كان عمر بن أبي ربيعة شاعراً يحب النساء فأعطاه أخوه الحارث ألف دينار حتى لا يقول الشعر فأخذ الألف دينار وبعد أيام قال:
هيهات من أمة الوهاب منزلنا / إن حللنا بسيف البحر من عدن
وحلّ أهلك أجيادا فليس لنا / إلا التذكر أو حظ من الحزن
بل ما نسيت ببطن الخيف موقفها / وموقفي وكلانا ثم ذو شجن
إن كنت حاولت دنيا أو ظفرت بها / فما أخذت بترك الحج من ثمن
وفي إعلانه الحب:
ليس كالعهد إذ عهدت ولكن / أوقد الناس بالنميمة نارا
ما أبالي إذا النوى قربتكم / فدنوتم من حل أو من سارا
فالليالي إذا نأيت طوال / وأراها إذا قربت قصارا
وقال أيضاً:
صرمت وواصلت حتى عرفت / أين المصادر والمورد
وجربت من ذاك حتى عرفت / ما أتوقى وما أعمد
وقال عن نفسه:
سمعي وطرفي حليفاها على جسدي / فكيف أصبر عن سمعي وعن بصري
لو طاوعاني على ألا أكلمها / إذاً لقضيت من أوطارها وطري
وله أيضاً:
حبكم يا آل ليلى قاتلي / ظهر الحب بجسمي وبطن
ليس حب فوق ما أحببتكم / غير أن أقتل نفسي أو أجنّ
وقال لجاريته:
فبعثت جاريتي وقلت لها اذهبي / فاشكي اليها ما علمت وسلمي
فتضاحكت عجبا وقالت حقه / ألا يعلمنا بما لم نعلم
علمي به والله يغفر ذنبه / فيما بدا لي ذو هوى متقسم
قال عن الثريا:
أصبح القلب في الحبال رهينا / مقصدا يوم فارق الظاعنينا
قلت من أنتم فصدّت وقالت / أمبدٍ سؤالك العالمينا
ونرى أننا عرفناك بالنعت / بظن وما قتلنا يقينا
وقال أيضاً:
من رسولي الى الثريا فإني / ضقت ذرعا بهجرها والكتاب
سلبتني مجاجة المسك عقلي / فسلوها ماذا أحل اغتصابي
ثم قالوا تحبها فقلت بهرا / عدد القطر والحصى والتراب
وقال:
ليت هندا أنجزتنا ما تعد / وشفت أنفسنا مما تجد
واستبدت مرة واحدة / إنما العاجز من لا يستبد
وتزوجت الثريا فقال:
أيها المنكح الثريا سهيلا / عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت / وسهيل إذا استقل يماني
وسار الى المدينة فكتب لها:
كتبت اليك من بلدي / كتاب موله كمد
يؤرقه لهيب الشوق / بين السحر والكبد
فيمسك قلبه بيد / ويمسح عينه بيد
وقال:
أحن إذا رأيت جمال سعدى / وأبكي إن رأيت لها قرينا
أسعدى إن أهلك قد أجدّوا / رحيلا فانظري ما تأمرينا
قالت له سعدى بنت عبدالرحمن: آمرك بتقوى الله وترك ما أنت عليه
قال أيضاً:
قالت وعيش أخي وذمة والدي / لأنبهنّ الحي إن لم تخرج
فخرجتُ خوف يمينها فتبسمت / فعلمت أن يمينها لم تحرج
فتناولت رأسي لتعرف مسّه / بمخضّب الأطراف غير مشنج
فلثمت فاها آخذا بقرونها / شرب النزيف ببرد ماء الحشرج
وقال:
نام صحبي ولم أنم / من خيال بنا ألم
قلت يا عمرو شفني / لاعج الحب والألم
إئت هندا فقل لها / ليلة الخيف ذي سلم
وقال أيضاً:
ردع الفؤاد تذكر الأطراب / وصبا اليك ولات حين تصابي
إن تبذلي لي نائلا يشفى به / سقم الفؤاد فقد أطلت عذابي