواء كانت صناعية أو زراعية أو تربية حيوانات أو دواجن أو غيرها.

ان الاهتمام بهذه القطاعات والنهوض بها سيمكن البلد من تحقيق الاكتفاء الذاتي من كل النواحي وسيمكن البلد من تحقيق الأمن الغذائي للمواطن وسيمكننا من الصمود أمام أي تحدي مستقبلي خطير ويجعلنا لانحتاج لأي بلد آخر خاصة في الأمور الضرورية لديمومة حياة المواطن.

هذا نداء للحكومة العراقية الجديدة اذا ما تم تمريرها بسلام أن تجعل الاكتفاء الذاتي للبلد هدفاّ استراتيجياَ لعملها وأن تعمل بكل امكاناتها لتحقيق هذا الهدف السامي الذي يضمن مصلحة الشعب العراقي وأن تسخر موارد البلد لتحقيق هذا الاكتفاء الذي سيجعلنا نصمد أمام مايخبئه لنا القدر من مفاجئات فهل ستستجيب الحكومة لهذا النداء ؟ انا عن نفسي أشك بذلك!!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاكتفاء الذاتي فيه خلاصنا الاكتفاء الذاتي فيه خلاصنا



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:54 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

تعرف على "أهل الدثور" وأسباب دخول الجنة

GMT 10:07 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

Incredible Things عطر ساحر من نفحات الأخشاب الطبيعية

GMT 18:46 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

صلاح يفك عقدة لازمته منذ 2014 في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 21:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"كلام ستات" يناقش مبادرة "بدّلها بفضة" لتسهيل الزواج

GMT 02:06 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفخم الفنادق في مدينة هونغ كونغ الصينية

GMT 04:13 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

"ديكورات" مشرقة في شقّة جون بون جوفي الـ"دوبلكس"

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أبوالفتوح تكشف فوائد تناول الردة خلال الوجبات

GMT 03:36 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تناول المكسرات يساعد على استقرار مستويات السكر

GMT 01:21 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

شاكيرا تستعد لإحياء حفلة غنائية في إسرائيل

GMT 22:07 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سائق حافلة ركاب في إسبانيا يرفض صعود منقبة للحافلة

GMT 00:14 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الجمعة

GMT 05:14 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعاون "فوكس" و" ديزني" يكشف عن تقاعد "مردوخ" أم خطة جديدة

GMT 12:17 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاح استئصال ورم من بطن سيدة في جازان وزنه 5 كيلو جرام

GMT 07:35 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

سلام العمري تبدع في صناعة الشموع بطرق مختلفة جذابة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq