عَ الماشي «طا با طا»

عَ الماشي «طا با طا»!

عَ الماشي «طا با طا»!

 العراق اليوم -

عَ الماشي «طا با طا»

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

إلى عربات الشاي والقهوة، عشوائية الشكل؛ وعربات تبيع حبّات الذرة المفروطة، الأقلّ عشوائية، ستضاف عربات مقطورة ومرتبة للبطاطا المقلية، بدءاً من تلك العربة مطلع شارع السهل، على طرف موقف سيارات مجاني لبلدية رام الله.

البطاطا هي البطاطا، مقلية، أو مسلوقة أو مطبوخة، لكنها في تلك العربة تباع للزبائن وقوفاً، بتسعة أشكال وأحجام، وأما رقائق البطاطا والذرة، فلها ما لا يحصى من ماركات وأشكال وأحجام، ولها الاسم الثاني للبطاطا (أو الطباطا) المسمّى «تشيبس».

تعرفون أن العالم الجديد أهدانا أربع هدايا: البطاطا، الذرة، البندورة.. وهذه الهدية الوبيلة المسماة تبغ.

ألفرد نوبل اخترع متفجرات (T.N.T)، فاخترعوا أهم جوائز عالمية وسموها باسمه، لكن العمّ الأفريقي الأميركي كان اسمه «تشيبس» لأنه اخترع رقائق البطاط المقلية والمملّحة، لفضّ مشروع قتال مميت بالمسدّسات في الغرب الأميركي.

«الطا با طا» هي البطاطا حسب لثغة صغيري لما كان طفلاً في الحضانة القبرصية، وصار مهندساً بريطاني الجنسية، قد يطلب من المطاعم وجبة صارت أشهر من وجبة الصباح البريطاني المسماة: إنكليش بريكفاست، وتسمى «تشيبس وفيش».. بطاطا وسمك.

مقطورة البطاطا المقلية تجاور أشهر مطاعم الفول والحمّص في شارع السهل، المتخم بمطاعم الشواء، ولا يخلو من مطاعم جميلة للسندويشات الغربية والشاورما الشرقية، ولا عربة فوضوية الشكل تبيع «عَ ـ الماشي» قهوة وشايا متعددة الأصناف حسب طلب ومزاج الزبون الذي «يصحصح» أول نهاره.

لماذا تلك العربة علامة جديدة؟ لأن بلدية رام الله زرعت في مفارق الشوارع عربات حمراء للبيع والتأجير، ثم سحبتها لسببٍ ما، وعلى الأغلب لأنها لم تجد شارياً أو مستأجراً، إلى أن نصبها شاب وفتاة بعد زخرفتها برسوم وعبارات لطيفة ولافتة. ربما لن يمرّ وقت طويل قبل أن تصبح الظاهرة الجديدة «موضة» بعد أن أجازتها ورخّصتها السلطات البلدية.

هل يقتنع الأخوان سابا صاحبا العربة الوحيدة في شارع ركب، التي تبيع الفول النابت والترمس، وعرانيس الذرة المسلوقة أو كاسات الذرة المفروطة بشراء أو استئجار مقطورة ثابتة في مكانها، بدلاً من جرّ العربة يومياً، ومنذ عشرات السنوات، من رام الله التحتا إلى قرنة مقابل مقهى ركب، المعروف بشارع ركب، والمسمى رسمياً الشارع الرئيسي، وفيه العديد من مطاعم البطاطا المقلية والدجاج المقلي المسماة «فرايد تشيكن».

علامة شارع السهل تبقى مقهى «الانشراح» الشعبي، حيث سعر الطلب هو ثلاثة شواكل، وهو من أقدم مقاهي رام الله الشعبية، وصار مقهى المثقفين المفضّل، بعد أن كان مقهاهم هو مقهى رام الله في شارع ركب، وقد يصيرون زبائن عربة البطاطا المقلية المفضّلين.

 

الرصيف

يمتاز شارع السهل عن شارع ركب بأرصفته العريضة، الملأى بالمقاعد والطاولات، لكنه مثله يصعب ركن السيارة دون دفع مسبق للوقوف إلى جانب رصيف ملوّن حافته بالأبيض والأزرق، أو رصيف مجّاني الوقوف الشرعي ملوّن حافّته بالأحمر والأبيض في غفلة عن شرطة السير المتقاعسة عن ضبط مخالفته .. ولا وجود لرصيف ملوّن حافّته بالأسود والأبيض مجّاني الوقوف.. ونادراً ما تجد السيارات مكاناً في موقفين مجّانيين للبلدية.

شوارع المدينة، الرئيسة منها والفرعية صارت كأنها كراج وقوف كبير للسيارات، أو اختناقات مرورية خاصة في ساعات وأيام الذروة، ودخول المدارس والخروج منها.

 

أوراق الخريف

ليس في أول الخريف تبدأ أوراق الأشجار النفضية في التساقط كما يحصل في أوروبا، بل تتساقط في أوّل الشتاء والمربعنية، التي جاءت متأخّرة هذا الشتاء، ومن اليوم مع مطر متأخر بعد احتباس وريح مزوبعة سوف تتجرّد من أوراقها، وتدخل في سبات لن تصحو منه قبل تباشير الربيع، بدءاً من نوّارة أشجار اللوز.

وحدها أشجار ثمار الاكسيدنيا، دائمة الخضرة في أوراقها، وتبدأ بالازهرار في الخريف، وتنضج ثمارها مطلع الربيع، يحلو لي أن أقطع عنقوداً مزهراً من شجرة ما، وأستخدمه لتطييب كأس شاي ساخن. الرائحة فوّاحة والنكهة تفوق نكهة الشاي المعطّر بالميرمية أو الزهورات على أنواعها، عدا فوائده التي يُقال إنها مدرّة للبول، ونافعة للكبد والمرارة.. وأنا لا أشكو من علّة في هذا أو في ذاك.

لي مزاج كمزاج زميلي مهند عبد الحميد الذي يجمع أزهار الخريف والشتاء والربيع في مزهرية على طاولة الطعام.

في الشتاء تتساقط أوراق الشجر، وفي الشتاء تتساقط أوراق العمر، أيضاً. العام هو السنة، وهو الحول، أيضاً، لذا يُقال في تعاقب دورة الحياة «حال الحول» في الأشجار وفي الأعمار، أيضاً.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عَ الماشي «طا با طا» عَ الماشي «طا با طا»



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:54 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

تعرف على "أهل الدثور" وأسباب دخول الجنة

GMT 10:07 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

Incredible Things عطر ساحر من نفحات الأخشاب الطبيعية

GMT 18:46 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

صلاح يفك عقدة لازمته منذ 2014 في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 21:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"كلام ستات" يناقش مبادرة "بدّلها بفضة" لتسهيل الزواج

GMT 02:06 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفخم الفنادق في مدينة هونغ كونغ الصينية

GMT 04:13 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

"ديكورات" مشرقة في شقّة جون بون جوفي الـ"دوبلكس"

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أبوالفتوح تكشف فوائد تناول الردة خلال الوجبات

GMT 03:36 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تناول المكسرات يساعد على استقرار مستويات السكر

GMT 01:21 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

شاكيرا تستعد لإحياء حفلة غنائية في إسرائيل

GMT 22:07 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سائق حافلة ركاب في إسبانيا يرفض صعود منقبة للحافلة

GMT 00:14 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الجمعة

GMT 05:14 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعاون "فوكس" و" ديزني" يكشف عن تقاعد "مردوخ" أم خطة جديدة

GMT 12:17 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاح استئصال ورم من بطن سيدة في جازان وزنه 5 كيلو جرام

GMT 07:35 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

سلام العمري تبدع في صناعة الشموع بطرق مختلفة جذابة

GMT 01:46 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيماء مرسي تؤكّد أنّ مواقع التواصل الاجتماعي يحكمها الإتيكيت

GMT 06:17 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

طرح عطر "فانيلا نواغ" الساحر للمرأة التي تعشق الإثارة

GMT 07:35 2016 الأربعاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

كيارا فيراغني من مدونة في عالم افتراضي إلى عارضة أزياء شهيرة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq