لبنان لن يتعافى

لبنان لن يتعافى

لبنان لن يتعافى

 العراق اليوم -

لبنان لن يتعافى

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد

بعثت طائرتا «الدرونز» الإسرائيليتان الهواجس القديمة، هل يعود لبنان إلى الحرب؟

ثم صبَّ خطاب حسن نصر الله، أمين عام «حزب الله»، الزيت على الأزمة، مبشراً إسرائيل بأنه سيحاربهم من داخل لبنان؛ لأنه لا يستطيع من سوريا. قلق لبنان سبق أحداث «الدرونز»، نتيجة تخفيض تصنيف لبنان بنكياً، وما قد يتبعه من تخفيض سعر الليرة، وخطة واشنطن السرية باستهداف المتعاملين مع إيران ومع «حزب الله».

وقد عبَّر خطابه أول من أمس بوضوح عن التأزم الذي يعيشه الحزب، نتيجة مباشرة لأزمة إيران من الحصار السياسي والاقتصادي عليها، فإيران هي المالك الفعلي للحزب، والحزب هو اللاعب الوحيد في لبنان.

هل يمكن أن تعود الحرب؟ مدركين أن البلد في «حالة» حرب مستمرة، وهي لا تعني بالضرورة اشتباكات مسلحة. فوجود قوة مسلحة خارج سلطان مؤسسات الدولة ومنشغلة بالوضع العسكري الجيوسياسي الإقليمي، جعل لبنان معسكراً حربياً دائماً، سواء في وجه إسرائيل أو في الحرب في سوريا أو العراق أو اليمن.

«حزب الله» جرَّ البلد - رغم أنف أهله - إلى هذه الأزمات. وصار كل لبناني يدفع الثمن بالمعنى الحرفي؛ حيث إن سعر الليرة المتدني، وانعدام الوظائف، وضعف السوق، وتعطل كثير من الخدمات الحكومية، هي نتيجة للوضع الذي خلقه «حزب الله».

وكل دول الجوار مع إسرائيل وقعت اتفاقيات أنهت حالة الحرب، حتى سوريا وقعت فكَّ الاشتباك في السبعينات، وأرست دعائم السلام الذي استمر بين الدولتين نحو نصف قرن، وهندسها آنذاك هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي، واحترمها الجانبان. وكذلك فعلت مصر والأردن. حتى الضفة الغربية منذ أن وقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو، خرجت من خريطة الصراع.

لبنان الدولة العربية الوحيدة التي بقيت في حالة حرب مع إسرائيل، والسبب «حزب الله»، وليست إسرائيل التي سعت للاستيلاء على أراضي سورية وأردنية ومصرية؛ لكنها دائماً استثنت لبنان من مخططاتها التوسعية. منذ الثمانينات وسيادة لبنان منتهكة، وقرارها مخطوف من قبل إيران، التي بنت استراتيجيتها الخارجية على التوازن الإقليمي مع إسرائيل، واستخدمت لذلك أدوات مثل «حماس» في غزة، و«حزب الله» في لبنان.

حادثة الضاحية بين «حزب الله» وإسرائيل نتيجة طائرات «الدرونز» الإسرائيلية، جولة أخرى في حرب طويلة. ولن تتوقف المعارك حتى لو وقع سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. فما دامت إيران متمسكة بمشروعها الإقليمي، فإن لبنان لن ينعم بالسلام والرخاء، ولا حتى باستقرار سياسي داخلي بين فرقائه.

ومن التضليل أن يمنَّ نصر الله على لبنان، مدعياً أنه لولاه والحزب لاستولى «داعش» والتكفيريون على لبنان، بينما الحقيقة هي العكس تماماً، فلولا «حزب الله» لما استهدف الإرهابيون لبنان. وحتى لو كان صادقاً في هذه النظرية، فإننا نرى في كل منطقة دخلها تنظيم «داعش» رُدَّ على أعقابه مهزوماً، وليس بين هذه الدول من ركن إلى ميليشيات محلية لمواجه الإرهاب كما يحدث في لبنان.

الادعاء بأن «حزب الله» ركيزة أمن لبنان واستقلاله أكذوبة. الحقيقة أن «حزب الله» هو سبب استهداف إسرائيل لبنان بالحروب، وهو سبب فيضان مليون ونصف مليون لاجئ سوري، وهو سبب استهداف «داعش» و«القاعدة» له، وهو سبب استهداف وزارة الخزانة والمباحث الأميركية للبنان. وهو سبَبُ الخراب الاقتصادي، وسبب فشل الحياة السياسية، والذي يؤدي إلى الفشل الحكومي.

اللبنانيون يعلقون فشلهم يومياً على الأسباب الصغيرة، في حين أن السرطان الذي يهدد وجودهم ماثل أمامهم. جعل بلدهم طرفاً في حروب المنطقة التي لا علاقة لها بلبنان، من فلسطين إلى سوريا والعراق واليمن، وجعله هدفاً للولايات المتحدة وإسرائيل. بوجوده لبنان بلا سيادة ولا قرار مستقل. بسببه لبنان اليوم ليس دولة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان لن يتعافى لبنان لن يتعافى



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:54 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

تعرف على "أهل الدثور" وأسباب دخول الجنة

GMT 10:07 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

Incredible Things عطر ساحر من نفحات الأخشاب الطبيعية

GMT 18:46 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

صلاح يفك عقدة لازمته منذ 2014 في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 21:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"كلام ستات" يناقش مبادرة "بدّلها بفضة" لتسهيل الزواج

GMT 02:06 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفخم الفنادق في مدينة هونغ كونغ الصينية

GMT 04:13 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

"ديكورات" مشرقة في شقّة جون بون جوفي الـ"دوبلكس"

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أبوالفتوح تكشف فوائد تناول الردة خلال الوجبات

GMT 03:36 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تناول المكسرات يساعد على استقرار مستويات السكر

GMT 01:21 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

شاكيرا تستعد لإحياء حفلة غنائية في إسرائيل

GMT 22:07 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سائق حافلة ركاب في إسبانيا يرفض صعود منقبة للحافلة

GMT 00:14 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الجمعة

GMT 05:14 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعاون "فوكس" و" ديزني" يكشف عن تقاعد "مردوخ" أم خطة جديدة

GMT 12:17 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاح استئصال ورم من بطن سيدة في جازان وزنه 5 كيلو جرام

GMT 07:35 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

سلام العمري تبدع في صناعة الشموع بطرق مختلفة جذابة

GMT 01:46 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيماء مرسي تؤكّد أنّ مواقع التواصل الاجتماعي يحكمها الإتيكيت

GMT 06:17 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

طرح عطر "فانيلا نواغ" الساحر للمرأة التي تعشق الإثارة

GMT 07:35 2016 الأربعاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

كيارا فيراغني من مدونة في عالم افتراضي إلى عارضة أزياء شهيرة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq